القيادات النسائية في إدارة أزمة كورونا | مركز سمت للدراسات

بين ألمانيا وأيسلندا وتايوان: ماذا نتعلم من القيادات النسائية في إدارة أزمة كورونا؟

التاريخ والوقت : الأحد, 26 أبريل 2020

من أيسلندا إلى تايوان، ومن ألمانيا إلى نيوزيلندا، تتقدم النساء لتظهر للعالم كيفية إدارة وضع فوضوي تعيشه عائلتنا البشرية في ظلّ ظروف خلقت تحديات مفاجئة للمجتمعات كافة على مستوى العالم. وأضف إلى هذه الدول كلاً من فنلندا وأيسلندا والدنمارك؛ حيث يكشف وباء كورونا عن أن المرأة لديها مقومات النجاح عندما تطل أزمة ما برأسها.

وسيقول الكثيرون إن هذه بلدان صغيرة أو جزر منعزلة أو استثناءات أخرى. لكن ألمانيا دولة كبيرة ورائدة، والمملكة المتحدة جزيرة لكنها تعاني نتائج مختلفة تماماً. وبالتالي فإن أولئك القائدات يهدين إلينا طريقة بديلة وجذابة لممارسة السلطة. فماذا نتعلم منهن؟

الحقيقة

وقفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في وقت مبكر من اندلاع الأزمة وأخبرت مواطنيها بهدوء أن هذا فيروس خطير من شأنه أن يصيب ما يصل إلى 70% من السكان؛ حيث قالت: “إنه أمر خطير، خذوا الأمر على محمل الجد”. وقد بدأت ألمانيا إجراء الاختبارات في وقتٍ مبكر، جنباً إلى جنب مع التزام الشعب، لتتجاوز مباشرةً مراحل الإنكار والغضب والخداع التي رأيناها في دولٍ أخرى، كما أن معدلات تفشي الوباء في ألمانيا تعد أقل بكثير من جيرانها الأوروبيين. وهناك دلائل على أنها قد تكون قادرةً على البدء في تخفيف القيود نسبياً قريباً.

ومن بين التحركات الأولى والأسرع، كان ما قامت به تساي إنغ وين، في تايوان. ومرة أخرى في يناير، ومع أول علامة على مرض جديد، قامت بفرض 124 إجراءً لمنع الانتشار دون الحاجة إلى اللجوء إلى عمليات الإغلاق التي أصبحت شائعة في أماكن أخرى. وهي ترسل حالياً نحو 10 ملايين كمامة إلى الولايات المتحدة وأوروبا. واستطاعت إنغ وين إدارة ما وصفته شبكة “سي إن إن” بأنه “من بين أفضل الاستجابات في العالم”؛ مما أبقى الوباء تحت السيطرة، ولا تزال تايوان تبلغ عن 6 وفيات فقط.

وكانت جاسيندا أرديرن في نيوزيلندا، من أوائل من فرضوا الإغلاق والوضوح الشديد في تفعيل أقصى مستويات التنبيه في البلاد؛ حيث فرضت عزلة ذاتية على الأشخاص الذين يدخلون نيوزيلندا في وقتٍ مبكر، عندما كان هناك 6 حالات فقط في البلد بأكمله، وحظرت على الأجانب بالكامل دخوله بعد فترة وجيزة.

وقد عمل الوضوح والحسم على إنقاذ نيوزيلندا من العاصفة على نحو واضح. وحتى منتصف أبريل، لم تسجل نيوزيلندا سوى 4 وفيات فقط. وبينما تتحدث دول أخرى عن رفع القيود، تزيدهم أرديرن من الشعر بيتاً؛ حيث تلزم جميع النيوزيلنديين العائدين من الخارج، بالبقاء في الحجر الصحي بمواقع محددة لمدة 14 يوماً.

الاستثمار في التقنية

تقدم أيسلندا، بقيادة رئيسة الوزراء كاترين جاكوبسوتير، اختبارات مجانية لكشف الإصابة بفيروس كورونا لجميع مواطنيها، وستصبح البلاد يوماً ما في مقدمة دراسات الحالة الأساسية في ما يتعلق بمعدلات الانتشار والوفيات الحقيقية لفيروس “كوفيد-19”.

وبينما يحتفظ معظم البلدان بسجل اختبارات محدود للأشخاص الذين يعانون أعراضاً نشطة، تتيح أيسلندا ذلك للشعب بأكمله. وبما يتناسب مع عدد سكانها، قامت الدولة بالفعل بفحص خمسة أضعاف عدد الأشخاص الذين قامت بفحصهم كوريا الجنوبية، وأنشأت نظامَ تتبع دقيقاً؛ مما يعني أنها لم تضطر إلى الإغلاق.

وفي فنلندا، أصبحت سانا مارين أصغر رئيس دولة في العالم عندما تم انتخابها في ديسمبر الماضي. وقد احتاج الأمر منها إلى أن تحفز الاستعانة بالشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي كعوامل رئيسة في محاربة أزمة الفيروس. وإدراكاً منها أن ليس كل شخص يقرأ الصحافة حالياً، دعت مارين الشخصيات المؤثرة، من أي عمر، لنشر المعلومات القائمة على الحقائق حول إدارة الوباء.

الحب

كان لدى رئيسة وزراء النرويج، إرنا سولبرغ، فكرة إبداعية لاستخدام التليفزيون للتحدث مباشرة مع أطفال بلادها. حيث عقدت سولبرغ مؤتمراً صحفياً مخصصاً لم يُسمح للبالغين بالمشاركة فيه، وأجابت عن أسئلة الأطفال من جميع أنحاء البلاد، واستغرقت وقتًا لتوضيح سبب الشعور بالخوف.

وبشكل عام، نجد التعاطف والاهتمام اللذين نقلتهما أولئك القائدات رداً قوياً على سنوات من الأبحاث التي تشير بشكل خجول إلى أن أساليب القيادة النسائية قد تكون مختلفة ومفيدة، ودليلاً دامغاً في وجه الكثير من المنظمات السياسية والشركات التي تجعل النساء يتصرفن مثل الرجال إذا أردن القيادة أو النجاح.

 

المصدر: qposts

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر