سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
في خضم التحديات التي تحيط بالبيئة الداخلية والخارجية لأداء المؤسسات والشركات، فإن التركيز على الجوانب الاجتماعية والإنسانية لآليات العمل أصبح ضرورة ملحة على الإدارة العليا لأن تأخذها في الاعتبار عند التفكير في كيفية رفع الكفاءات الإنتاجية للشركات وتعزيز مكانتها في المجتمع. ومع اتجاه منظري العلاقات العامة والتنمية البشرية لتناول الجوانب الإنسانية والاجتماعية لبيئة العمل بالشركات، يأتي كتاب “الحواجز التي تعيق التواصل الداخلي الفعال” ليحلق بالقراء في آفاق المشكلات التي تواجه بيئة العمل، ويؤكد أنه مهما تعاظمت أهمية الجوانب التقنية والقانونية، فإن العامل الإنساني سيظل في مقدمة الأولويات عند محاولة الشركات لتطوير نفسها وتسريع وتيرة أدائها. من هنا تأتي أهمية تعزيز العلاقات الاجتماعية بين العاملين، ومحاولة ربطهم بالإطار المؤسسي للشركة؛ إذ إن التفاعل بين هؤلاء العاملين يمثل قيمة مضافة للشركة ينبغي توظيفها حتى يصبحوا علامة مميزة للشركات، فهم إمَّا أن يكونوا دعاة يقاتلون من أجل وصول الشركة لأفضل الأحول والمستويات، أو أنهم يغرقونها في أكبر قدر من المشاكل.
وتقع مسؤولية توجيه الموظفين في الاتجاه الصحيح على عاتق إدارة الاتصال الداخلي. وهذه الإدارة يمكن أن تكون أداة قوية إذا أحسنت الإدارة العليا استخدامها، أو التزمت هي ذاتها بالتعليمات المحددة لها. لذا، فمن المهم على الإدارة العليا لأية مؤسسة أن توفر المواد التعريفية والتوضيحية التي تسهم في نشر المعرفة الخاصة بقواعد التواصل الداخلي، مع التركيز على أهمية ارتباط الموظفين بالمؤسسة وحقيقة دورهم وجوهره. ويتصل ذلك برفع الثقة بين جميع العاملين، وكذلك بينهم وبين رؤسائهم في العمل من خلال دعم الأنشطة التشاركية فيما بينهم.
وللتواصل الداخلي تأثير كبير على أداء الشركة وإنتاجيتها، بل وسمعتها بشكل عام. وهنا يقدم المؤلف برنامج “التواصل الداخلي” Internal Communication الذي يفترض وجود فريق متخصص للقيام بمهام عمليات نقل المعلومات بين العاملين على كافة مستوياتها التنظيمية. ويقع هذا النموذج في إطار قسم الموارد البشرية بجانب فريق يعمل على نشر المعلومات من خلال استراتيجية للإعلام الداخلي بالمؤسسة.
يشير المؤلف إلى عدد من الأمثلة الناجحة يتعلق كل منها بهدف محددة. ففيما يتعلق برفع مستوى الدافعية بين العاملين، أشار المؤلف إلى مثال شركة “مونوز” Monoz التي تعمل في مجال الخدمات الرقمية، إذ صاغت استراتيجية استهدفت الحفاظ على إلهام الموظفين الجدد والحاليين لبناء تجربة مصرفية جديدة. وقد استخدم منفذو هذه الاستراتيجية استطلاعًا للرأي بين الموظفين انطوى على عدد من الأسئلة المعنية ببيئة العمل ورغبات الموظفين، وقد انتهت تلك الاستراتيجية إلى ضرورة تقديم وجبات غذاء مجانية، والعمل عن بعد، واشتراكات مجانية في المنصات الرقمية المتنوعة؛ حتى إن الشركة فصلت بين المديرين والقادة، وفتحت حوارًا صحيًا بين العاملين فيها، الأمر الذي انعكس على كفاءتها الإنتاجية كهدف نهائي لأي مؤسسة.
ويشير المؤلف أيضًا إلى جوانب أخرى من نموذج الاتصال الداخلي، مثل: التدريب والتوصل من خلال الألعاب Training and communication through the gameكما هو في حالة شركة BBVAلتمويل المشروعات متناهية الصغر، إذ استهدفت استقطاب الموظفين وتقريبهم من أهداف المؤسسة والمهام المحددة لها، وذلك من خلال تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للفئات الضعيفة التي لديها أنشطة إنتاجية. فقد أنشأت المؤسسة برنامج “الأبطال” Heroesكتجربة تدريبية تفاعلية للاندماجات الجديدة في المجموعة، لكنها أيضًا تعزز الغرض الاجتماعي للمؤسسة التي تخدم أكثر من مليوني شخص في خمسة بلدان في أميركا اللاتينية، وكان الغرض منه تحسين مهارات إدارة الفريق.
وينطوي على الكثير من المزايا، مثل: زيادة رضا العملاء، وارتفاع مستوى الدافعية، وغيرها من النتائج المرضية. في حين يسهم التواصل الداخلي الضعيف في إضعاف الشركة، وكذلك الكثير من العواقب الوخيمة، التي ربَّما تقودها إلى الهاوية. ففي بعض الأحيان تكون الحواجز بين الكوادر البشرية يصعب ملاحظتها، فتتجاهلها الإدارة عن قصد أو دون قصد. وهو ما يتناوله هذا الكتاب مع سرد لكيفية التغلب عليها وتحويلها إلى نقاط إيجابية تستفيد منها الشركة.
ترجع أهمية هذا الكتاب إلى كونه يقترب من الأهداف العامة والأنشطة اليومية، وكذلك الاستراتجيجيات والخطط التنظيمية والعملياتية لكل شركة، ما يجعله مرجعًا مهمًا لكافة الخبراء والمديرين والمعنيين بمسائل تطوير العلاقات الداخلية للشركات ورفع كفاءاتها الإنتاجية، وكذلك تعزيز مكانتها المجتمعية.
معلومات الكتاب
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر