سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
اليكس كيماني
تتحول أسواق النفط لتصبح أكثر سعارًا وأكثر خطورة، وبشكل مفاجئ باتت واحدة من أكثر السلع تقلبًا في العالم، مثل الـ”بيتكوين”.
وتعدُّ عملة الـ”بيتكوين”، ومعظم العملات المشفرة مرادفًا لنوبات التقلب الشديدة والمتسارعة. ومع ذلك، فإن النفط الخام بات حاليًا أكثر حساسية وعرضة لتقلبات الأسعار مقارنة بالعملات المشفرة نفسها. ففي العاشر من فبراير، بلغ معدل التذبذب المحقق، أو التاريخي لنفط غرب تكساس خلال شهر واحدة 105.3%. وفي المقابل بلغ معدل التذبذب التاريخي لعملة الـ”بيتكوين” 42.3% وهو أدنى مستوى وصلت إليه العملة منذ سبتمبر الماضي، وذلك وفقًا لنشرة سكيو ماركيتس.Skew Markets لقد كانت التقلبات التاريخية تعتبر مقياسًا لمدى تباين أسعار السلع في العام الماضي، حيث تمَّ حساب الانحراف المعياري لحركات الأسعار اليومية للأسعار المتضمنة في العقود الآجلة خلال الأشهر المقبلة، والتي كانت تقدّر في العادة بـ30 يومًا، ويتم التعبير عن قياسها كنسبة مئوية بالقيمة السنوية.
ارتفاع مستوى التقلب
ومع ذلك، فإن تاريخ تقلبات تلك السلعة لا تخبرنا بأي شيء عن اتجاه حركة الأسعار، بل إنها كانت تخبرنا في الغالب بدرجة انحراف حركة أسعار الأوراق المالية في المتوسط. وبالتالي، لن يتم تمديد أمدها، ذلك أن التقلب في أسعار النفط الخام قد تجاوز عملة الـ”بيتكوين” في الآونة الأخيرة، التي شهدت ارتفاعًا في معدل التذبذب المسجل تاريخيًا في خام تكساس من 38.7% إلى 119.6% وذلك بحلول أواخر شهر يناير، بينما حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاع في مستوى التذبذب حتى وصل إلى 15.6% خلال الأسبوع الأخير من شهر يناير. وفي المقابل تراجعت تقلبات عملة الـ”بيتكوين” من 66٪ إلى 42٪، وهو ما يثير الدهشة بشكل كبير بالنظر إلى كون هذه العملة تميل للاستفادة من أوضاع حركة الطيران في العالم. ومع ذلك، فليس من المفيد أن يتخلى المرء عما لديه من مقتنيات ذهبية من أجل شراء عملة الـ”بيتكوين” حتى الآن.
وعلى الرغم من انخفاض معدل التذبذب، فإن عملة الـ”بيتكوين” لا تزال أكثر تقلبًا مقارنة بالذهب، الذي يعتبر واحدًا من السلع التقليدية ذات أصول آمنة الملاذ.
وقد تضاعف مستوى التذبذب بالنسبة للذهب خلال النصف الأول من شهر يناير إلى 18٪ قبل أن يتراجع إلى 10٪ خلال أوائل فبراير. وبعبارة أخرى، فإن الذهب لا يزال في أكثر أوضاعه تقلبًا أقل بكثير مقارنة بعملة الـ”بيتكوين”، مما يثبت أن التشفير وهو الأكثر شعبية ما زال أمامه طريق طويل حتى يمكن أن نعتبره عملة آمنة الملاذ كما هو الحال بالنسبة للمعدن الأصفر.
وفي الواقع، نلاحظ أن عملة الـ”بيتكوين” قد فشلت في لعب هذا الدور بدرجة مقنعة خلال عمليات البيع الأخيرة في الأسواق العالمية. إذ انخفض مؤشر “بي تي سي” الخاص بالـ”بيتكوين” بنسبة 5٪ بعد تراجع سوق الأسهم في مؤشر استاندرد آند بورز 500 بنسبة 3.5٪، وهي الخسارة الأكبر ليوم واحد من قبل مؤشر السوق الكلي منذ أغسطس 2019. ولم يكن هذا الانخفاض مجرد انحراف للمؤشر الخاص بالـ”بيتكوين”، بل إنه يعاني من انخفاضات خلال اليوم الواحد بأكثر من 3٪ لسبع مرات حتى الآن في الشهرين الأولين من العام الجاري.
ومن هذا المنظور، فقد انخفضت سبائك الذهب بنسبة 1.5 ٪ إلى حوالي 1.650 دولار للأوقية، وذلك على الرغم من ارتفاعها بنسبة 5.1٪ خلال الثلاثين يومًا الماضية.
تداعيات فيروس “كورونا”
ربَّما يمكن للمرء أن يخمن في الوقت الراهن أن نشهد المزيد من الفوضى الناجمة عن الفيروس التاجي “كورونا” إلى حد بعيد بسبب الارتفاع الحاد في أسعار النفط الخام. فقد أدى انتشار الفيروس إلى إلقاء ظلال قاتمة على الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي نجد فيه سوق النفط الخام في كثير من الأحيان على قدر كافٍ من النشاط واليقظة.
لقد شهد شهر يناير الماضي قدرًا ملحوظًا من الارتفاع في أسعار خام غرب تكساس بنسبة 10٪ تقريبًا وذلك في غضون أيام بعد أن شنت واشنطن هجومًا انتقاميًا على قاعدة عسكرية إيرانية في العراق، مما أسفر عن مقتل قائد عسكري رفيع المستوى والانتهاء من حالة انعدام اليقين الجيوسياسي في الأسواق العالمية. ولسوء الحظ، فقد كان هناك ارتفاع في المدى القصير فقط، كما تأثر الأمر بتواتر الأخبار عن تفشي فيروس “كورونا” الذي انطلق من الصين.
لقد وصلت أسواق النفط يوم الاثنين الماضي إلى واحد من أسوأ مستوياتها منذ أكثر من شهر وسط مخاوف متزايدة مع انتشار فيروس “كورونا”.
وفي ظل هذه الأحداث شهد خام غرب تكساس الأميركي انخفاضًا ملحوظًا تجاوز حاجز 5٪ في جلسة، إذ انخفض إلى 50.45 دولار مع تنامي القلق والمخاوف بين المستثمرين من أن يؤدي التباطؤ الذي يشهده الاقتصاد العالمي المترتب على ذلك، إلى زيادة ضعف الطلب على النفط الخام.
ومع ذلك، تمكنت الأسعار من التعافي قليلاً من أدنى مستوى وصلت إليه وهو 51.43 دولار للبرميل، إلا أنها لا تزال متراجعة بشكل سيئ منذ 8 يناير الماضي. فقد صرح أمين ناصر، الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، أن تأثير الفيروس التاجي سيكون “قصير الأجل”، وقال ناصر إن أرامكو لم تقم بنقل موظفيها من الصين.
وفي الوقت الحالي، نلاحظ حالة من انعدام اليقين التي تضرب أسواق النفط مع وضوح ضئيل جدًا حول ما إذا كانت تلك الضبابية ستُوضع تحت السيطرة الكاملة.
وبينما يتوقع رؤساء قيادات أرامكو أن يكون الوضع طبيعيًا خلال النصف الثاني من العام، يرى آخرون أن الوضع لا يزال ضعيفًا وأن تلك الضبابية يمكن أن تنتعش عندما يعود السكان الصينيون إلى العمل والمدرسة. إذ تشير عمليات البيع المكثفة التي تمت يوم الاثنين الماضي إلى أن الانتهازيون هم الذين يسيطرون على الأمر في الوقت الراهن، في حين أصبح تداول النفط فجأة لعبة تقلبات (رائعة بالنسبة للبعض) بما يجعلها مثيرة مثل العملات المشفرة.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: موقع أسعار النفط Oil Price
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر