سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تمارا ناير
يبدو أن فيروس “كوفيد – 19” له تأثير غير متناسب على البشر، خاصة فيما يتصل بمواقفهم في المجتمع وعمليات صنع القرار، وكذلك العديد من التقاطعات التي تفاقم عدم المساواة، سواء فيما بين الجنسين، أو الإعاقات، أو الأعراق، أو الطبقات الاجتماعية والاقتصادية، وحتى العمر.
كيف يتم ذلك في حالات الطوارئ المعقدة؟
ينتشر فيروس “كوفيد – 19” في مخيمات اللاجئين أو المجتمعات التي يتعين عليها التعامل مع المخاطر الطبيعية وانتشار الفيروس. إذ يجب أن تكون هذه السيناريوهات مصدر قلق كبير للقادة.
وعندما يتعلق الأمر بالتأثيرات المتباينة، فإن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 المعنى بجدول أعمال المرأة والسلام والأمن، مع مبادئه ومشاركته وحمايته ودوره في مبادئ الإغاثة والإنعاش، يوفر إطارًا ممتازًا لاستراتيجية الاستجابة لهذه الجائحة. وهذه بالتأكيد طريقة جيدة لتحقيق التزام دول مجموعة الآسيان بجدول الأعمال.
إطار أجندة الاستجابة للجائحة على جدول عمل المرأة والسلام والأمن
قد يكون هناك الكثير ممن يشككون في أهمية إطار عمل نظام حماية الأجور في ظل جائحة عالمية. فبعد كل شيء، يمكن القول إن مصدر جدول الأعمال هذا، يكمن في حرب البوسنة والإبادة الجماعية الرواندية. ذلك أن كليهما كشف النقاب عن أوجه القصور في أنظمة السلام والأمن الدولية القائمة لمعالجة التجاوزات العسكرية والمدنية الناشئة ضد الفئات الضعيفة، وخاصة ضد النساء والفتيات.
وفي الوقت نفسه، كان يلوح في الأفق اعتراف بالصراعات التي يسببها المناخ، وحدوث أوبئة مدمرة وأكبر عملية نزوح جماعي للناس، بجانب عدد من “التهديدات غير التقليدية” الأخرى.
ويعدُّ إطار عمل نظام حماية الأجورفي مرحلة انتقالية، ذلك أنه يسعى للتغيير. وكما تمت الإشارة في مواضع أخرى، يمكن استخدام هذه الأجندة في الواقع لمعالجة محنة النساء في أعقاب المخاطر الطبيعية، وفي قضايا انعدام الأمن الاقتصادي للمرأة أيضًا. ولم يضع قرار مجلس الأمن 1325 تصورًا لجدول أعمال الخاص بالمرأة والأمن والسلام بهذه التفاصيل المحددة، لكن مضمون القرار لا يوضح أحداثًا معينة.
ورغم ذلك، يتحدث قرار مجلس الأمن 1325 عن نهج يركز على الناس وفهم جنساني للأمن البشري، مما يخلق تحولاً في التفكير ويؤطر قضايا الأمن العالمي المعاصر التي تؤدي إلى استراتيجيات استجابة شاملة. فما يوجزه قرار مجلس الأمن 1325 إذن، يتصل بالضرورة بالاستجابة لأزمة “كوفيد – 19” في إطار أجندة المرأة والسلام والأمن في جنوب شرق آسيا.
ولدى مجموعة دول الآسيان بالفعل التزام قوي تجاه أجندة المرأة والسلام والأمن على النحو المبين في بيانها المشترك في عام 2017 بشأن تعزيز أحوالهم في المنطقة. لكن الموضوع المحوري في هذا البيان هو “التعهد بتعزيز المساواة بين الجنسين والحد من التفاوتات الاجتماعية بين الرجال والنساء في مجتمعاتنا كوسيلة للمساهمة في السلام والازدهار منذ فترة طويلة، وحماية المرأة من التمييز والإقصاء الاجتماعي”.
وسيتطلب هذا من الحكومات والجهات المانحة والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المدنية، العمل معًا لإعادة تأكيد التزامات المنطقة بجدول أعمال المرأة والسلام والأمن والمساواة بين الجنسين. في الوقت الذي لا يمكن فيه الحفاظ على هذه الالتزامات فحسب، بل يمكن إبرازها في الصدارة في هذا الوقت.
وقد اتخذت رابطة أمم جنوب شرقي آسيا بالفعل الخطوة الصحيحة عندما أنشأت سجل رابطة نساء الآسيان من أجل السلام تحت رعاية معهد رابطة أمم جنوب شرق آسيا للسلام والمصالحة، الذي يعنى بأوضاع المرأة والسلام والأمن في المنطقة من بين مجالات أخرى. ويضم السجل ممثلين من جميع الدول الأعضاء في الآسيان.
لكن، لا يزال هناك المزيد مما يمكن فعله، إذ يجب التقيد بكافة الالتزامات الإقليمية المتعلقة بالمساواة بين الجنسين وحقوق النساء والفتيات خلال أزمة “كوفيد – 19”. ويجب تطبيق مبادئ جدول أعمال رابطة أمم جنوب شرق آسيا للرابطة والمعايير الدولية الأخرى للمساواة بين الجنسين بشكل كامل خلال هذه الجائحة.
كيف يمكن لأجندة السلام والمرأة والأمن أن تقدم الدعم؟
يتبقى السؤال حول كيفية تفعيل جدول أعمالالمرأة والسلام والأمن خلال أزمة “كوفيد – 19”. بعبارة أخرى، كيف يمكن للأركان الأربعة: الوقاية، والمشاركة، والحماية، ودور المرأة في الإغاثة والإنعاش؛ أن تشكل إطارًا للاستجابة للجائحة بالنسبة للدول الأعضاء في رابطة أمم جنوب شرق آسيا، أو تشكل عمادًا للاستجابة الإقليمية للجائحة في المستقبل؟
تكمن الإجابات عن هذه الأسئلة في مقدار ما نستمع إليه، ونناقش ما تخبرنا به الأبحاث القائمة على الأدلة عن التأثيرات غير المتناسبة لأي نوع من الأزمات العالمية على النساء، سواء كان ذلك حول المناخ، أو الغذاء، أو المالية في الأوقات الحالية، أو أزمات الصحة.
ما المساحة الشرعية المخصصة لهذه المحادثات؟
تتأثر النساء بعدد من الطرق في هذه الأوقات بموجب أزمة “كوفيد – 19” من انخفاض الدخول أو عدم وجود دخل، ومحدودية الحركة والرعاية الصحية كعمال مهاجرين، والاعتراف المحدود بقيمتهم وخدمتهم في أعمال النظافة، وحتى التدريس للأطفال قبل سن المدرسة، ومقدمي الرعاية في المنازل، وكذلك الممرضات في المستشفيات.
ويتأثر الرجال في هذه الوظائف كذلك، ولكن معظم هذه الوظائف في تلك المنطقة، بل وفي الواقع في جميع أنحاء العالم، تقوم بها النساء في الغالب. إن غالبية مالكي أكشاك الطعام، ومقدمي الرعاية، والنظافة، والمعلمين، والعاملين في مجال الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم، هم من النساء. كما تشكل النساء الجزء الأكبر من العمل غير الرسمي، وقد اختفى هذا العمل تقريبًا في هذه الجائحة مع عمليات الإغلاق على مستوى العالم. وقد أدى ذلك إلى وضع العديد من النساء في ظروف مالية صعبة.
تفعيل الأركان الأربعة لنظام حماية الأجور
إن تفعيل الركائز الأربع لجدول أعمال المرأة والسلام والأمن، يقوم على أساس منع معاناة المرأة، ومشاركة المرأة في تخطيط وتنفيذ السياسات، وحماية المرأة من العنف الاقتصادي أو النفسي أو الجسدي، والدور المستمر للمرأة في عمليات الإغاثة والإنعاش؛ وهو ما يمكن دمجها في استراتيجيات الاستجابة الآن لمعالجة الآثار الجندرية لأزمة “كوفيد -19″التي تخلق مستويات متباينة من المعاناة بين الرجال والنساء. ولكن كيف يمكن أن يحدث هذا؟
ينبغي أن يكون هناك المزيد من المحادثات الإقليمية حول كيفية مساعدة جدول أعمال المرأة والسلام والأمن في الاستجابة لهذه الجائحة إذا كنا عازمين بالفعل على إنشاء استراتيجية استجابة شاملة لمكافحة هذا المرض.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: أوراسيا ريفيو
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر