الانتخابات الرئاسية الأميركية | مركز سمت للدراسات

هل يمكن لبيانات وسائل التواصل الاجتماعي توقع الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020؟ نظرة على أحدث الاتجاهات

التاريخ والوقت : الجمعة, 30 أكتوبر 2020

أندرو هاتشينسون

 

هل يمكن لبيانات وسائل التواصل الاجتماعي التنبؤ بنتيجة الانتخابات؟ إنه سؤالٌ رئيسيٌ طرحه الكثيرون، وعملوا على فك رموز بيانات المستخدم المتوفرة. لكن حتى الآن، لا توجد إجابة محددة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسياسة الأميركية الحديثة.

ويرجع جزء من ذلك، على الأرجح، إلى مكانة الرئيس الأميركي “دونالد ترمب”، والطريقة التي يُستَخدم بها وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع ناخبيه. ويبدو أن وصول “ترمب” الهائل لوسائل التواصل الاجتماعي يتسم بقدر من تحريف البيانات. فعلى سبيل المثال، أشارت الأبحاث الأكاديمية الأخيرة إلى أن مجرد ذكر وصول المستخدمين والمتواصلين عبر هذه الوسائل، هو أفضل مؤشر على أداء المرشح واحتمال فوزه.

وقد وجدت دراسة أجرتها جامعة مدينة دبلن عام 2011، أن حجم التغريدات كان “أكبر متغير تنبؤي منفرد” في نتائج الانتخابات، وهو الاكتشاف الذي أحدث صدى واسعًا وانعكسَ على دراسة أخرى أجرتها جامعة ميونيخ التقنية، إذ قالت:

“إن مجرد عدد التغريدات يعكس تفضيلات الناخبين ويقترب من استطلاعات الرأي الانتخابية التقليدية”.

وكان حجم التغريدات، الذي يعكس النقاش النسبي والشعبية، بمثابة مؤشرٍ ثابتٍ لأداء المرشح اللاحق، ومع ذلك، لم يكن هذا هو الحال في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016.

وفي تلك الحالة، خسر الرئيس “ترمب” بالفعل التصويت الشعبي العام، على الرغم من كونه المرشح الأكثر ذكرًا على المنصات الاجتماعية.

وكان الرئيس “ترمب” لا يزال قادرًا على إعلان النصر من خلال نظام الهيئة الانتخابية، لكن النتائج النهائية أظهرت أنه رغم سيطرة “ترمب” على مناقشة وسائل التواصل الاجتماعي، فإن ذلك لم يترجم إلى سلوك تصويتي.

وقد يشير هذا، كما لوحظ، إلى أن وضع “ترمب” يغير المؤشرات من حيث المقاييس التنبؤية. لذلك، فمن المؤكد أنه لا يمكننا معرفة المؤشر الرائع لنتائج الانتخابات المحتملة. ولكن، بالنسبة للسياق العام، يمكننا أن نلقي نظرة على بعض الملاحظات الخاصة بالبيانات الحالية، وكيف يتتبع المرشحان الرئاسيان للولايات المتحدة المعايير الاجتماعية الرئيسية.

أولاً، عند الإشارات، وفقًا لبيانات مستقاة من قاعدة بيانات الفيسبوك Facebook CrowdTangle، فإن “ترمب” يتغلب على “بايدن” في المشاركة الشاملة عبر الشبكة الاجتماعية على مدار الأشهر الثلاثة الماضية.

وهنا، قد تكون المشاركات أكثر أهمية، ففي حين أن المشاركة المباشرة تعدُّ مؤشرًا جيداً على الشعبية وصدى الرسائل، فإن المشاركات هي الأساس لنشر الرسائل، وتشير إلى أن الأشخاص يتطلعون إلى نقل الرسائل إلى أشخاص آخرين في شبكاتهم الخاصة.

ويعدُّ الوصول هو القوة الرئيسية للشبكة الاجتماعية، كما تعدُّ المشاركات عنصرًا أساسيًا في ذلك الإطار. وكما يبدو واضحًا، فإن “ترمب” يشهد نشاطًا يرتبط بمشاركة أكثر من 5 أضعاف على المنصة.

وبالطبع، ينطلق “ترمب” أيضًا من قاعدة أكبر، إذ إن لديه 32.5 مليون متابع على “فيسبوك”، مقارنة بـ3.7 مليون لـ”بايدن”. وقد يؤدي ذلك إلى تحريف البيانات، في حين أنه ليس من الواضح أيضًا سبب مشاركة الناس لرسائل “ترمب”.

وقد تمت مشاركة العديد من تعليقات ترمب، مثل بيانه الأخير حول الاحتجاجات التي رفعت شعار “حياة السود مهمة” #BlackLivesMatter .

وقد انطوى ذلك على تحريف البيانات مرة أخرى. لكن في مقارنة مباشرة، فإنه من الواضح أن “ترمب” يقود النقاش على الشبكة الاجتماعية الأكثر تأثيرًا.

وكما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، فقد حصل “ترمب” أيضًا على ما يقرب من ضعف عدد الإعجابات والتعليقات على على “إنستجرام” Instagram  مثل “بايدن” خلال الشهر الماضي، مما يؤكد وجوده على أساس معايير الحجم الخالصة.

لكن في الوقت نفسه، اكتسب بايدن زخمًا هو الآخر. فوفقًا لشركة تحليلات وسائل التواصل الاجتماعي “سوشيال بيكار” Socialbakers، شهد حساب “بايدن” على “تويتر” Twitter نموًا كبيرًا في عام 2020:

“ففي يناير 2020، كان لدى بايدن 2657870 تفاعلاً في المجمل، أي 8.2٪ فقط من المتوسط ​​الشهري لترامب البالغ 60518463. وبعد 7 أشهر فقط، بلغ بايدن ذروته عندما وصل إلى 32283.027 تفاعلاً في المجل في أغسطس، وهي نسبة هائلة بلغت 50.34٪ من المتوسط ​​الشهري لترمب”.

وقد وجد أيضًا التحليل الأخير الذي قامت به شركة “كونفيفا” Conviva، أن “بايدن” يتفوق الآن على “ترمب” في المشاركة لكل تغريدة.

وفي حين أن “بايدن” ليس بنفس مستوى “ترمب” من حيث الإشارات العامة أو التفاعل، نجد البيانات تظهر أنه قد حقق مكاسب من الناحية النسبية التي يمكن أن تكون مؤشرًا بالنظر إلى شهرة “ترمب”.

وربَّما لا يكون ممكنًا توقع قدرة المرشح الآخر على اللحاق بـ”ترمب” من حيث الحجم، وذلك بالنظر إلى هيمنته على وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى هذا النحو، يمكن أن تكون المكاسب النسبية أفضل مؤشر للأداء.

وبعد ذلك، يمكننا إلقاء نظرة ثاقبة حول كيفية ذكر كل مرشح.

فباستخدام أدوات التحليل الخاصة بـ”تويتر” Twitter HappyGrumpy، يتبين أن المشاعر حول تغريدات “ترمب” تبدو إيجابية بنسبة 27٪ وسلبية بنسبة 38٪، مقارنةً بـ”بايدن” الذي يبلغ معدل النظرة الإيجابية تجاهه نحو 20٪ والسلبية 40٪. فرغم أن “ترمب” يحصل على ردود فعل إيجابية أكثر، فإن الفجوة بين الاثنين لا تزال قريبة إلى حد ما.

وهو ما يبدو مشابهًا إلى حدٍ ما لما توصلت إليه الباحثة “كاجال ياداف” في تحليلها للمشاعر حول المرشحين، بناءً على بيانات” تويتر”، في أغسطس الماضي.

وقد وجدت المنهجية التي اتبعتها “ياداف” عكس ذلك بالفعل، إذ يرى “بايدن” ردودًا أكثر إيجابية، مقارنة بالمراجعات السلبية. لكن بشكل عام، فإن الفجوة تعتبر قريبة إلى حد ما، ولا يوجد شيء محدد هنا، كما أنه لا يوجد فائز واضح فيما يتصل بالمشاعر العامة.

وتلاحظ “ياداف” القيود في التحليل بسبب السخرية، التي لا يتم التقاطها بشكل عام بواسطة أنظمة التحليلات الآلية، إذ تقول:

“إذا كانت الجملة تحتوي على عدد كبير من الكلمات الإيجابية، مثل: “أعظم”، و”ممتاز” في تعليق سلبي مكتوب بطريقة ساخرة، فمن المؤكد أنه سيتم تصنيفها على أنها مشاعر إيجابية؛”وهو ما يجعل الشعور عنصرًا يصعب ملاحظته.

كما أن ذلك يسلط الضوء على عاملٍ آخر يجب مراعاته، ألا وهو نمو الجمهور وتزايد حجمه، أي اكتساب المزيد من المتابعين قبل الاستطلاع؛ وهو ما قد يشير إلى شعبية نسبية لدى الناخبين.

وفيما يتعلق بالإعجابات التي تتوالى على صفحات “فيسبوك”، فإن “بايدن” قد شهد نموًا أكبر بكثير في الأشهر الثلاثة الماضية.

لذلك، ومرة أخرى، فإن المقارنة المباشرة للأرقام الإجمالية لن تقدم الكثير من التبصر، وذلك بالنظر إلى مكانة “ترمب” الشهيرة من قبل. لكن من الناحية النسبية، فإن “بايدن” يكتسب زخمًا.

وينعكس هذا الاتجاه نفسه أيضًا على “تويتر” باستخدام “مايباك ماشين”Twitter – Wayback Machine، وتظهر لقطات الشاشة ما يلي:

من حيث الحجم، ومن حيث التفاعل والجمهور، يُعتَبر “ترمب” القائد إلى حد بعيد. لكن الاتجاهات تظهر أن “بايدن” يفوز، على الجبهتين، بشكل نسبي في الفترة الأخيرة.

إذن، ماذا يعني ذلك من حيث التنبؤ العام؟ فكما لوحظ، أظهرت العديد من الدراسات السابقة أن الحجم وحده هو أفضل مؤشر، لكن حالة “ترمب” تغير ذلك، وقد تغير النتائج أيضًا.

وبوضع ذلك في الاعتبار، ونظرًا لكون المقارنة المباشرة للحجم ليست فعالة، فقد تحتاج إلى النظر إلى النمو الأخير بمعزل عن غيرها، مما يدل على أن “بايدن” يكتسب زخمًا كبيرًا في تفاعل “تويتر” ومتابعيه، وكذلك “فيسبوك”. لكن “ترمب” لا يزال يسيطر على الفضاء، ووجوده الضخم الراسخ على وسائل التواصل الاجتماعي يمنحه قدرة كبيرة على نشر رسائله.

لكن ما هو أفضل مؤشر للنجاح؟! الإجابة عن هذا السؤال: هي أنه لن نتمكن من معرفة ذلك حتى أوائل الشهر المقبل، لكن اتجاهات البيانات هذه قد توفر بعض الأفكار الجديدة حول القدرة التنبؤية لوسائل التواصل الاجتماعي لنتائج الانتخابات.

 

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: سوشيال ميديا توداي

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر