سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
في حلف شمال الأطلسي هناك ملفات محرمة ، يتجنب القائمون على الحلف الحديث عنها بصوت عال ، ومنها مثلا تركيا والصين.
في الحالة الأولى ، يتعلق الأمر بتطرف أحد أركان الحلف ، وانجرافه في سوريا ، أما في الثانية فيتعلق الأمر بالتردد في تناول موضوع بعيد عن منطقة الحلف الجغرافية وعن خصمه السوفييتي السابق.
بعد مرور ثلاثين عامًا على نهاية الحرب الباردة ، يظل هدف الناتو الأساسي هو أمن المنطقة الأطلسية ، وليس أمن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ، لكن فيروس كورونا قد يغير قواعد اللعبة.
مسؤول رفيع في حلف شمال الأطلسي قال بوضوح : “لقد عززت الأزمة الصحية من قلق الناتو حيال الصين فمحاولات التضليل لم تعد روسية المنشأ فقط بل أصبحت سياسة صينية ايضا ، لقد أدركنا أنه يمكن للصين أن تؤثر على أمننا ، ليس بشكل غير مباشر فحسب ، بل بشكل مباشر أيضًا”.
النهوض الصيني
خلال قمة لندن في ديسمبر 2019 ، احتفل الناتو بالذكرى السبعين لتأسيسه ، وللمرة الأولى يقلق الحلف من نهوض الصين ، وذكر بيان التحالف بالحرف الواحد أن “نفوذ الصين المتنامي والسياسات الدولية لهذا البلد ، تفرز فرصا من ناحية وتحديات من ناحية ثانية ، ويجب أن نرد عليها”.
لم تكن القارة الاسيوية غريبة على الناتو قط ، فبرنامج الصواريخ الكوري الشمالي ، الذي يمكن أن يؤثر نطاقه على جزء كبير من الأراضي الأوروبية قبل الولايات المتحدة ، قد وضع القارة بالفعل على جدول أعمال الحلف ، خاصة بعد ان دعا شركاء الناتو هناك – اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية – الحلف إلى التدخل للوقوف على الملف الأمني في تلك المنطقة.
لسنوات عديدة ، اقتربت الصين من المحيط الجغرافي لحلف شمال الاطلسي ، حيث أجريت المناورات العسكرية الصينية الروسية المشتركة ، و تواجدت الغواصات الصينية في البحر الأبيض المتوسط ، فضلا عن تطوير المجال السيبراني ، والدفع التكنولوجي للصين بأبراج الاتصالات المثيرة للجدل 5G .
تناول خجول
ومع ذلك ، لا يزال الحديث عن الصين خجولا في مناقشات حلف شمال الطلسي ، وفقًا للبعض هو حديث غير مسموع تقريبًا حيث يتم اختيار الكلمات التي لا تسيء إليها بعناية، الفكرة ليست في ايجاد خصم جديد ، فالجميع في التحالف يدرك أن الصين ليست كالاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة ، وانطلاقا من ذلك يتم التعامل معها بشكل مختلف عن تلك التي الطريقة التي تعامل بها روسيا.
لم يكن الحديث عن الصين بين أعضاء الحلف متكافئا يوما ما، فبينما يشكل الخطاب الجاد تجاه الصين أمرا اساسيا بالنسبة للأمريكيين ، يبدو الأوروبيون أكثر حذرًا وانقسامًا حول هذا الخطاب ، فالدول الشرقية من هذا الحلف لاترغب في تشتيت أنتباهه عن الخطر الروسي الرئيسي بالنسبة لهم ، فيما انضم معظمهم إلى مجموعة 17 + 1 بقيادة الصين ، والتي تعدهم بالمزيد من الاستثمارات.
ترى بعض البلدان أن الحلف لديه ما يكفي من المهام للقيام بها في ملفات كروسيا والإرهاب والشرق الأوسط ، لذلك يتساءل وزير الخارجية الفرنسي الأسبق هوبرت فيدرين والذي تم تعيينه مؤخرًا في لجنة مسؤولة عن التخطيط لمستقبل الحلف قائلا :”لفترة طويلة لم يكن هناك مكان للصين في ذهنية الناتو، والسؤال الان هو ما إذا كان التحالف سيتمكن من تناول المسألة الصينية بشكل جدي عندما يحين الوقت “.
المصدر: qposts
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر