سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
منذ ثلاثة أشهر، أي في 23 يونيو الماضي، خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الانتخابات البلدية في إسطنبول، معقل الرئيس رجب طيب أردوغان، وخلال فصل الصيف شهد الحزب انشقاقات مهمة؛ ليبدو بوضوح أنه يعيش أسوأ أيامه.
كيف يبدو الوضع في إسطنبول منذ هزيمة حزب العدالة والتنمية في انتخابات بلدية إسطنبول؟
يوم الأحد 23 يونيو الماضي، تم انتخاب أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري (CHP)، عمدةً لمدينة إسطنبول على حساب مرشح السلطة، في نصر ثانٍ بعد إلغاء أول تصويت في 31 مارس الماضي.
حينئذٍ، فقد حزب العدالة والتنمية المعقل التاريخي للرئيس رجب طيب أردوغان، بعد أن فقد العاصمة أنقرة. ومنذ ذلك الحين، أراد أكرم إمام أوغلو تقديم نوع جديد من الإدارة للمدينة، بأسلوب أكثر “شفافية”؛ وهو ما دفعه إلى اتخاذ قرار يقضي ببث جلسات البلدية على الهواء مباشرةً.
في أوائل سبتمبر الحالي، قام العمدة الجديد بجمع كل مركبات البلدية (مركبات الخدمة، الميني باص، الشاحنات، الشاحنات الصغيرة)؛ لأنها كما يرى كانت كثيرة جدًّا على احتياجات المدينة، وكانت ترهق ميزانيتها. ومن خلال هذا النوع من الخطوات “يريد أوغلو أن يُسلِّط الضوء على إساءة استخدام أموال البلدية من قِبَل حزب العدالة والتنمية”، كما يقول ديديير بيليون، نائب معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية “IRIS”.
كيف تغيَّر الوضع في حزب العدالة والتنمية لمدة ثلاثة أشهر؟
انشق عديد من الأعمدة والأعضاء المؤسسين للحزب هذا الصيف؛ فمثلًا استقال علي باباجان، نائب رئيس الوزراء من عام 2014 حتى عام 2015؛ وهو شخصية محترمة في مجتمع الأعمال والاقتصاد، ويعزى إليه نجاح حزب العدالة والتنمية في هذا المجال. لقد استقال باباجان من الحزب في 8 يوليو الماضي، متهمًا قيادات الحزب بالتضحية بـ”قيمه” ومستحضرًا الحاجة إلى تقديم “رؤية جديدة” للبلاد.
وتلاه بعد ذلك الرئيس السابق عبد الله جول، “إن ممثلي النسخة الأولى من حزب العدالة والتنمية هم الذين يغادرون السفينة”، كما يؤكد جان ماركو الأكاديمي في “Science-Po Grenoble” والباحث في “IFEA”، وهم أبطال النسخة القديمة لهذا الحزب الذين قدموا حزب العدالة والتنمية كتيار سياسي منفتح على الآخر، وعلى استعداد لإجراء الإصلاحات اللازمة لدخول الاتحاد الأوروبي.
يوم الجمعة 13 سبتمبر الجاري، تقدَّم رئيس وزراء أردوغان السابق أحمد داود أوغلو، باستقالته، معلنًا مغادرته الحزب؛ ليقطع الطريق على مجلس إدارة حزب العدالة والتنمية، والذي كان قد خطط لترحيله.
في أبريل الماضي، خرج داود أوغلو، الذراع اليمنى السابقة لأردوغان، من تحفظه وعزلته وانتقد بشدة ما وصفه بـ”الحكم السيئ” للسلطة، و”السياسة المتعجرفة” للحزب. وفي يوليو الماضي، أعرب عن أسفه لقرار إعادة انتخابات إسطنبول وإلغاء الاقتراع الأول في الانتخابات البلدية، بعد خسارة مرشح الحزب بفارق ضئيل في الانتخابات الأولى لصالح مرشح المعارضة.
بعد هذه التصريحات، قررت اللجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية، بالإجماع، في أوائل سبتمبر الجاري، إحالته إلى لجنة تأديبية تمهيدًا لطرده.
هل يفقد حزب العدالة والتنمية أيضًا زخمه بين الأتراك؟
إذا انضم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى متشددين جدد أكثر قومية وطاعة؛ فإن الانشقاقات لن تطول فقط كوادر حزب العدالة والتنمية.
يتذكر جان ماركو كيف كانت هناك انشقاقات ذات رقعة واسعة، وحالة سخط عارمة بين الناخبين؛ وهو ما يظهر جليًّا في نتائج التصويت، ووَفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة “متروبول”، قال إن 60٪ من الأتراك الذين شملهم الاستطلاع يعارضون نظام الرئاسة المفرطة الذي أنشأه أردوغان؛ فهو الرئيس الحالي ورئيس الحكومة وزعيم حزب العدالة والتنمية والقائد الأعلى للجيوش. وفي مواجهة حركة الانشقاقات، يبدو أن الرئيس أردوغان يقوم بعملية تطهير داخل حزبه.
أحمد داود أوغلو، كما هو علي باباجان، يخططان لإطلاق أحزاب سياسية منافسة لحزب أردوغان، “سيكون من الصعب على هؤلاء المنشقين البروز سياسيًّا”، كما يؤكد جان ماركو: “صحيح أن رحيلهم سيكبِّد حزب العدالة والتنمية خسارة فادحة في الأصوات؛ لكن من غير المرجح أن تخلفه أحزابهم”.
في الانتخابات الأخيرة، على المستوى الوطني، ما زال حزب العدالة والتنمية يفوز بنسبة 44٪ من الأصوات. “الحزب لم يجثُ على ركبتَيه حتى الآن وليس في أزمة، ولكن هذا الزخم السلبي؛ خصوصًا المتعلق بالنتائج الاقتصادية السيئة، يشجع الرغبة الشعبية في التنصل منه”، كما يخلص ديديير بيليون.
المصدر: كيو بوست
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر