سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
أمجد المنيف
يمكن أن تصف الأمير بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، بالشاب الذي أسس وزارة للثقافة في الهواء الطلق. لو حسبنا عدد الصور الصحفية التي التقطت لسمو الوزير؛ لوجدنا أن معظمها في الميدان. من العلا ومخزن آثارها العجيب، إلى جدة ومدينتها التاريخية، إلى المدينة الإعلامية الحلم التي وقَّع عقدها على وقع آلات الحفر في الرياض، مرورًا بمسارح المملكة، واحتفالاتها، ولقاءاته المتعددة مع المثقفين، والأدباء، والرواد.
لا نجافي الحقيقة، إن قلنا إن الأمير الشاب يترجم تطلعات وطموحات عرَّاب الرؤية، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
في العلا -مثلاً- حولها خلال فترة وجيزة لوجهة عالمية ومتحف مفتوح، يقصدها السياح والمثقفون والرحالة، وحولها من مدينة شبه منسية، إلى تجمع تاريخي وثقافي وسياحي مهم.
الثقافة، الوزارة، هي الأخرى حظيت باهتمام الأمير، وحقق بها وعبرها العديد من المنجزات، آخرها حصوله على ثقة مجلس الوزراء بالموافقة على إنشاء 11 هيئة ثقافية جديدة لإدارة القطاع الثقافي السعودي، تضاف إلى رصيد القوائم الكثيرة من المشاريع والمبادرات في الوزارة الفتية. ولا شك أن موافقة المجلس برئاسة خادم الحرمين الشريفين، تعني أن الوزير الشاب قدَّم ملفات مكتملة، وقدَّم مهر ذلك بدراسات معمقة، وأنظمة وتشريعات دقيقة.
الشق الأهم، من وجهة نظري كمنتمٍ للقطاع الإعلامي، إعلان الوزير عن تأسيس “المدينة الإعلامية”، التي تعتبر -في أقل أحوالها- حلمًا كبيرًا لجل العاملين في المجال الإعلامي، باختلاف تخصصاتهم ومرجعياتهم، ولا شك أنها ستكون المحور الحقيقي لترجمة منجزات الوطن، ومشاريع “رؤية السعودية 2030” للعالم.
سمو الأمير الوزير قال عبر تويتر: “المدينة الإعلامية محفزة للإبداع في التقنية والإعلام والثقافة، ومرحبة بكل الأفكار الملهمة.. أدعو أصحاب المشاريع الطموحة، سواء الصغيرة منها والمتوسطة والكبيرة، إلى الانضمام إلينا”. وشخصيًا أرى هذه الدعوة مهمة جدًا لكل المعنيين في القطاع، وعلى الأخص المؤسسات الصحفية، التي أرى أن هذه المدينة (ربَّما) تكون بمثابة مركب الإنقاذ الذي طال انتظاره.
كمراقب ومهتم بالحقل الإعلامي، أعتقد أن على هذه الصحف/ المؤسسات أن تعي أن الانتقال والانتماء للمرحلة الجديدة، له شروطه وأدواته، ولا يُكتفى بحمل التاريخ والاتجاه نحو حي السفارات حيث المدينة الحلم. لذلك إن أرادت هذه المؤسسات مواكبة المرحلة، فعليها أن تراعي هذه النقاط:
هذه الفرصة الكبيرة قد لا تعود، وقد فوتت بعض الصحف فرصًا سابقة للقفز للمستقبل ومجابهة التحديات؛ ولذلك أعتقد أن هذه المدينة ستكون الفاصل والفيصل والمنعطف، بين ما كنا وما سنكون.. لذلك أقول: ليتهم يركبون، فالأمواج لا تهتم بماضي الجزر، ولا أيامها المشمسة سابقًا.. والسلام..
مدير عام مركز سمت للدراسات، وكاتب سعودي*
@Amjad_Almunif
المصدر: جريدة الرياض
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر