يات سيو ليس غريبا على إثارة الجدل، إذ إنه على مر السنين، طرد رائد الأعمال التكنولوجي المتسلسل من متجر التطبيقات لأبل، وألغي إدراجه من إحدى البورصات وتصادم مع مدققي حسابه.
لكن سيو، عبر أداته أنيموكا براندز التي تتخذ من هونج كونج مقرا لها، أصبح المستثمر البارز في عالم الألعاب القائمة على بلوكتشين، التي قدمها مروجوها على أنها الشيء الكبير التالي في صناعة الألعاب العالمية.
باع لمؤيديه رؤية لحقوق الملكية الرقمية في ألعاب الفيديو، حيث يمكن للاعبين امتلاك عناصر داخل اللعبة كرموز غير قابلة للاستبدال مسجلة عبر بلوكتشين، ويكسبون أثناء اللعب، ويربحون من التداول مع لاعبين آخرين، كان تصادم العملات المشفرة والألعاب أحد أكثر الاستخدامات المحتملة ضجة لتكنولوجيا بلوكتشين.
مع ازدهار العملات المشفرة في 2021، ركب الرجل البالغ من العمر 49 عاما موجة مضاربة، حيث باعت شركة أنيموكا الرموز غير القابلة للاستبدال المرتبطة بمحفظة استثمارات في نحو 400 شركة ناشئة. تميزت جولة تمويل 2022 بتقييم بقيمة 5.9 مليار دولار ودعم بعض الأسماء الرائدة في عالم الاستثمار.
لكن مع حلول “شتاء العملات المشفرة” على الصناعة بعد سلسلة من كوارث الشركات وانهيار أسعار الأصول العام الماضي، لا يزال سيو يواجه أسئلة جادة حول أنموذج عمل شركة أنيموكا والامتثال التنظيمي والحوكمة.
أصبحت الشركة حالة اختبار لمعرفة ما إذا كان أي من الابتكارات المحتملة من بلوكتشين ستنجو من بيع العملات المشفرة. إذا تعثرت، فستتعثر الصناعة التي ساعدها سيو على الوجود.
يقول أنتوناس جوجا، مستثمر سابق في شركة أنيموكا: “عندما تصدر الشركة المهيمنة رموزا من الصفر وتبيعها إلى شركات التجزئة، فليس من السهل الحفاظ على الأعمال على المدى الطويل. ربما يتجه 99 في المائة من الرموز نحو الصفر”.
لكن إذا أثبت سيو أن المتشككين على خطأ، فإن مئات الاستثمارات من قبل شركة أنيموكا يمكن أن تضعها في مركز ما يعتقد البعض أنه سيكون ثورة في مجال الألعاب التي يزعم المؤيدون أنها ستأخذ السلطة من الموزعين وتضعها في أيدي اللاعبين.
يقول شريك آخر أكثر تفاؤلا بشأن آفاق سيو: “لقد أثبت مرارا وتكرارا أنه الرجل الذي يمكنه الخروج من أي موقف”.
القصة حتى الآن
عندما تفشت الجائحة في 2020، كان سيو على رأس شركة تطوير تطبيقات غير معروفة في هونج كونج، التي تم إلغاء إدراجها منذ وقت قريب من بورصة الأوراق المالية الأسترالية.
كانت أنيموكا، التي تتكبد خسائر بشكل دائم، لديها إيرادات ضئيلة وسجل من إنتاج ألعاب هواتف محمولة يسهل نسيانها إلى حد كبير، إلى جانب مجموعة من الاستثمارات في مشاريع بلوكتشين المغامرة غير المحبوبة.
كانت الدعامة الأساسية لها لأعوام ألعاب الهاتف المحمول القائمة على أفلام معروفة مثل جارفيلد أو توماس ذا تانك إنجين. وكانت شركة أنيموكا ترخص حقوق الملكية الفكرية وتجمعها في ألعاب مجانية.
كان سيو، المبتهج والناقد لنفسه، عنصرا أساسيا في مشهد الشركات الناشئة في هونج كونج منذ عقود. ولد ونشأ في النمسا، وتدرب كموسيقي قبل أن يصبح مبرمجا، ثم بدأ في إطلاق الشركات بعد انتقاله إلى هونج كونج في 1996. يصفه موظف سابق بأنه متواضع. “الكثير من الأشخاص الذين يعملون في مجال العملات المشفرة يشرون سيارة لامبرجيني (…) في حين أنه يذهب للتنزه مع زوجته”.
مع تصاعد هوس الدوت كوم، أطلق خدمة مراسلة عبر الإنترنت تسمى أوت بلايز، وصفتها مجلة بيزنس ويك لاحقا بأنها مشروع “تجاوز الفقاعة”. باع سيو أصول المراسلة لشركة آي بي إم في 2009 وإلى جانب مجموعة أساسية من مساعدي خدمة أوت بلايز، انتقل إلى ألعاب الهاتف المحمول.
تجاوزت شركة أنيموكا إمكانيتها جزئيا من خلال اللعب بتصنيفات متجر التطبيقات. يقول: “ما اكتشفناه هو أنه إذا أطلقنا تطبيقا كل أسبوع، وقمنا بترويج متبادل، فسنكون دائما في القمة”. غالبا ما كانت تظهر الألعاب للمستخدمين بأسماء ناشرين مختلفين.
نظرت شركة أبل إلى هذه التكتيكات على أنها تلاعب وأزالت تطبيقات الشركة في 2012. على الرغم من السماح لـ “أنيموكا” بالعودة بحلول 2013، إلا أن تأثيرات السمعة استمرت. يقول: “لقد أصبحنا في الواقع، إلى حد ما، منبوذين”.
في العام التالي، قام بإدراج “أنيموكا” من خلال التراجع إلى شركة صورية مدرجة في أستراليا وبحلول أواخر 2017 كان يقوم بتجربة استثمارات في الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة. كان سيو من أوائل المستثمرين في الشركة التي تقف وراء فقاعة الرموز غير القابلة للاستبدال الأصلية، وهي شركة كريبتو كيتيز، التي تضمنت تداول قطط افتراضية.
يصف استراتيجيته الاستثمارية بأنها بناء نظام إيكولوجي، فكلما زاد عدد الأعمال القائمة على بلوكتشين التي يدعمها، زاد احتمال نمو السوق ككل. استحوذ على شركة ناشئة واحدة وهي “ليدرز”، في عرض نقدي للتبشير حول حقوق الملكية الرقمية لمؤيدي استراتيجيته، الذين كان من بينهم مؤسس شركة لينكد إن، ريد هوفمان.
إلى جانب لعبة كريبتو كيتيز الرائعة، بدا من غير المرجح أن تؤتي استثمارات سيو الحصرية ثمارها. فقد خسرت “أنيموكا” المال وكانت تقوم باستمرار بجمع الأموال بمبالغ صغيرة. وللحفاظ على السيولة النقدية، نظم سيو بشكل عام الاستثمارات كمقايضات للأسهم أو طرح الرموز المميزة للعملات المشفرة كتعويض مالي. يقول ميخائيل نعيم، الشريك المؤسس لشركة دابر لابز، وهي الشركة التي تقف وراء كريبتو كيتيز: “إنه مبدع ومرن بشكل لا يصدق في قدرته على عقد الصفقات”.
لكن عندما وصل كوفيد – 19، ما دفع الحكومات والبنوك المركزية إلى ضخ تريليونات الدولارات في الاقتصاد العالمي، ازدهرت المضاربة بالعملات المشفرة وفجأة حققت “أنيموكا” نجاحا كبيرا.
الازدهار والانهيار
في الأشهر السبعة المنتهية في نيسان (أبريل) 2022، سجلت الشركة دخلا قدره 721 مليون دولار من مبيعات الرموز غير القابلة للاستبدال والمكاسب على الاستثمارات. وقيمت محفظتها الناشئة عند 1.5 مليار دولار وقالت إن لديها 4.2 مليار دولار أخرى من “احتياطيات الأصول الرقمية”، التي لم يتم احتسابها في ميزانيتها العمومية.
يقول سيو: “هل كان ذلك ذكاء؟ (…) لقد حالفنا الحظ فقط. كنا نقوم بعملنا فحسب، وقد حدث ذلك. أود أن أحصل على الفضل”.
يعود الفضل في هذه الثروة المفاجئة إلى حد كبير إلى عدد قليل من الرهانات التي حققتها “أنيموكا” في الركود عامي 2018 و2019. شملت هذه الرهانات أوبن سي، منصة تداول رموز غير قابلة للاستبدال، وساند بوكس، عالم افتراضي، حيث يمكن للاعبين شراء “أرض” وبناء ألعابهم الخاصة عليها، وأكسي إنفينيتي، اللعبة القائمة على الرموز التي يدعي النقاد أنها تشبه مخططا هرميا.
كان سيو من بين حفنة من الداعمين للشركات الناشئة التي أصبحت فجأة تحظى بشعبية لدى المستثمرين. بالنسبة إلى المؤسسين، كان التمويل من “أنيموكا” علامة على المصداقية، وأنك “تحولت إلى النظام البيئي”، حسب تعبير أحد المسؤولين التنفيذيين في مجال ألعاب الهاتف المحمول.
كما عززت “أنيموكا” عوائدها من خلال إصدار رموز جديدة أو الحصول على الرموز، التي أصدرتها شركات محفظتها بسعر رخيص ثم بيعها بأسعار مرتفعة.
يلاحظ أحد المصرفيين الذي يعمل مع شركات التشفير: “إذا دخلت في عالم التشفير مدعوما ببعض الدولارات في عامي 2017 و2018 (…) فقد أبليت بلاء حسنا دون أي خطأ من جانبك. كان من الممكن أن تخاطر على رمز وتحصل على 20 ضعفه”.
جمع سيو مئات الملايين من الدولارات من مستثمرين بارزين على خلفية المخاطرة تلك. وبلغت جولات التمويل المتعددة ذروتها بصفقة من شريحتين 2022 قدرتا قيمة المجموعة بمبلغ 5.9 مليار دولار وبدعم من شركات سيكويا تشاينا، وينكليفوس كابيتال، وكينغزواي كابيتال في لندن وسوروس فند مانجمنت.
كما ابتكرت “أنيموكا” رموزا غير قابلة للاستبدال من الأفلام والعلامات التجارية التقليدية، مهارة كان سيو “يصقلها (…) لأعوام عديدة في (الألعاب)” المجانية، كما يقول المدير التنفيذي لألعاب الهاتف المحمول.
اشتمل أحد المشاريع على ربط رموز سباق فورملا ون غير القابلة للاستبدال بلعبة تسمى دلتا تايم تم إطلاقها في 2019. يمكن للاعبين شراء سياراتهم الافتراضية الخاصة. كان المشتري الأكبر جوجا، لاعب البوكر والسياسي الليتواني الذي أنفق رمزا مميزا في اللعبة قيمته 77 ألف دولار على سيارة واحدة في كانون الأول (ديسمبر) 2020.
لكن الانهيار في سوق العملات المشفرة كان دراماتيكيا مثل صعوده، وكان التأثير واضحا في أسواق الرموز التي بنت “أنيموكا” نجاحها عليها. أغلقت لعبة دلتا تايم العام الماضي بعد أن رفض سباق فورملا ون تجديد الحقوق. يقول جوجا، إن السيارات الافتراضية أصبحت “عديمة القيمة” الآن، مضيفا أنه باع أسهمه في شركة أنيموكا العام الماضي. “بدت السوق وكأنها متضخمة للغاية”.
قد تكون العملات المشفرة قد انتعشت حتى الآن هذا العام، لكن من بين الـ 13 رمزا المطروحة على موقع “أنيموكا” على الإنترنت مثل تلك التي أصدرتها، انخفض 11 منها بأكثر من 90 في المائة منذ ذروتها. أما الرمزان الآخران فقد انخفضا بما لا يقل عن 30 في المائة. شهدت منصة أوبن سي، إحدى الجواهر في محفظة “أنيموكا”، التي قدرت قيمتها بنحو 13 مليار دولار في كانون الثاني (يناير) 2022، انخفاضا كبيرا في أحجام تداولها باستخدام الرموز غير القابلة للاستبدال بنسبة 85 في المائة العام الماضي.
تم تداول أسهم أنيموكا، التي بلغت ذروتها في كانون الثاني (يناير) 2022 عند 4.60 دولار أسترالي للسهم في السوق الثانوية للشركات الخاصة، أما “برايميري ماركتس”، عند 1.40 دولار أسترالي.
كما أدى تراجع الأموال عن هامش المضاربة في قطاع التكنولوجيا إلى تركيز الانتباه على عدد الأشخاص الذين كانوا يشاركون بالفعل في العملات المشفرة. قالت شركة ساند بوكس، التي تعد أفضل فرصة لـ “أنيموكا ” لتحقيق نجاح كبير، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إن لديها 30 ألف مستخدم يوميا. عادة ما تحسب أفضل الألعاب السائدة مستخدميها يوميا بالملايين.
يقول سيباستيان بورجيت، الرئيس التنفيذي لشركة ساند بوكس، إن الشركة استمرت في النمو على الرغم من تراجع العملات المشفرة. يقول: “لا يعتمد نشاط الميتافيرس على دورة أسواق العملات المشفرة”.
يقول سانديب نايلوال، المؤسس المشارك لمنصة بلوكتشين بوليجون، إن صناعته لا تزال “صغيرة للغاية، وضئيلة”، ولا سيما بالنسبة إلى التقييمات التي تم تأمينها عامي 2021 و2022. يقول: “إن التقييمات بعيدة المنال (…) مضخمة بعشرات المرات”.
في أيلول (سبتمبر)، أعلن سيو جولة تمويل بقيمة 110 ملايين دولار عكست حقائق جديدة. فقد قام المستثمرون بقيادة صندوق الثروة السيادية السنغافوري تيماسيك بتقديم سند قرض قابل للتحول بدلا من الأسهم المباشرة.
يقول عن انهيار العملة المشفرة العام الماضي: “لقد أصيب الجميع برعب شديد”. السند قرض مدته ثلاثة أعوام بنسبة 10 في المائة، وفقا لما قاله سيو. “إنه ليس رخيصا، لكنه ليس غاليا بشكل جنوني”.
الاقتراب من الخطر
لكن حماس سيو للعملات المشفرة ونهجه الاستثماري الحر كان أيضا مصدرا للمشكلات لـ “أنيموكا” على مر الأعوام.
ففي آذار (مارس) 2020، أنهت البورصة الأسترالية للأوراق المالية إدراج أنيموكا. في ذلك الوقت، استشهدت الشركة برسالة من البورصة تشكو من إخفاقات الحوكمة، وعقود التمويل الجديدة، ومشاركتها المكثفة في العملات المشفرة.
لكن الرسالة، التي اطلعت عليها “فاينانشيال تايمز”، قالت إن كشوف شركة أنيموكا واستثماراتها في العملات المشفرة انتهكت ما لا يقل عن 17 من قواعد الإدراج في بورصة الأوراق المالية الأسترالية. واتهمت البورصة الشركة “بالتجاهل المتعمد” للوائحها، وأعربت عن “مخاوف جدية من أن (أنيموكا) ليس لديها أنظمة وضوابط مناسبة لإدارة التزاماتها المتعلقة بالإبلاغ والإفصاح”.
يقول سيو إن بورصة الأوراق المالية الأسترالية “لم تحب العملات المشفرة” وأنه “عندما قررت ملاحقتنا، عاقبتنا فحسب”. ويضيف أن الرد التفصيلي على انتقاداته قوبل برد سريع. لم تستجب البورصة لطلب التعليق.
على الرغم من شطبها من الأسواق المالية، لا يزال لدى أمونيكا الآلاف من المساهمين وهي ملزمة بتقديم حسابات عامة في أستراليا. واستمرت آخر مجموعة لها من الأرقام حتى نهاية 2019 ولم تقدمها إلا في العام الماضي فقط، بعد فترة وجيزة من إدانتها وتغريمها 50 ألف دولار أسترالي من قبل لجنة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية لفشلها في القيام بذلك سابقا.
فشلت أنيموكا في الرد على شكوى لجنة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية. ويدعو سيو الرقابة بأنها “فوضوية”. يقول إن إشعار لجنة الأوراق المالية والاستثمارات الأسترالية لم يتم أخذه من عنوان الخدمة بسبب قيود السفر المتعلقة بكوفيد. تلقت الشركة تمديدا حتى نهاية آذار (مارس) لتقديم حساباتها لعام 2020 وتقول إنها ستقدم أرقامها لعامي 2021 و2022 “هذا العام”.
إن التأخيرات في التسجيل تنبع جزئيا من المشاحنات مع مدققي حساباتها، والخلافات التي يلقي سيو باللوم عليها في الأسئلة الجديدة حول محاسبة الأصول المشفرة. الشكاوى من مدققي “أنيموكا” السابقين، وهم “جرانت ثورنتون”، بدت أكثر واقعية، وفقا لرسالة في آذار (مارس) 2020 اطلعت عليها “فاينانشيال تايمز”، أثارها عدم “تقديم معلومات عالية الجودة في الوقت المناسب” من قبل شركة أنيموكا فيما يتعلق بحسابات 2019.
قامت شركة المحاسبة، التي دققت حسابات شركة أنيموكا منذ إدراجها في الأسواق المالية، برسم صورة للتعاملات غير الموثقة وغير الشفافة، بما في ذلك مع الأطراف ذات الصلة، وقالت إن “هناك القليل من الأدلة الموثقة والمتاحة إن وجدت لدعم الاستثمارات التي قامت بها” أنيموكا.
أضافت: “لقد أشارت إجراءات التدقيق التي قمنا بها حتى الآن إلى مخاطر كبيرة لتجاوز إدارة الضوابط، واحتمال حدوث معاملات غير معلنة مع أطراف ذات صلة والتزامات غير معلنة للنفقات”.
قالت “أنيموكا” إنها قدمت النقاط على نحو يرضي “جرانت ثورنتون” وأن جائحة كوفيد تسبب في مشكلات وتأخيرات في عمليات التدقيق في عديد من الشركات. لكنها بدلت “دي إف كيه” كولينز بـ”جرانت ثورنتون”، وهي شركة محاسبة أسترالية أصغر، في نهاية 2021. يقول سيو: “لقد عانت شركة جرانت ثورنتون مع أعمالنا (…) لم يفهموها حق الفهم”.
يقر بأنه لم يكن لدى أنيموكا جميع الوثائق، التي يريدها المدققون، لكنه يقول إن ذلك كان متوقعا، نظرا لطبيعة وحجم الاستثمارات التي كانت تقوم بها.
يقول: “ليس الأمر كما لو أننا نمر بثلاثة أشهر من التحقق الواجب لاستثمار نصف مليون دولار”، مجادلا بأنه من الطبيعي عدم وجود تقرير تقييم رسمي بشأن هذه الصفقات. لا أعتقد أننا لو كنا في أمريكا، ونتعامل مع مدقق تكنولوجي، كنا سنواجه هذه المشكلات”.
لكن الموظفين السابقين، والأشخاص الذين أداروا شركات محفظة أنيموكا، وغيرهم ممن لديهم معرفة بالشركة قدموا روايات مشابهة عن الشركة ذات العمليات الداخلية الفوضوية والحوكمة الضعيفة، حيث كانت القرارات تتخذ إلى حد كبير على أساس شعور سيو الغريزي.
في السابق، كان فريق أنيموكا يتألف من شركاء قدامى لسيو، كما قالوا. فقد تم احتضان الشركة من قبل شركة آوتبليز، حيث كانت زوجة سيو رئيسة قسم الموارد البشرية. ورئيس الاستثمار المغامر هو جيمس هو، صهر سيو، الذي كان صندوقه الشخصي من بين المستثمرين المشاركين في شركة ناشئة دعمتها أنيموكا في 2021. قالت أنيموكا إن هذه الاستثمارات المشتركة كانت ممارسة صناعية شائعة.
في أيلول (سبتمبر)، عينت أنيموكا مديرا ماليا جديدا ومديرا للموارد البشرية للمجموعة ورئيسا للشؤون القانونية. يقول إيفان أويانج، الذي انضم كرئيس لمجموعة أنيموكا في 2021، إن الشركة وسعت بشكل كبير من قدرتها المالية والقانونية وأضفت الطابع الاحترافي على عملياتها.
يقول إنه عندما انضم إلى الشركة سأل سيو عما إذا كان “مستعدا ليكون حوله فريق يتحداه، فرحب بذلك”.
واثق من المستقبل
إن “أنيموكا” في خضم محاولة جمع صندوق استثماري تصل قيمته إلى مليار دولار، مع أنه من غير الواضح ما إذا كان هناك طلب كاف. إذ يقول سيو إن الصندوق يمكن أن يعمل كمستثمر لاحق في الاتفاقيات التي دعمتها الشركة بالفعل.
في تشرين الثاني (نوفمبر)، بعد انهيار بورصة إف تي إكس، نشر سيو تفاصيل مالية جديدة لطمأنة المساهمين بأن شركته قوية. وقال إن “أنيموكا” لديها 214 مليون دولار نقدا وأصولا رقمية بقيمة 940 مليون دولار و”احتياطيات رقمية خارج الميزانية العمومية” يبلغ مقدارها ثلاثة مليارات دولار. ويقول إنه ليس عليها مديونية، وأن “سيولتها النقدية إيجابية” وتحقق إيرادات من أنشطة عديدة.
في غضون الـ 18 إلى الـ 24 شهرا المقبلة، يدعي أن رهانات أنيموكا الخاصة بألعاب بلوكتشين سيتم إثباتها من خلال التبني الجماعي.
في الوقت نفسه، يسعى بالفعل إلى تحقيق خطوط أعمال جديدة حول حقوق الملكية الرقمية. وهناك دفعة جديدة هي الرموز غير القابلة للاستبدال التي أنشأها المعلمون. يقول: “نحاول إنشاء فئة أصول مالية من المحتوى الذي أنشأه المعلمون حتى يتمكنوا من المشاركة في تكوين رأس المال”. وفي الشهر الماضي، قادت “أنيموكا” أيضا استثمارا أوليا في خدمة موفي باس لتذاكر السينما، التي أعيد إطلاقها بعد انهيارها في 2020.
يعزو سيو افتتانه بحقوق الملكية الرقمية الحقيقية جزئيا إلى تجاربه مع شركة أبل في 2012. يقول: “لقد جعلني هذا بالتأكيد أشعر بقوة أكبر بشأن مخاطر المنصات المركزية”.
على الرغم من الفوضى في أسواق التشفير، إلا أنه غير منزعج ظاهريا. “إن الجو بارد جدا، لكنه بدرجة البرودة التي كان عليها قبل أربعة أعوام”.