عبدالله مغرم

تُعرف الدول بمعالمها، فتُعرف باريس ببرج إيفل، ولندن ببرجها الشهير لندن بريدج، وكوالالمبور بأبراج بيتروناس. وتتراوح أهمية المعالم ودلالاتها، فبعضها يشير إلى الحدود بين الدول كما هو الحال في شلالات نياجرا، والبعض الآخر يسوق البلد بأكمله. فمثلاً تُعرف أستراليا بدار أوبرا سيدني؛ مما سبب الخلط لدى البعض بأن سدني هي عاصمة أستراليا وليس كانبرا، والحال مع جولدن بيرج بسان فرانسيسكو، وتمثال الحرية في نيويورك، اللذين يلمعان كمعالم للولايات المتحدة.

أهمية هذه المعالم لا تقدر بثمن لأي دولة، فهي من الناحية الاقتصادية مورد اقتصادي مباشر ضخم ينجم عنه ملايين الزيارات من خارج الدولة، وتعزيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وعلى الجانب الآخر والأهم، فتلك المعالم بوابة العبور للدول خارج نطاقها الجغرافي.

بالنسبة لنا فالحاجة ماسة إلى تحسين صورتنا الذهنية حول العالم، فالبعض لا يعرفنا إلا من صورة نمطية رسمتها بعض وسائل الإعلام أو أفلام غير منصفة، وفي المقابل لدينا عدد كبير من المقومات لأن تكون معالم يتم تسويقها للعالم، ويمكن تصنيفها ضمن مسارات ثلاثة رئيسة: الأول: معالم حضارية، ويكفي الإشارة إلى العلا وما تحويه من كنوز حضارية منذ آلاف السنين. والمسار الثاني: وهي المشاعر المقدسة كالحرمين الشريفين، والتي من المهم جدًا تسويقها للعالم الإسلامي والعالم كرمز للإسلام المعتدل. وأمَّا الثالث: فهو معالم مدنية، وربَّما من الأنسب تسويق قطاع الطاقة كرمز للصناعة والتواصل مع العالم.

للمملكة أدوار سياسية واقتصادية فاعلة عالمية، وتسويق المعالم السعودية عالميًا سيرفع من أهمية مواردنا الناعمة التي على ضوئها سيعرفنا الآخر كما هو نحن.. دولة عريقة متوثبة وحالمة بمستقبل واعد. وفي نفس الوقت تسويق تلك المعالم من الأفضل أن يكون من خلال طرف ثالث وبرسالة غير مباشرة كالسماح لعدد من مخرجي الأفلام العالميين بالتصوير في بعض المعالم كالعلا، أو “نيوم”، أو من خلال دعم المصورين السعوديين والعالميين لالتقاط أفضل الصور ونشرها حول العالم. وتكفي الإشارة إلى تجربة المصور المحترف محمد العنقري وفريقه الذين صوروا العلا ونشرتها ميكروسوفت عبر برنامجها الشهير “ويندوز”، وشاهدها أكثر من مليار شخص حول العالم، فالصورة كفيلة بأن تحقق صورة ذهنية إيجابية تنجم عنها عوائد ثقافية واقتصادية عالية.

مستشار في تقنيات الإعلام التفاعلي*

@amaghram