سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
روب سبحاني
إن فهم ما يحفز محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية البالغ من العمر 37 عاما، يعد مسألة ذات أهمية قصوى للسياسة الخارجية الأميركية.
حيث تحتاج الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى إلى شركاء بينما تواجه عديدا من التحديات، ابتداء من روسيا والصين وإيران إلى الاستجابة بأساليب ذكية وبناءة للأوبئة العابرة للحدود، وقيود سلسلة التوريد العالمية، والصعود الأخير لتقنية الذكاء الاصطناعي بوصفها الثورة الصناعية الرابعة.
ولهذا، إذا مدت واشنطن يد التعاون المحترمة والصادقة إلى ولي العهد السعودي المفعم بالنشاط وصاحب التفكير المستقبلي، فلن يكون لديها صديق على المسرح العالمي أفضل من محمد بن سلمان، المعروف على نطاق واسع باسم “إم بي إس”.
إن فهم ما يحفز محمد بن سلمان هو نقطة البداية لكيفية تعامل واشنطن مع قائد سيلعب دورا مهما على المسرح العالمي لأعوام مقبلة. حيث يقود ولي العهد مجموعة غير مسبوقة ورائدة من الإصلاحات التي تحول الدولة الأكثر أهمية لأمن الطاقة العالمي. وكما ذكر مايك بومبيو وزير الخارجية السابق على نحو صحيح قائلا، إن ولي عهد الأمير محمد شريك مهم للولايات المتحدة.
الدافع الأول الذي يحفز محمد بن سلمان هو حبه وفخره بالمملكة العربية السعودية وشعبها. وهذا يفسر سبب عزمه على القفز ببلاده لتصبح قوة اقتصادية تبلغ قيمتها تريليون دولار حتى يضمن ازدهار مواطنيه. هذا الإعجاب يعبر عنه أغلب المجتمع. سواء تحدث المرء مع السعوديين في حي الخالدية القديم في الرياض أو مع سائقي “أوبر” السعوديين أو الفنانين السعوديين في مركز “فيا الرياض” التجاري الراقي، فإنهم لا يملكون سوى الثناء والحب لولي العهد. لقد أصبحت الرسالة واضحة: تتعامل واشنطن مع زعيم شعبي طور علاقة عميقة مع أمته الشابة.
أما الدافع الثاني لمحمد بن سلمان فهو رغبته الجامحة في ترك إرث لبلاده. فبالنظر إلى أن 60 في المائة من السكان هم تحت سن الـ30، فإن ولي العهد الأمير محمد أمام مهمة لوضع الأساس للجيل المقبل من السعوديين. على سبيل المثال، يوضح قراره الجريء بزراعة مليارات الأشجار في جميع أنحاء المملكة فهمه التقاطع بين النتائج الصحية المعززة وزراعة الأشجار. لذلك يجب على واشنطن أن تمد يد العون لمساعدة محمد بن سلمان في جهوده لترك إرث لشعبه.
العامل الثالث المحفز لولي العهد هو رغبته في جعل بلاده قوة للتغيير الإيجابي على الساحة العالمية. فمن معالجة انعدام الأمن الغذائي العالمي إلى حل النزاعات، يريد ولي العهد الأمير محمد أن تلعب المملكة العربية السعودية دورا أكثر نشاطا وإيجابية. ويقدم هذا الدافع المتعلق بمواجهة التحديات العالمية فرصة فريدة لواشنطن لمعالجة الصراعات في مسارح مثل أوكرانيا والسودان. في الواقع، يمكن لقائد السعودية المفعم بالنشاط أن يصبح شريكا حقيقيا للولايات المتحدة لحل النزاعات العالمية.
كما أن الالتزام الثابت بتمكين النساء الموهوبات في السعودية هو دافع رئيس آخر لمحمد بن سلمان. إنه لأمر لا يصدق حقا أن نلتقي بعديد من النساء السعوديات في القوى العاملة، وجميعهن يلعبن أدوارا مهمة في مساعدة السعودية على أن تصبح اقتصادا تبلغ قيمته تريليون دولار.
لا أحد يمثل رؤية ولي العهد فيما يتعلق بتمكين المرأة السعودية أفضل من صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما، السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة التي تلقت تعليمها في الولايات المتحدة. هذه الدبلوماسية الذكية والحيوية والودودة تمثل هذه الرؤية التي أسميها بـ “النهضة السعودية الجديدة”. ولذلك يجب أن يتبنى صناع السياسة الأميركيون رغبة الأميرة ريما الصادقة في إعادة توجيه العلاقات الأميركية – السعودية إلى نموذج جديد من التصدي المشترك للتحديات العالمية مثل تغير المناخ والأمن الغذائي وتمكين المرأة والقضاء على الفقر.
العامل الخامس الذي يحفز محمد بن سلمان هو الابتكار، وبشكل أكثر تحديدا، الاستفادة من التكنولوجيا من أجل المصلحة العامة. إنه يحب الإبداع، ويظهر هذا الحماس عندما يتحدث المرء مع العلماء السعوديين ورغبتهم في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق نتائج صحية عالمية أفضل. يقول والتر إيزاكسون، كاتب سيرة ألبرت أينشتاين، يجب علينا ربط الذكاء الاصطناعي بالإنسانية، وهو بالضبط ما يريد محمد بن سلمان فعله. والواقع أن الذكاء الاصطناعي يمثل الثورة الصناعية الرابعة. ولقد حان الوقت لتبني هذا الدافع للابتكار، لأن الشراكة بين السعودية وأمريكا لتقديم تقنية ذكاء اصطناعي مسؤولة وأخلاقية لمصلحة البشرية تمثل فرصة نادرة لا تتكرر.
ولدى الولايات المتحدة مناسبتان حاليتان لبدء فصل جديد في العلاقات الأميركية – السعودية بناء على الدوافع الإيجابية لولي العهد صاحب الرؤية. المناسبة الأولى هي رحلة أنتوني بلينكن وزير الخارجية هذا الأسبوع إلى الرياض. فمن خلال إظهار الاحترام الحقيقي لدوافع ولي العهد الأمير محمد للارتقاء بأمته كقوة من أجل المصلحة العالمية، يمكن للسيد بلينكن تعزيز الأمن القومي الأميركي. والمناسبة الثانية هي أن يدعو كيفن مكارثي رئيس مجلس النواب ولي العهد لإلقاء خطاب في جلسة مشتركة للكونجرس وإعطاء هذا القائد الشاب لدولة تعد من أهم الدول في العالم الفرصة لمشاركة رؤيته مع الشعب الأميركي.
إن ولي العهد السعودي محفز بدوافع إيجابية لإيجاد “نهضة سعودية جديدة”. لذلك، من خلال إظهار حماس حقيقي لما يحفزه، لا يمكن للولايات المتحدة أن تجد شريكا أفضل من محمد بن سلمان لمواجهة التحديات العالمية.
المصدر: واشنطن تايمز
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر