سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
في يوليو 2018، توقعت ورقة بحثية صادرة عن مركز سمت للدراسات المستقبل المظلم الذي ينتظر تركيا على يد بيرات البيرق، صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير ماليته وصاحب النفوذ الواسع في الحزب الحاكم، نشرت الورقة بعنوان: “صهر أردوغان.. تاريخ أسود ومستقبل مظلم”؛ إبان تعيين الرئيس التركي لصهره وزيرًا للمالية، ضمن تشكيل الحكومة الجديدة بعد فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية وقتئذ.
وبعد أقل من عام ونصف العام، تكفلت سياسات صهر أردوغان بتحقيق كل ما تنبأت به الورقة البحثية، وإن كان لم يبقَ سوى التوقع الأخير، الذي يعني حصوله نهاية حكم الرئيس التركي أردوغان!
الورقة البحثية ألقت الضوء في البداية على البيرق وصعوده المريب، من مجرد إعلامي يعمل فقط في مؤسسات والده وعائلته وثيقة الصلة بأردوغان، إلى نائب للعدالة والتنمية بالبرلمان عن ولاية إسطنبول، حتى وصل إلى أن أصبح وزيرًا للطاقة ثم المالية، وأحد الأشخاص الأوسع نفوذًا في البلاد، وبالطبع كل ذلك بسبب كونه متزوجًا من إسراء أردوغان، الابنة البكر للرئيس التركي.
بنظرة سريعة على توقعات الورقة البحثية لمستقبل صهر أردوغان، سنجدها تحققت كلها، فيما عدا الأخيرة التي تعني نهاية حكم أردوغان في حال حدوثها. وبعد استعراض تاريخ وحاضر البيرق، أكدت الورقة البحثية أن البيرق يضع تركيا أمام مستقبل مظلم وكارثي من الناحية الاقتصادية، ومن ثَمَّ الناحية السياسية.توقعات الورقة البحثية تحققت كلها خلال عام ونصف العام فقط من نشرها على موقع سمت، وهي فترة ضئيلة جدًا في علوم وتاريخ السياسة، وتحققها بتلك السرعة يعني أن الأيام الأخيرة لأردوغان قد بدأت بالفعل.لقد تنبأت الورقة البحثية الصادرة عن وحدة الدراسات التركية بـ”مركز سمت” أن يقود البيرق الاقتصاد التركي للانهيار، عبر مزيد من الانهيار لليرة التركية وتراجع قيمتها أمام الدولار، وارتفاع الديون السيادية، وتراجع السندات التركية.كما توقعت الورقة أن تؤدي سياسات البيرق إلى ارتفاع التضخم في تركيا، وهروب الاستثمارات ورؤوس الأموال ورجال الأعمال خارج البلاد، وإحكام سيطرة أردوغان وعائلته على الاقتصاد التركي، وكل ذلك حصل بالفعل.
ووفقًا للورقة البحثية، فإن سياسات أردوغان وصهره لن تؤثر على الاقتصاد فقط، بل سيصحبها تأثير أهم وأخطر على الناحية السياسية، حيث أكدت أنها ستكرس تحول تركيا لدولة الفرد الواحد، بالإضافة إلى شرعنة الفساد والبيروقراطية، ولعل تلك النتائج ظاهرة للجميع الآن بعد تحققها.
كذلك، لم تغفل الورقة البحثية الحديث عن العلاقة بين إسرائيل وأردوغان عبر بيرات البيرق، وتوقعت زيادة التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل، وكلنا قرأنا أخيرًا حجم التبادل التجاري بين البلدين، والمساعدات التي قدمها أردوغان إلى إسرائيل لمواجهة كورونا، رغم الدعاية التركية التي تظهره كمحرر فلسطين!!ومن أهم ما تحدثت عنه الورقة هو تزايد انغلاق أردوغان على الدائرة المقربة منه، وتخليه شيئًا فشيئًا عن المخلصين في حزبه، وهو ما ظهر بوضوح خلال الشهور الأخيرة، بعد أن تخلى عنه رفقاء دربه، وأهمهم وأخطرهم على الإطلاق الاقتصادي علي بابا جان، وكاد أن يلحق بهم وزير الداخلية سليمان صويلو، المنافس الأول لصهر أردوغان في الحزب والنظام على خلافة الرئيس.
ويبقى التوقع الأخير والأخطر الذي تنبأت به الورقة ولم يحدث بعد، ألا وهو أن نهاية أردوغان ستكون على يد صهره، إمَّا بسبب فشله المزري اقتصاديًا، أو ربَّما يكون الشخص الذي يطيح بأردوغان ويحكم بدلاً منه. ولعل النقطة الأخيرة قد اقتربت، في حال قرر أردوغان التخلي عن صهره لصالح وزير الداخلية سليمان صويلو، أو التخلي عن الاثنين معًا.تجدر الإشارة إلى أن مركز سمت للدراسات مركز بحثي مستقل يضم عددًا من الوحدات البحثية المتخصصة، وهي: وحدة الدراسات السياسية، ووحدة الدراسات الاقتصادية، ووحدة الدراسات الاجتماعية، ووحدة الدراسات التركية، ووحدة الرصد والمتابعة، ووحدة الترجمات، ووحدة دراسات رؤية السعودية 2030، ووحدة مراجعات الكتب.
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر