سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
خالد الروسان
لقد قرّبت الشبكات الاجتماعية «فيسبوك» و«تويتر» و«لينكد إن» و«يوتيوب» و«إنستغرام» و«واتساب» الناس من بعضهم بشكل مذهل، واختصرت المسافات والأزمنة، وأحدثت التفاعلات الكثيرة بينهم، وكانت منابر تعبير إلكترونية مؤثّرة، يستخدمها ثلاثة مليارات شخص في العالم تقريباً، أي ما يعادل 40% من سكان المعمورة.
لكن بالمقابل كانت لهذه الوسائط الرقمية تأثيراتها على الصُعد الأخرى وسلبياتها، خاصة عندما استخدمت بشكل مباشر أو غير مباشر، بقصد أو من غير قصد في تحقيق غايات وأهداف معينة.
اليوم، ومن خلال التخمة الهائلة في المعلومات والبيانات، سواء أكانت مكتوبة أو مصورة أو متحركة أو غير ذلك، أُصبنا بإدمان استهلاكي عليها وبحاجة مستمرة لها، لدرجة أنّنا أصبحنا نعتمدها بشكل كبير في الحصول على المعلومة والخبر، والبحث من خلالها عن بعض الحقائق وتشكيل الرؤى والأحكام حول قضية ما أو حدث بعينه.
وهنا تكمن الخطورة كما يقول الخبراء، فقد يكون بعض ما يُكتب أو يُصوّر أويُبث عليها غير صحيح أو موثوق أو يعكس وجهة نظر معينة، فتنوع مصادر المعلومات على الإنترنت عامة، من أخطر التحديات التي تواجهنا، خاصة من جهة التأكد من علميتها أو صحتها.
إنّ قضايا تشكيل الوعي وتوجيه الرأي، تعتبر من أخطر المسائل في مواقع التواصل الاجتماعي، سواء أكانت صادرة عن أفراد أو جهات أو دول أو غيرها، خاصة مع وجود أناس متخصصين في ذلك، فلو أخذنا المثال البسيط الآتي: مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي عرض صورة لشخص عادي أو معروف يساعد أو يفعل شيئاً ما لشخص آخر، وعلّق على الصورة: «قمة التواضع والإحسان»، سيبدأ التفاعل معه من قبل البعض والحكم على الصورة وفق ذلك، داعمين هذا التصرف، ولو أنّه بالمقابل علّق على الصورة: «قمة التزلف والنفاق»، لأصبح التعقيب منهم بتأييد وصفه والموافقه عليه، ونقد التصرف الذي ظهر في الصورة.. وهكذا.
هذا طرح مُبسط جدّاً لما قد يحصل عادة، فما بالك بما هو أكثر توجيهاً وتعقيداً وعمقاً من ذلك، وكيف لو كان مصدره بعض الأطراف والجهات التي تسعى لتشكيل وعي ما، تجاه قضية خلافية مطروحة أو رؤية معينة، أو توجيه رأي عام يخص شأناً حسّاساً أو مسألة مصيرية؟
لقد كان الإعلام ـ ولا يزال ـ من أكثر المجالات تأثيراً في المشهد العام، ثم جاء الإنترنت ومن بعدهما وسائل التواصل الاجتماعي لتدعمهما من جهة، ولتحجز لنفسها مكانة مؤثرة في توجيه وتشكيل الوعي من جهة أخرى.
المصدر: صحيفة الرؤية
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر