هجمات “طالبان” تكسر محادثات السلام مع الولايات المتحدة | مركز سمت للدراسات

هجمات “طالبان” تكسر محادثات السلام مع الولايات المتحدة

التاريخ والوقت : الأحد, 24 مارس 2019

أحمد لملوم
تبنت حركة «طالبان» على لسان المتحدث الرسمي باسمها ذبيح الله مجاهد، هجومًا نفذته عناصرها اليوم السبت 23 مارس الجاري، ما أسفر عن 4 قتلى و31 جريحًا، خلال احتفال في مدينة لشكركاه جنوب أفغانستان.
 
فيما قال مسؤولون أفغان: إن تفجيرَين هزا لشكركاه، عاصمة إقليم هلمند، ورجحوا احتمال أن يكون الانفجارين نجما من عبوتين ناسفتين تم زرعهما في ملعب كان يحتفل فيه حوالى ألف شخص بعيد النوروز.
تفاصيل الهجوم
نقلت وكالة رويترز، على لسان ناطق باسم الإقليم أن حاكم الإقليم محمد ياسين خان أُصيب بجروح سطحية في الهجوم الذي أعلن ناطق باسم حركة طالبان مسؤولية الحركة عنه، وأظهر مقطع فيديو صوت طلقات نار، قبل أحد التفجيرين وبعده.
فر الحاضرون عقب وقوع الانفجارين؛ إذ قال شاهد عيان لوكالة رويترز للأنباء: إن رجال أمن أطلقوا النار، وقال شاهد عيان آخر: «حدثت فوضى وكان الناس يجرون. قوات الأمن طلبت منهم الهدوء، ثم وقع التفجير الثاني».
ويأتي هذا الهجوم ضمن هجمات شهدتها أفغانستان خلال احتفالات النوروز، كما لم يتوقف القتال بين عناصر طالبان والحكومة المدعومة من الغرب، على رغم محادثات السلام التي تجريها حركة طالبان مع الولايات المتحدة.
الشعب على أرض مهتزة
بعد مرور عقدين من الحرب بين قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وحركة طالبان في أفغانستان، تركا الشعب على أرض مهتزة، فما يقرب من ثلث سكان أفغانستان البالغ عددهم 34.7 مليون نسمة في حاجة ماسة للمساعدة الإنسانية، كما صعبت المعارك بين الحكومة الأفغانية الهشة وطالبان على مدى السنوات الماضية، توصيل المساعدات إلى من يحتاجونها.
وعندما أسست حركة طالبان نظام حكمها في أفغانستان عام 1996، كان يعتقد قادتها أنهم باقون للأبد في الحكم، غير أن الإطاحة السريعة بنظامهم من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في عام 2001، وأعقب ذلك أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في أفغانستان منذ عام 1969، والتصديق اللاحق على دستور كتب بمبادئ غربية، أعطت مؤشرًا بأن البلاد يمكن أن يحقق فيها السلام في أفغانستان.
لكن سرعان ما تراجعت هذه الرؤية، بعدما عادت حركة طالبان للمشهد مرة أخرى، فقد شهد شهر يوليو 2006 قيام الحركة بتمرد في جنوب البلاد، أدى إلى فشل الرئيس آنذاك، حامد كرزاي في توحيد الجماعات العرقية الأفغانية المختلفة، وتزويد شعبه بالخدمات الأساسية وسط دعوات الفساد.
هذه الهزيمة السريعة للديمقراطية الوليدة في أفغانستان، طرحت أسئلة حول إمكانية تولي قوات التحالف المهام الأمنية في أفغانستان، وهو ما حدث بالفعل، وبغض النظر عن ذلك، فقد تولت قوات الأمن الأفغانية مرة أخرى السيطرة على العمليات الأمنية عام 2014.
دور التحالف
ركزت قوات التحالف الدولية على رفع قدرات الأجهزة الأمنية الأفغانية من خلال تقديم تدريبات ،ودعم لوجيستي لهم، واليوم يوجد 14 ألف جندي أمريكي وغيرهم من القوات المتحالفة متمركزين في أفغانستان.
فضلا عن تركيز قوات التحالف على التوفيق بين المؤسسة السياسية الأفغانية المنقسمة على الدوام، والتهديدات الجديدة من تنظيم داعش في أفغانستان والعراق وسوريا، مع ظهوره عام 2014، واستهدافه هو الآخر للحكومة الأفغانية؛ لمحاولة السيطرة على الأرض، وخلال ذلك استعادت حركة طالبان السيطرة على قرية بعد قرية في جيوب ريفية غير محمية، وأصبحت تسيطر على 40 في المائة من البلاد.
الجهود الأميركية
 
وجلبت التوترات الإنسانية والأمنية المتصاعدة في أفغانستان مؤخرًا اهتمام المجتمع الدولي؛ بفضل الجهود الأميركية خلال العام الماضي؛ للتوسط في التوصل إلى اتفاق سلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان.
وفي فبراير عام 2018، عرضت حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غاني على طالبان مقعدًا غير مشروط على الطاولة؛ لإبرام اتفاقات سلام، لكن حركة طالبان رفضت العرض وقالت: إنها لن تتفاوض مع حكومة، ترى أنها نظام مشكّل من دمىً أميركية.
ومع وجود الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحت ضغط في الداخل؛ لإنهاء حرب طويلة، قام زلماي خليل زاد، المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان بإعادة تنشيط الجهود.
المصدر: المرجع

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر