سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
كين بريديميير
لا تزال الانتخابات الرئاسية الأميركية غير مستقرة، حيث اقترب المنافس الديمقراطي “جو بايدن” من أغلبية الهيئة الانتخابية، وطالب الرئيس “دونالد ترمب” بوقف فرز الأصوات. ويرفع الجمهوريون دعاوى قضائية يزعمون فيها وجود مخالفات في جدولة الأصوات.
وقد اتهم “ترمب”، من دون أدلة، الديمقراطيين بالتخطيط لعمليات احتيال ومخالفات واسعة النطاق لمنعه من الفوز بإعادة انتخابه كرئيس.
وقال “ترمب” خلال مؤتمر صحفي: “هذه حالة يحاولون فيها سرقة الانتخابات، وهم يحاولون التزوير في الانتخابات، ولا يمكننا أن ندع ذلك يحدث”.
وفي المقابل، حثَّ “بايدن” في وقت سابق على التحلي بالصبر، بينما تقوم السلطات باحتساب العدد القياسي للأصوات، وهو أكثر من 150 مليونًا، جرى الإدلاء بها في انتخابات هذا العام.
ويجب احتساب كل بطاقة اقتراع. وهو ما نشهده في الوقت الراهن، وهو ما ينبغي أن يكون عليه الأمر أيضًا. وقد قال “بايدن” خلال تصريحات صحفية إن “الديمقراطية في بعض الأحيان فوضوية”.
الفرز لا يزال يجري
يتقدم “بايدن” في الهيئة الانتخابية بـ264 مقابل 214 لـ”ترمب”، إذ يتطلب أن يحصل المرشح الفائز على أغلبية 270 صوتًا للحصول على كرسي الرئاسة لمدة أربع سنوات. لكن فرز الأصوات لا يزال جاريًا في أربع ولايات ستقرر الانتخابات، هي: جورجيا وبنسلفانيا في الجزء الشرقي من البلاد، وولايتان في الغرب هما أريزونا ونيفادا.
ويتقدم “ترمب” في جورجيا وبنسلفانيا، بينما يتقدم “بايدن” في الولايتين الأخريين، وهي ولايات غير حاسمة.
ففي نظام الهيئة الانتخابية بالولايات المتحدة، يحصل الفائز بالتصويت الشعبي في كل ولاية، مع استثناءين بولايتي مين ونبراسكا، على جميع الأصوات الانتخابية لتلك الولاية، والتي يتم تخصيصها على أساس التعداد السكاني.
وإذا تمكن “بايدن” من الفوز بالتصويت في أريزونا، مع 11 صوتًا بالمجمع الانتخابي، ونيفادا بـ6، فسيصل إلى 270 صوتًا بالهيئة الانتخابية ليصبح هو الرئيس السادس والأربعون في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية عند تنصيبه في شهر يناير المقبل، وذلك بغض النظر عن النتيجة في جورجيا وبنسلفانيا.
ويحتاج “ترمب” إلى الاحتفاظ بجميع الولايات التي يقودها واختيار إما نيفادا أو أريزونا، حيث يمتلك “بايدن” الصدارة حاليًا. وسيتم الانتهاء من فرز الأصوات قريبًا في جميع الولايات الأربع. ففي جورجيا، ومع وجود 16 صوتًا انتخابيًا على المحك، يتقدم “ترمب” بنحو 2490 صوتًا مع وجود أكثر من 18000 بطاقة اقتراع باقية لم يتم فرزها بعدُ، بالإضافة إلى العديد من المناطق التي يتصدر فيها “بايدن”.
وفي ولاية بنسلفانيا، تراجعت مؤشرات تقدم “ترمب” مع استمرار فرز الأصوات. ويتقدم الرئيس حاليًا بنحو 48850 صوتًا، لكن لم يتم فرز حوالي 250 ألف بطاقة اقتراع بعدُ. وقالت وزيرة خارجية بنسلفانيا، “كاثي بوكفار”، إن هذه الأصوات المتبقية هي عبارة عن بطاقات اقتراع بالبريد تقريبًا، مما أدى إلى تقدم “بايدن” بشكل كبير.
وقد حثت حملة “بايدن” المؤيدين على التصويت عبر البريد للبقاء في أمان خلال جائحة فيروس كورونا، بينما ندد “ترمب”، من دون دليل، بالتصويت عبر البريد باعتباره احتياليًا وخداعًا.
وأشار “ترمب” إلى العدد غير المتناسب من الأصوات المتأخرة التي فاز بها “بايدن” باعتبارها تدخلاً محتملاً في التصويت من قبل ما وصفه بجهاز التصويت الفاسد للولايات مع حكام ديمقراطيين. وقال “ترمب”: “لقد كنا نربح في جميع المواقع الرئيسية بشكل واضح، لكن في الواقع بدأت أعدادنا تتضاءل بأعجوبة في الخفاء”.
هناك عشرون صوتًا انتخابيًا على المحك في ولاية بنسلفانيا. ويبدو أن “ترمب” لديه خيوط أكثر أريحية في ولايتين أخريين لم يتم الإعلان عنهما رسميًا بعدُ، وهما ألاسكا ونورث كارولينا.
ويتقدم “بايدن” حاليًا بأغلبية 11438 صوتًا في ولاية نيفادا، التي تضم ستة ناخبين، وحوالي 46257 صوتًا في ولاية أريزونا، التي تضم 11 ناخبًا. ولا يزال يتعين فرز واحتساب العديد من الأصوات في كلتا الولايتين.
ويتقدم “بايدن” في التصويت الشعبي الوطني 73.5 مليون مقابل 69.5 مليون، لكن المجمع الانتخابي هو الذي سيحدد الفائز بعد حملة مثيرة للجدل استمرت لأشهر. وقد طالب “ترمب” على موقع “تويتر” بإيقاف فرز الأصوات. لكن إذا تمَّ تجميد عدد الأصوات في الفترة الأخيرة فسيخسر “ترمب”، ليصبح ثالث رئيس للولايات المتحدة في العقود الأربعة الماضية يخسر إعادة انتخابه بعد فترة ولاية واحدة.
دعاوى قضائية
لقد أشار “ترمب” إلى وجود مخالفات، مثل منع مسؤولي الدولة حملته من مراقبة عمليات فرز الأصوات، ووصف التصويت عبر البريد بأنه “نظام فاسد” يفتقر إلى “أي إجراءات للتحقق” ، وقال إنه يتوقع أن تنتهي الدعوى الانتخابية المتنازع عليها في المحكمة العليا.
ورفع محامون يمثلون “ترمب” والجمهوريين دعاوى قضائية يزعمون فيها وجود مخالفات في فرز الأصوات ويطالبون بوقف فرز الأصوات بالبريد في ولاية بنسلفانيا، حيث تضاءل تقدم “ترمب” مع عد المزيد من بطاقات الاقتراع عبر البريد.
وقد تباطأ عدد الأصوات في جميع أنحاء الولايات المتحدة بسبب العدد الهائل من بطاقات الاقتراع التي تمَّ تسليمها عبر البريد، وتقدر بنحو ثلثي الأصوات البالغ عددها أكثر من 101 مليون بطاقة اقتراع تمَّ الإدلاء بها قبل يوم الانتخابات الرسمي، والتي تستغرق وقتًا أطول في العد. وقال العديد من الأشخاص الذين صوتوا عبر البريد إنهم يريدون تجنب طوابير طويلة في مراكز الاقتراع يوم الانتخابات والالتقاء وجهًا لوجه مع الآخرين وسط جائحة فيروس كورونا في البلاد.
وحثت حملة “بايدن” على التصويت عن طريق البريد، والنتيجة هي أن عدد أصواته زاد بشدة في العديد من الولايات حيث تمَّ فرز بطاقات الاقتراع. وحث “ترمب” في الغالب على التصويت الشخصي في يوم الانتخابات من قبل الجمهوريين، مدعيًا دون دليل أن التصويت عبر البريد سيؤدي إلى تزوير الانتخابات ضده. وعمومًا، تمَّ فرز هذه البطاقات في وقت سابق.
كما دعا محامو “ترمب” إلى إعادة فرز الأصوات في ولاية ويسكونسن في الغرب الأوسط، إذ من المتوقع أن يفوز “بايدن” من بين ناخبي الولاية العشرة، وزعموا حدوث مخالفات في بعض مراكز الاقتراع. وأعلن “ترمب” النصر في الساعات الأولى من اليوم التالي على التصويت (الأربعاء)، لكن بايدن لم يصل إلى حد القول إنه انتصر. فقد قال يوم الأربعاء: “لست هنا لأعلن أننا فزنا”. “لكنني هنا لأبلغ أنه عند انتهاء العد، نعتقد أننا سنكون الفائزين”.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: VOA News
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر