سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
جيم جارامون
في إطار كلمته بمنتدى بروكسيل، قال الأمين العام للناتو إن العمل على الحد من التسلح أفضل طريقة “لتقليل عدد الأسلحة النووية، وهو ما سيجعلنا جميعًا أكثر أمنًا، ويقلل من خطر أي استخدام للأسلحة النووية. لذا، أرحب بأن روسيا والولايات المتحدة تجلسان الآن وتتحدثان مع بعضهما البعض بشأن الحد من التسلح. ولكن بعد قولي هذا، أؤيد بشدة مشاركة الصين. فالصين قوة عالمية، وهي تتحمل مسؤولية جزء من ترتيبات مراقبة الأسلحة العالمية.
لكن رغم ذلك، فإن الصين تعمل على تحديث وتوسيع ترسانتها النووية ووسائل تطويرها. ففي غضون عقد من الزمن، ستضاعف الصين عدد الرؤوس النووية، وهو ما يشغل الجميع في الوقت ذاته. فقد أصبحت الصين قوة عسكرية أكثر أهمية مع احتفاظها بقدرات بعيدة المدى. وبالطبع، فإن تأثير هذه التطورات يبدو ملموسًا في جميع أنحاء العالم. وهو ما نلحظه في العديد من المؤشرات مثل مشاركة الصين في تدريبات الحد من التسلح، وهو ما سيساعد على تجنب سباق التسلح إذا تعاملت معه بكين بشكل أكثر جدية.
عندما سُئل الأمين العام لحلف الناتو عن درجة التضامن بداخل التحالف، خاصة في ضوء إصرار الرئيس دونالد ترمب على ضرورة أن يصل مستوى مشاركة الحلفاء إلى نسبة 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي لديهم، قال إن ترمب ملتزم بالعمل والتضامن مع التحالف، مضيفًا أن الحلفاء من أوروبا وكندا يستثمرون أكثر من هذا المستوى في الميزانيات الدفاعية للناتو. فثمانٍ من إجمالي ثلاثين دولة تنفق 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي لديها على الدفاع، لكن جميع هذه الدول الثماني زادت من معدل الإنفاق.
ومنذ قمة عام 2016، استثمر الحلفاء الأوروبيون نحو 130 مليار دولار أكثر مما كان مقررًا في الأصل، وهو ما يساعد بالطبع على تقوية وتعزيز التضامن داخل الحلف.
لذلك يتبقى أن نرى ما هو تأثير أزمة فيروس “كوفيد – 19” على اقتصاديات جميع دول التحالف.
بجانب ذلك، فإن الوجود الروسي في ليبيا يقع في صلب اهتمام حلف الناتو، وقد أعرب قادته عن قلقهم إزاء هذه التطورات الأخيرة التي حدثت على هذا الصعيد. إلا أن هناك خلافات بين حلفاء الناتو بشأن الوضع في ليبيا، وفي الوقت نفسه، يتفق جميع أعضاء الحلف على القلق الناشئ عن زيادة الوجود الروسي في ليبيا.
إلا أن ذلك لا ينفصل عن سياق أوسع للوجود الروسي في شرق البحر المتوسط، إذ يتعزز هذا الوجود في سوريا وفي أماكن أخرى، كما أنه يتنامى خلال الآونة الأخيرة.
فقد نشرت روسيا طائرات مقاتلة وقدرات عسكرية أخرى، بما في ذلك مرتزقة روسيا في العديد من مناطق وجودها. كما ينتاب جميع قادة الحلف القلق بشأن تنامي الوجود الروسي.
ويعني ذلك أن القادة أصبحوا في حاجة للاتفاق على ضرورة مراقبة ومتابعة تلك التطورات عن كثب، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية حول الوجود الروسي المتزايد.
لقد نوقش خلال الاجتماع الذي عقد، أخيرًا، مبادرة أطلقها الحلف بشأن عام 2030 تجعل من الحفاظ على السلام غاية له، لكن تلك الغاية تتمثل في رفع قدرات الحلف على التغيير.
وهو ما عبَّر عنه الأمين العام للحلف بقوله: “الآن يجب أن نتغير مرة أخرى، ذلك أن الأمر يتعلق بإبقاء الناتو قويًا عسكريًا، إنه يتعلق بدعم الناتو سياسيًا، وبتطوير نهج أكثر شمولية تجاهه.”
وهذا ما يستلزم دعم أطر التعاون بين أعضاء التحالف بشكل كامل مع الاتحاد الأوروبي. كما يتطلب ذلك أيضًا اهتمامًا شديدًا بالصين، ووعيًا أكبر بكافة ما يجري في منطقة البحر الأبيض المتوسط وقارة إفريقيا.وأضاف: “إن أحد أهداف حلف شمال الأطلسي 2030 يندرج في التأكد من قدرتنا على التكيف، وأننا بالفعل أصبحنا قادرين على أن نتغير، كما نرى العالم يتغير من حولنا. وبالطبع، فإن هذا يتعلق جزئيًا بروسيا التي تقع في عمق اهتمامات الحلف”. لكن ذلك يتعلق أيضًا بالصين، وتأثير التقنيات الجديدة، مثل: الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة وغيرها من التطورات التي نشهدها يومًا بعد الآخر.
لهذا كله، فإن حلف الناتو لا يرى في الصين عدوًا، إذ لا يوجد أية تهديدات ضد أيٍ من أعضاء الحلف من جانب الصين. لكن مجرد وجود مثل هذه القوة المتنامية – أي الصين – التي تقترب منا في القطب الشمالي، وفي إفريقيا، وفي الفضاء الإلكتروني، والاستثمار في بنيتنا التحتية هنا في أوروبا، ومع أنظمة الأسلحة التي يمكن أن تصل إلى جميع حلفاء الناتو، فإن هذا – بالطبع – هو السبب في أن الصين تقع في صلب مخاوف الحلف، وضمن الجوانب المهمة من خطة الحلف لعام 2030.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: موقع وزارة الدفاع الأميركية
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر