كيف يمكن أن تبدو السياسة الخارجية للولايات المتحدة في عهد “بايدن”؟ | مركز سمت للدراسات

كيف يمكن أن تبدو السياسة الخارجية للولايات المتحدة في عهد “بايدن”؟

التاريخ والوقت : السبت, 14 نوفمبر 2020

تود برينس

 

أثناء ترشحه قال “جو بايدن” إنه سيلغي العديد من مبادرات السياسة الخارجية لإدارة “ترمب”، مثل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقيات الدولية، والعمل على إصلاح العلاقات عبر الأطلسية التي يزعم أنها كانت مفتاح الاستقرار في أوروبا على مدى السنوات الـ75 الماضية.

وقال إنه سيتخذ موقفًا أكثر صرامة تجاه روسيا، وأعرب عن دعمه القوي لأوكرانيا، وسيعود للانضمام إلى الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، إذا التزمت طهران بأهداف الاتفاق.

يعتقد “بايدن”، نائب الرئيس السابق وعضو مجلس الشيوخ، الذي خدم ما يقرب من 50 عامًا في واشنطن، أن الولايات المتحدة يمكن أن تتصدى بشكل أفضل للتهديدات العالمية من خلال قيادة تحالفات الدول الديمقراطية.

وقال إنه سيتخذ “خطوات فورية” عند توليه منصبه لتعزيز التحالفات “ومرة أخرى تجعل أميركا تقود العالم”.

ومع ذلك، سيواجه “بايدن” مشاكل داخلية كبيرة في بلد منقسم بشدة، بما في ذلك جائحة “كوفيد – 19″، والبطالة المرتفعة والتوتر العرقي وتزايد عدم المساواة، مما قد يدفعه إلى تغيير أولوية مبادرات السياسة الخارجية. ثم إن الأمر قد يستغرق عدة أشهر من إدارة “بايدن” لتشكيل فريق السياسة الخارجية بكماله ووضع أولويات أكثر تحديدًا.

الناتو – الاتحاد الأوروبي

قال “بايدن” إنه سيسعى لإصلاح العلاقات عبر الأطلسي، وهو ما أكد أن الرئيس “دونالد ترمب” قد أضر به من خلال انتقاده المتكرر للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وفرض رسوم جمركية على بعض السلع الأوروبية والانسحاب من الاتفاقيات الدولية.

وبخلاف “ترمب”، الذي وصفه في عام 2016 بأنه “عفا عليه الزمن”، وصف “بايدن” الناتو بأنه “التحالف السياسي العسكري الأكثر فاعلية في التاريخ الحديث”، وقال إنه يجب أن يظل قويًا خلال التكيف مع أنواع جديدة من التهديدات النابعة من روسيا.

لقد كتب “بايدن” في مجلة الشؤون الخارجية في وقت سابق من عام 2020 في مقال: “لمواجهة العدوان الروسي، يجب أن نحافظ على القدرات العسكرية للتحالف حادة، مع توسيع قدرته أيضًا على مواجهة التهديدات غير التقليدية، مثل الفساد المسلح، والمعلومات المضللة، والسرقة الإلكترونية”. وقد حدد “بايدن” في هذا المقال مواقفه بشأن مجموعة من القضايا.

روسيا – أوكرانيا – الحد من التسلح

قال “بايدن” إنه سيتخذ موقفًا أكثر صرامة ضد الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، ووصف موسكو بأنها “خصم”، وكذلك “أكبر تهديد” لأمن الولايات المتحدة اليوم.

وانتقد الكرملين بسبب تصرفاته، التي اشتملت على الاستيلاء على القرم ودوره في الحرب بين كييف والانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقة دونباس الأوكرانية. كما اتهمها بالتدخل في الانتخابات الأمريكية والوقوف وراء الهجمات على الصحفيين الروس وقادة المجتمع المدني، حيث كان نادرًا ما انتقد “ترمب” الكرملين.

وقال “بايدن” في تغريدة في أغسطس الماضي: “بخلاف ترمب، سأدافع عن قيمنا الديمقراطية وسأقاوم المستبدين مثل بوتين”.

كما هدد بمعاقبة موسكو إذا تدخلت في انتخابات 2020 ورفض فكرة “ترمب” بدعوة روسيا للعودة إلى مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى.

وكتب في المقال الذي نشره بمجلة “الشؤون الخارجية”: “يجب أن نفرض تكاليف حقيقية على روسيا بسبب انتهاكاتها للمعايير الدولية وأن نقف إلى جانب المجتمع المدني الروسي، الذي وقف بشجاعة مرارًا ضد نظام بوتين الاستبدادي الفاسد”.

ويؤيد “بايدن” إلغاء خط أنابيب “نورد ستريم 2” المدعوم من الكرملين لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا. ويقول معارضو خط الأنابيب إنه سيحرم أوكرانيا من رسوم عبور كبيرة من روسيا ويزيد اعتماد أوروبا على صادرات الطاقة الروسية.

وأعرب “بايدن”، الذي كان مسؤول أوباما عن أوكرانيا كنائب للرئيس، عن دعمه القوي لاستقلال أوكرانيا وتكاملها مع أوروبا ودعم إرسال أسلحة فتاكة إلى كييف لمساعدتها في محاربة الانفصاليين المدعومين من روسيا.

الحد من التسلح

قال “بايدن” إنه سيمدد معاهدة “ستارت” الجديدة، وهي آخر معاهدة أسلحة نووية متبقية مع روسيا، بينما يتابع المفاوضات بشأن اتفاقية جديدة. وتنتهي معاهدة “ستارت” الجديدة، التي تفرض قيودًا على الترسانات النووية الاستراتيجية للبلدين، في فبراير، لكن يمكن تمديدها لمدة تصل إلى خمس سنوات باتفاق متبادل.

وكانت إدارة “ترمب” قد رفضت اقتراح موسكو بإطالة أمد معاهدة “ستارت” الجديدة دون شروط إضافية، فضلاً عن عرض لتمديدها لعام واحد، ولم تتوصل إلى اتفاق بشأن تمديدها. ويجادل “بايدن” بأن الاتفاقية مفيدة لأمن الولايات المتحدة ويجب تمديدها أثناء السعي إلى اتفاقية جديدة.

وبينما تشير مواقف “بايدن” بشأن تصرفات بوتين وروسيا إلى أن التوترات بين واشنطن وموسكو ستظل متوترة ويمكن أن تزداد سوءًا بمجرد توليه منصبه، فإن الحد من التسلح هو واحد من عدد قليل من القضايا التي يقول المحللون إنها قد تشكل منصة لمفاوضات مثمرة بين الولايات المتحدة والكرملين.

إيران

قال “بايدن” إنه سيطلب من الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاقية النووية لعام 2015 مع إيران، والتي حدت من الأنشطة النووية للبلاد مقابل تخفيف العقوبات – إذا عادت طهران إلى الامتثال لشروطها.

لقد انتهكت إيران شروط الاتفاق مع القوى العالمية بعد أن سحب “ترمب” الولايات المتحدة من الاتفاق المعروف باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة” في عام 2018 وفرض عقوبات على طهران. وقد ضرت العقوبات بالاقتصاد الإيراني لكنها لم تشجعها على السعي للتوصل إلى اتفاق جديد.

وقال “بايدن” إنه سيعمل مع القوى الأخرى المعنية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، على تعديل جوانب الاتفاقية بمجرد عودة إيران إلى الامتثال.

وقال بايدن: “مع حلفائنا، سنعمل على تعزيز وتوسيع بنود الاتفاق النووي، مع معالجة القضايا الأخرى ذات الأهمية”، مثل انتهاكات حقوق الإنسان وسجن الأجانب.

أفغانستان

قال “بايدن” إنه سيعيد القوات الأميركية إلى الوطن من أفغانستان، بعد ما يقرب من 20 عامًا من قيادة الولايات المتحدة لغزو وطرد جماعة طالبان المتطرفة من السلطة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر في عام 2001، ولن يترك في مكانه سوى وحدة صغيرة من القوات الخاصة التي ستنطلق تنفيذ مهام مكافحة الإرهاب.

لقد عارض “بايدن” الحشد الكبير للقوات الأميركية في أفغانستان أثناء توليه منصب نائب الرئيس من 2009 إلى 2017.

وباستثناء التطورات الجوهرية قبل تنصيبه في 20 يناير، سيرث عملية سلام تاريخية لكنها هشة بدأتها إدارة “ترمب” من خلال التوصل إلى اتفاق سياسي مع طالبان في فبراير 2020 مهد الطريق لمحادثات سلام بين المسلحين والولايات المتحدة، وكانت مدعومة من الحكومة الأفغانية.

ديمقراطية

قال “بايدن” إنه سيعمل مع حلفاء الولايات المتحدة لتقوية الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم وصد الاستبداد الزاحف. وأعرب عن قلقه إزاء ما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه تراجع عن الديمقراطية في بعض الدول الأعضاء في الناتو، بما في ذلك بولندا والمجر.

وقد لفت “بايدن” إلى أنه خلال السنة الأولى له في منصبه، ستنظم الولايات المتحدة وتستضيف “قمة عالمية للديمقراطية” لتجديد الروح والهدف المشترك لدول العالم الحر. وكتب “بايدن” في أوائل عام 2020، أنه سيجمع ديمقراطيات العالم معًا لتقوية المؤسسات الديمقراطية، ومواجهة الدول التي تتراجع بصدق، وصياغة أجندة مشتركة.

 

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: راديو أوروبا الحرة

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر