سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
زيد الشكري
إذا كنت تعتقد أن استعانتك بعلامة مرموقة لوكالة اتصال وعلاقات عامة دولية ستحل مشكلاتك الاتصالية في منظمتك، فاسمح لي أن أدعوك إلى إعادة النظر في هذه القناعة. عبر تجربتي المهنية، أستطيع القول إنه مهما بلغت خبرة هذه الوكالة واحترافيتها، فإن القدرة على تحقيق النجاح منوطٌ على نحو كبير بمن يدير المشروع، وبك أنت كمسؤول أول عن الاتصال. وهنا سأرصد 8 مقترحات، أرى أنها من سيصنع الفارق عند التعامل مع هذه الوكالات:
أولاً: الوكالات الدولية تميل إلى الإغراق في التخطيط والتحليل على حساب التنفيذ الفعلي والمخرجات الحقيقية. لذا، كن الدافع نحو نقلهم من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ.
ثانيًا: رسالتك الدولية ليست معزولة عن السياق المحلي والرسالة الموجهة للداخل. لذا، تأكد أن فريق الوكالة على فهم عميق بالسياق والظرف المحلي. فمن خلال هذا الفهم، ستتمكن من الخروج برسالة ذات تأثير دولي عميق، وفي الوقت نفسه لا تتصادم أو تناقض التوجهات المحلية.
ثالثًا: كن واقعيًا في طلباتك من هذه الوكالات، واحرص أن يكون تفاعلك معها في حدود نطاق العمل الذي تمَّ الاتفاق عليه. ونعم، بعض الوكالات قد لا تقدم لك عملاً مختلفًا عن حدوده الدنيا؛ لذا عليك أن تكون “مُتَطلبًا” على نحو معقول لدفعها نحو الإبداع وتقديم أفكار جديدة ونوعية، ولكن يجب أن يكون ذلك في حدود نطاق العمل المتفق عليه. هناك جهات ترى أنه بمجرد تعاقدها مع إحدى هذه الوكالات، فإنها تكون في حلّ لأن تطلب ما تشاء من الوكالة. هذا خطأ وفيه حيف وظلم، عليك عدم الوقوع فيه.
رابعًا: تذكّر، أنك أنت من يقود صناعة القرار في الظهور، وعليك مواجهة أي تحفظ قد تواجهه من الوكالة، وخصوصًا تلك الوكالات التي تميل إلى المحافظة عندما يتعلق الأمر باستشارتها في ظهور المنظمة والنشر أو عدمه. تنبّه إلى نقطة مهمة، من المتوقع أن بعض هذه الوكالات ستحاول أن تبقي جهدها واضحًا لدى المنظمة على مستوى تفاعلها مع الموضوع داخليًا، بمعنى أنها قد ترسل لك الكثير من الوثائق والآراء والبريد الإلكتروني، لكنها قد تتردد كثيرًا عندما يتعلق الأمر بأن تنصح بالظهور. دورك هو حسم الموضوع، وعدم تركه لتقدير الوكالة التي – البعض منها وليس الكل – قد تدرك بأنه فيما لو تمَّ الظهور والنشر، فستتمكن أنت من تقييم عملها وربَّما انتقاده، وهو ما سيؤثر بالطبع على تقييمك لهذه الوكالة أو رغبتك في الاستمرار بالتعامل معها. لذا، القرار الأهم هو قرارك وأنت الأقدر على تقييم الظهور أو عدمه.
خامسًا: يجب – وهذا أمر مهم – أن تطلب من ممثلي الوكالة الوجود على نحو دائم في منظمتك. اجعلهم يألفون المنظمة ويفهمون توجهاتها ونشاطاتها. إن بقي اتصالك بهم عبر البريد الإلكتروني أو الاجتماعات الخاطفة، فلن تكون مساهمتهم في تطوير العمل الاتصالي وتحقيق أهدافه فعالة، وسيبقى تقديرهم للنشاطات الاتصالية واستشاراتهم معزولة عن واقع منظمتك وحاجاتها الفعلية.
سادسًا: واحد من أهم أسرار النجاح في تعظيم العائد من هذه الوكالات، هو باختصار أن تتعامل معهم كجزء من الفريق. لا تنبذهم في غرف نائية كما لو كانوا دخلاء على المنظمة. افتح لهم المجال أن ينخرطوا في التواصل مع إدارات وقطاعات منظمتك.
سابعًا: في كل المنظمات حول العالم، أكبر تحدٍّ يواجه إخراج العمل الاتصالي والتسويقي بشكل مميز، هو إيصال الفكرة على نحو دقيق وواضح الـBriefing. لا تحاول أن تكون حلقة الوصل الوحيدة معهم، بحيث يتلقون كل شيء عن طريقك كوسيط. دعهم يقابلوا ويسمعوا من المسؤولين وزملائك من كل قطاع مباشرة.
ثامنًا: كن متوازنًا عندما تضع مواعيد التسليم. فكرة أنك ستقرب مواعيد التسليم deadlines فقط لتضع الوكالة تحت الضغط، هي فكرة خاطئة ومدمرة لأنها قد تؤثر على الجودة والمخرج النهائي. تذكّر، هم شركاؤك ويهمُّهم نجاحك.
يبقى أن تعرف حقيقة مهمة، الوكالة أو أي موارد تستعين بها لتحقيق أهدافك الاتصالية، هي مجرد عوامل مساعدة، إذ سيبقى العبء الأكبر عليك أنت وعلى مواردك الداخلية، لأنكم بكل بساطة الأكثر فهمًا ومعرفةً وتقديرًا لحاجات المنظمة الداخلية.
متخصص في الاتصال والصحافة*
@alshakri
المصدر:
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر