سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
عمر عزام
شهدت منصات التواصل الاجتماعي حالة من الزخم الكبير والإعجاب البالغ عقب فوز الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون بمنصبه في مطلع مايو/ أيار الماضي، وجاء كون الرئيس الفائز شابًا لم يبلغ الأربعين بعد على رأس أسباب إعجاب المتابعين على المستويين العالمي والعربي. لكن ما ركز عليه المتابعون العرب بشكل واضح، هو المقارنة بين فوز ماكرون الشاب بأعلى منصب في بلاده، وبين أحوال الشباب العرب الذين لا يرقى طموح أحدهم لمنصب محافظ، فضلاً عن مكان متقدم في سلم القيادة العليا لدولهم.
لم يكن فوز ماكرون برئاسة فرنسا، هو الحالة الأولى التي أثارت إعجاب المتابعين لوصول الشباب لقيادة دولهم – في العالم الغربي- إذ ظل رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، الذي وصل للسلطة في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، لفترة كبيرة مصدر إعجاب وفخر لقطاع كبير من الشباب الذين رأوا فيه قصة نجاح تستحق أن تقتفى آثارها.
وعلى هذا يمكننا القول إن اختيار الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد في المملكة العربية السعودية، وفقًا للأوامر التي أصدرها خادم الحرمين الأربعاء الماضي، يأتي اتساقًا مع المناخ السياسي العام دوليًا، واضعًا المملكة على نفس الخط المثير للإعجاب على غرار كندا وفرنسا، بل يمثل “ثورة” في هذا السياق بحسب ما وصفه جيرالد بات محلل شؤون الشرق الأوسط في هيئة الإذاعة البريطانية”BBC” .
كما يعطي تعيين ولي العهد الجديد وعدًا بمستقبل يتبوأ الشباب فيه مكانة أكبر، ما سينعكس بطبيعة الحال على الدولة الغنية التي تسعى حثيثًا نحو غد أفضل.
تمكين الجيل الشاب لم يتمثل فقط في تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد، بل يلاحظ كذلك في أن أغلب الأسماء التي تم تكليفها بمناصب خلال التغييرات الأخيرة من الشباب، وهذا يحيلنا إلى حقيقة تبينها الأرقام؛ إذ إن السعودية تصنف على أنها دولة “شابة” فهي تحتل المرتبة الثالثة عالميًا من حيث نسبة السكان دون 29 سنة بواقع 13 مليون شخص من الجنسين، وبنسبة 67 % من السكان، وفق دراسة بحثية دولية عرضت في منتدى جدة للموارد البشرية ونشرت نتائجها في عام 2014.
وإذا أخذنا في الاعتبار أن “ثلثي القوى العاملة في المملكة شباب تتراوح أعمارهم بين 29 و39 عامًا”، فإن الخطة الاقتصادية المستقبلية لولي العهد الشاب المعروفة برؤية 2030 تستهدف في مقامها الأول تسكين الملايين من الشباب السعودي الطموح في مراكز عملية تستغل إمكانات هؤلاء الشباب كأفضل ما يكون.
إزاء ما سبق، واستقراء لمواقف الأمير الشاب ورؤيته المستقبلية، فمن المتوقع أن يسعى ولي العهد السعودي إلى إعطاء مساحة أكبر للشباب في العمل العام، خدمة لهم ولمشروعه المستقبلي الطموح في تحديث المملكة، وقد تتمثل تلك المساحة في:
• الاستفادة من الشباب السعوديين أصحاب الشهادات الأجنبية الذين تخرجوا في جامعات أوروبا وأميركا عبر توليتهم مناصب قيادية.
• تكثيف البعثات الدراسية المتخصصة لسد أي عجز تخصصي في سوق العمل السعودي، سعيًا للاعتماد على الكفاءات المحلية.
• تشجيع رواد الأعمال الشباب تماشيًا مع الرؤية الاقتصادية الساعية للتحرر من الاعتماد على النفط وجعل الاقتصاد السعودي اقتصادًا متنوعًا.
• قد تشهد المملكة عملية إحلال وإبدال أو تسليم وتسلم بين جيل الآباء والأبناء في قطاعات الدولة المختلفة، لضخ دماء جديدة تخدم الأهداف الجمعية للسعودية الحديثة المرتقبة.
صحفي وباحث مصري*
@OmarIbnAzzam
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر