ولستم على “دَكَّة الاحتياط” | مركز سمت للدراسات

ولستم على “دَكَّة الاحتياط”

التاريخ والوقت : الأربعاء, 1 نوفمبر 2017

 منى سعود سراج

 

 

لم أتعمد يومًا، بأن أحصي احتياجاتي ومطالباتي، وحقي في ممارسة حقوقي في وطني، فلا أعرف هل كانت ثقةً مني بأن كل شيء يأتي في وقته، أم لمجرد اعتيادي على ما يقال – عادة – لنا بأننا “شعب له خصوصيته”.

 

في روتيني اليومي مُوقِنة بداخلي أن الرياضة هي جزء أساسي في يوم الأشخاص الطبيعيين، وكنت محظوظة بأني لم أُحرم من ممارستها يومًا، واعتدت أن أدع أحدًا يقود سيارتي ليوصلني؛ لأنه لم يكن يوجد حتى وقت قريب، قرار يسمح لي بالقيادة، وكنت أُسأَل وبشكل دائم من الغير: كيف تعشن بدون أبسط حقوقكن!

 

لا يعرفون أننا عِشْنَا أزمانًا سابقة فيها من التعتيم الفكري ما يُغني عن التفكير، ولا يعرفون أن بداخلنا إرادة وقوة وعزيمة تكتمل لتخرج في وقتها المناسب في البيئة الصحيحة.

 

ليست السعادة وحدَها تكفي، عندما نجلس اليوم ونبدأ فعليًا في عدِّ وحصر حقوقنا واحتياجاتنا التي باتت أمرًا واقعًا وصريحًا.

ولأننا جيل لديه القدرة على تقبل الآخر، تمكَّنا من أن نصنع التغيير بصُحبة قادته.

 

اليوم أُعلِن أخيرًا، السماح بدخول العائلات إلى الملاعب في السعودية، لكن بعد التأكد من جهوزيتها واستعدادها.

 

وأصبح للمواطنات الحق في التشجيع والدعم من داخل حدود المستطيل الأخضر .. فـحب كرة القدم كان حبيس قلوبهن منذ زمن، لم تتمكن الملاعب من أن تحتضنه، فـظلت تلك المرأة تهتف وتشجع من خلف الشاشة السوداء.

 

كنت من المحظوظات حين سُمِح لنا، منذ سنوات، بأن أدخل كصحفية إلى أحد الملاعب بمحافظة جدة لحضور افتتاح البطولة الآسيوية لكرة اليد الخامسة عشرة، ولن أنسى كم الهجوم والانتقاد الذي طالنا حينها، لمجرد أن وجودنا كان ممنوعًا.

 

ولأول مرة أحب أن أقول: نعم، فقد كنت من أوائل السعوديات اللاتي دخلن استادًا رياضيًا سعوديًا في وقت سابق.

وأعرف جيدًا، حجم المسؤولية التي كانت عليَّ حينها، وأثق تمامًا بما يجب أن يكون لاحقًا.

 

وأخيرًا، أُخبرُ المنتقدين آنذاك، واليوم – تحديدًا – وبعد القرارات الجديدة، أنه أصبح لا مكان لكم،  ولو على “دَكَّة الاحتياط”.

 

فـها قد أصبحنا ضمن حسابات اللاعب رقم ١ في الملعب .. وأحد الخطوط الرئيسية في تشكيلة الوطن، جميعنا سنكون لاعبين أساسيين اليوم في فريقه، لمستقبل أخضر مشرق حالم، دونكم ودون إحباطاتكم وظنونكم.. فبِنَا يرقى الوطن لنرقى.

 

 

مستشارة في الاتصال والإعلام*

‪@MonaSSiraj

 

 

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر