الجرأة تصنع دولة المستقبل .. ماذا نريد من ولي العهد؟ | مركز سمت للدراسات

الجرأة تصنع دولة المستقبل .. ماذا نريد من ولي العهد؟ 

التاريخ والوقت : السبت, 24 يونيو 2017

مالك الروقي

 

مشهد الغرفة الصغيرة التي وُثقت فيها نقطة تحول مهمة في تاريخ الدولة السعودية الثالثة، مشهد عكس تقاليد الأسرة الملكية العريقة، وهي تمارس تداول السلطة بسلاسة وعزة وشموخ .

 ابن نايف الذي ترجل بمسؤولية عن منصب ولاية العهد أخرس في صبيحة فجر جديد، الأقلام التي سنت أنفسها لبث أخبار تشكك فيه من رصانة الوفاق في بيت الحكم السعودي، الذي أدار السياسة في بيئة شديدة التعقيد.

اكتظت شاشات الإعلام العربي والغربي بمحللين عرب وأجانب الذين واجهوا صعوبة في فهم هذا المشهد، كيف للسلطة أن انتقلت بهذه السلاسة، وخصوصًا أن عمليات انتقال السلطة في الدول العربية والشرق أوسطية يسبقها استنفار أمني وعسكري ومجتمعي، لكن ما حدث في مكة كان مختلفًا، حيث خرج الناس لأعمالهم بعد الإعلان كالمعتاد، والشوارع تخلو من مظاهر غير طبيعية.. إنها باختصار تقاليد الأسرة الملكية العريقة.

بعيدًا عن خطاب الاحتفاء والفخر، ماذا نريد من القائد الجديد؟  إنه قريب من أعمار أكثر من ٧٠ بالمئة من مواطنيه. إنه يفهم احتياجاتهم ويتفهم مطالبهم حتى ولو كانت بصوت عال في أحيان. وخلال ما قام به منذ أكثر من عامين  تخمرت في وجدان الرأي العام، فكرة ضرورة أن يكون محمد بن سلمان في هذا المنصب ليعجل من عملية الإصلاح بكل أنواعه، سواء أكان اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو حتى سياسيًا. ولعل الرؤية الوطنية التي أطلقها، كانت كفيلة بكشف خلل إداري في أجهزة الدولة، والتي تكفلت الرؤية بتنشيط تلك الأجهزة ومحاربة الفساد والعشوائية، وسلَّ سيفه في مواجهة جشع التجار وأصحاب السلطة  .

 جملة قالها محلل غربي ما زالت عالقة في ذهني عندما قال إن محمد بن سلمان يغامر بشعبيته عندما أقر الإصلاحات الاقتصادية والتقشفية التي كانت بمثابة العملية القيصرية لإنقاذ الاقتصاد السعودي، هذه الجرأة لا يملكها إلا قائد، فالباعة المتجولون في عالم السياسة لا يقومون بمثل ذلك وهم كثر في عالمنا العربي  .

لكنه قدم مصلحة بلده ومستقبله على مصالح سياسية شخصية حتى تجاوزت البلاد الأزمة، وأعادت الدولة للمواطنين ما أوقف عنهم مؤقتًا من بدلات ومزايا؛ لذلك نحن نثق اليوم بأن هذا الرجل، وبالجرأة التي يحملها، قادر على النهوض باقتصادنا وتنويع مصادر الدخل وتوزيع الثروة على شعبه بطريقة عادلة.

وبالجرأة نفسها قادر على صون حقوق مواطنيه، وتعزيز فرص الأفراد، وقيادة الإصلاح في كل المجالات، وتأسيس ذلك المجتمع المدني الذي تذوب فيه الفروقات أمام الكفاءة والعلم..

لنبنِ “مدرسة” و”محكمة” و”مصنعًا” و”مسرحًا”، ونخلق سويًا نموذجًا للدولة السعودية التي نطمح، فبيعتنا لهذا الرجل تجعله اليوم أقوى بنا جميعًا لتحقيق ما نريد.

كاتب وصحافي سعودي*

@alrougui

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر