سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
أمجد المنيف
في العام الماضي، وفي أكثر من مناسبة، حذر سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مما أسماه وقتها “قوى الشر”، في إشارة إلى إيران والجماعة الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان والدول التي تقف وراءها.
كان تحذير ولي العهد السعودي مهما، كاشفا، غير معهود في السياسة الدولية التي تراعي الدبلوماسية وتعمد إلى تمويه الحقائق وتمييعها، لكنه – ورغم محاولات التقليل والتضليل والتشويه – كان محقا، وهو ما أثبتته الأيام والأحداث والوقائع.
قبل أيام، أفاق العالم أجمع على “تسونامي” تسريبات نشرته وسائل إعلام أميركية، كشف عن الدور الإيراني التخريبي في المنطقة، وموقع إيران في ذلك المحور الذي سبق وتحدث عنه ولي العهد السعودي قبل أكثر من عام ونصف العام.
صحيفة “نيويورك تايمز”، و”موقع إنترسبت” الأميركيان، كشفا عن أكثر من 700 صفحة من تقارير (عن العلاقة بينهم) كتبت بين 2014 و2015 من قبل وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، ليتضح للعالم صواب رؤية السعودية عن محور الشر.
عودة إلى الوراء، لنذكر بتحذير ولي العهد السعودي. في مارس 2018، وفي لقاء مع رؤساء تحرير الصحف المصرية، أطلق ولي العهد تحذيره الأول من قوى الشر، وبقراءة تفنيدية للدور الوظيفي لقوى الشر نجد الإخوان يسعون للسلطة بأي شكل، ومن وراءهم الأتراك يسعون إلى الخلافة التي لم يرد بها نص شرعي عن شكل الدولة، أما الإيرانيون فهدفهم تحويل الإسلام إلى مذهبهم بعد ابتلاع العديد من البلدان العربية والتوغل في إفريقيا ولها نفوذ في باكستان وماليزيا واقتربت كثيرا من روسيا والصين.
في مناسبة أخرى، كان ولي العهد السعودي أكثر جرأة ووضوحا وبلاغة أيضا، ففي حواره مع مجلة “ذا أتلانتيك” الأميركية في أبريل 2018، وصف المرشد الإيراني، بأنه هتلر الشرق الأوسط، فهناك دائما هتلر في كل “حلف محور”.
واليوم، انكشف السر الجامع بين محور الشر. إنه التآمر على قلب العالم الإسلامي النابض.. المملكة العربية السعودية.
وفقا لوثائق سرية للاستخبارات الإيرانية، استضافت تركيا في 2014، اجتماعا بين الحرس الثوري الإيراني وجماعة الإخوان للعمل ضد السعودية، وقد بحثوا فيه “التحالف ضدها”.
المعلومات الواردة أكدت أن ممثل الإخوان طالب الحرس الثوري الإيراني بالعمل ضد المملكة باليمن من خلال توحيد صفوفهما، في ظل “تشاركهما في كراهية السعودية”.
وتقدم الوثائق الإيرانية المسربة لمحة مثيرة للاهتمام حول اجتماع عام 2014 بشأن المحاولات السرية من جانب تنظيم الإخوان المسلمين والمسؤولين الإيرانيين للحفاظ على الاتصال، وتحديد ما إذا كان لا يزال بإمكانهم العمل معًا، بعدما تم إقالة الرئيس محمد مرسي من السلطة.
الوثائق كشفت أيضا عن حجم التغلغل الإيراني في العراق وزيارات سليماني لبغداد دعما لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي، وأن نوري المالكي ما يزال الشخصية العراقية المفضلة لدى إيران.
إذن، وبعد أقل من عامين، اتضح مجددا صواب رؤية السعودية للصراع الدائر إقليميا، في منطقة هي الأسخن في العالم، واتضح أن تحركات السعودية في المنطقة خلال السنوات الماضية كانت – ولا تزال – العقبة أمام قوى الشر.
لقد عطلت المملكة مشروعات محور الشر في اليمن، عندما أطلقت عاصفة الحزم التي جاءت ردا على الانقلاب الحوثي في 2014 (نفس عام الاجتماع الثلاثي في تركيا) وأنقذت اليمن من الانزلاق إلى الحظيرة الإيرانية. السعودية كانت أول المحذرين من الهيمنة الإيرانية على العراق، كما وقفت بجانب مصر وتحدت المؤامرة ضدها رغم شراستها وضخامة تمويلها. السعودية أيضا وقفت ضد ما أُريد إلى ليبيا وتحويلها لقبلة للجماعات الإرهابية. كما حافظت على البحرين من الفوضى في 2011. ولا ننسى دورها القريب في جمع الشمل السوداني.
لقد واجهت السعودية مخطط القوى الدولية في إعادة خريطة المنطقة، لأنها تعلم عواقب ما يحدث على العالم العربي. ومن جديد، يثبت ولي العهد السعودي أنه يقظ لما يحاك ضد بلده وشعبه وأمته، وأن التشويه والتضليل لن يفت أبدا في عضده ولن ينال من عزيمته الرامية إلى الوقوف ضد مخططات محور الشر التي لا يصاحبها إلا الخراب والدمار أينما حلت وارتحلت. والسلام..
مدير عام مركز سمت للدراسات، وكاتب سعودي*
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر