سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
حبيب الشمري
جاء الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وليا للعهد بموافقة أغلبية أعضاء هيئة البيعة، ليؤكد استقرار بيت الحكم السعودي، ورسوخ تقاليده، واستجابته السريعة لمتطلبات العصر، حيث يشكل الشباب النسبة العظمى من سكان المملكة العربية السعودية، وهم في متوسط عمر ولي العهد الجديد.
وإن كانت سلاسة التغيير وسهولته لم تفاجئ السعوديين، بصورتها وتوقيتها، فإنها في كل مرة تفاجئ المراقبين الخارجيين، وخاصة من وسائل الإعلام الأجنبية التي تنسج التحليلات والتأويلات المختلفة، وتتوقع الأسوأ، لكنها على الدوام، تخسر الرهان في ملف هذه الملفات السعودية الخالصة.
يأتي ولي العهد من بيت حكم وإدارة راسخ، فقد أثبت كفاءة عالية من خلال المناصب التي تولاها، والملفات التي أدارها من دخوله في دهاليز الدولة للمرة الأولى عام 2007 عبر هيئة الخبراء، قبل أن يتنقل ضمن فريق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود منذ أن كان أميرا للرياض.
يؤكد التعيين النهج السعودي في تعيين الكفاءات بغض النظر عن الأسماء والتراتب العائلي الاجتماعي، على الرغم من الاحترام الكبير لهذا التراتب الذي يبقى ميزة التعامل والتعاطي داخل محيط العائلة المالكة، حيث يفصل بشكل كبير بين المنصب، وبين الواقع الاجتماعي المتمثل في احترام الصغير للكبير تحت أي ظرف.
ويحسب لولي العهد الجديد أنه الأجرأ في فتح ملفات حساسة ومهمة، فهو صاحب مبادرة مكافحة الفساد في وزارة الدفاع إبان إشرافه على مكتب وزير الدفاع، من خلال إعلانه إنشاء لجنة للمراجعة لضبط صفقات التسلح. كما أنه ربان قرار دخول الحرب في اليمن، والذي قضى من خلاله على خطر التدخل الإيراني في خاصرة المملكة، إذ كان قرار الحرب من أشجع القرارات السعودية على مدى الثمانين عاما الماضية وتبع ذلك بتشكيل أول تحالف عسكري إسلامي يضم أكثر من 40 دولة لمحاربة الإرهاب.
في الملفات الداخلية، يعتبر ولي العهد الجديد – ملك المستقبل – هو عراب رؤية المملكة 2030 الذي أنقذ اقتصاد المملكة من الإفلاس ووضع قاطرة الاقتصاد السعودي على الطريق الصحيح، من خلال مجلس الاقتصاد والتنمية، الذي يتابع بشكل يومي برامج الرؤية والتي من أبرزها برنامج التحول الوطني 2020، وبرنامج التوازن المالي، وبرنامج تطوير صندوق الاستثمارات العامة الذي يستهدف تحويله إلى أكبر صندوق استثمارات في العالم، بالإضافة إلى برنامج طرح جزء من شركة أرامكو للاكتتاب العام، وبرامج اقتصادية أخرى.
كما أن ولي العهد الجديد هو مهندس إعادة تمتين العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي توجت بزيارة الرئيس الأميركي إلى الرياض كأول زيارة خارجية، وما تبع ذلك من توقيع اتفاقيات شراكة ضخمة جدا تغطي أكثر من عشرة أعوام مقبلة، في التنمية والاستثمارات والتسلح.
ونجح ولي العهد الجديد في نقل ملف مكافحة الإرهاب نقلة نوعية من خلال تأسيس مركزين هما مركز الحرب الفكرية في وزارة الدفاع، ومركز اعتدال الذي تشارك فيه أكثر من 20 دولة في العالم، والمعني بوقف دعم الإرهاب بكل الصور والأشكال، والذي تبعه قرار قطع العلاقات مع دولة قطر، على اعتبارها متورطة بتمويل الجماعات المتطرفة.
ويجمع السعوديين على أن التغيير الجريء داعم كبير لاستقرار بلادهم، في ظل متغيرات سريعة وعميقة وسط منطقة تموج بالأحداث وبحاجة إلى وضوح رؤية وهدف، وهو ما تسير عليه السعودية بقيادته الشابة.
كاتب وصحافي سعودي*
@habeebalshammry
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر