سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
اتفق مارتن وولف كاتب عمود في «فاينانشال تايمز» مع كاتب الورقة البحثية الأخيرة المجهول على أن الصين تتصرف بشكل متزايد كقوة عظمى صاعدة، لكنه انتقد حديث المؤلف عن الأهداف العديدة التي لا يمكن تحقيقها بسبب أداء الصين الاقتصادي الكبير و إمكاناتها الضخمة. كما أشاد السيناتور الجمهوري دان سوليفان عن ولاية ألاسكا بالورقة خلال خطاب غير عادي في قاعة مجلس الشيوخ.
تنبع مصداقية سوليفان من تاريخه كمحارب مخضرم في البحرية، ونائب عام سابق في ألاسكا، ومسؤول سابق في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية.
جادل سوليفان بأن ورقة «ذا لونجر تيليجرام» البحثية، رغم أنها ليست مثالية، إلا أنها بالتأكيد أحد أفضل الاستراتيجيات التي قرأها حتى الآن حول كيفية مواجهة الولايات المتحدة لهذا التحدي الكبير، والمتمثل في الصين، خلال عقود.
وتتحدث العناصر الثلاثة لاستراتيجية للولايات المتحدة التي ذكرها الكاتب ونشرها المجلس الأطلسي عن الحاجة الملحة لفهم السياسة الداخلية الصينية والديناميكيات السياسية بشكل أفضل لتحقيق النجاح. وحقيقة أن الولايات المتحدة المتراجعة لن تكون قادرة على التحكم في قوة الصين الصاعدة، إضافة إلى التركيز على تنشيط وإعادة صوغ تحالفات جديدة، ليس من باب الشعور بالحنين إلى الماضي، ولكن لأنه لن تنجح أي سياسة من دون تحفيز الشركاء بطرق إبداعية جديدة.
دعونا نناقش هذه الأولويات. أولاً، الفكرة الأكثر إبداعاً وإثارة للجدل التي قدمتها وثيقة «ذا لونجر تيليجرام» هي تركيزها على زعيم الصين وسلوكه. حيث تجادل بأن الاستراتيجية يجب أن تركز على الزعيم الصيني شي جين بينج ودائرته الضيقة والسياق السياسي الصيني الذي يحكمون فيه. وسيتطلب التحكم بطريقة اتخاذهم للقرار فهم نموذجهم السياسي والاستراتيجي والعمل على تغييره.
واتفق أكثر نقاد الورقة ضراوة على نقطة التركيز على الزعيم الصيني، وجادل بعضهم بأن المؤلف بالغ في تقدير دور «شي»، واختلف آخرون مع فكرة أن الصين ستصبح شريكاً أكثر تعاوناً في ظل قيادة أكثر اعتدالاً إذا تم استبدال «شي» بمرور الوقت.
وحذر آخرون من أن الصين ستعتبر أي سياسة أمريكية تركز على شي محاولة تصعيدية خطيرة لتغيير النظام.
ومع ذلك، فإن هذه النقاط تفتقد إلى الفكرة الأكثر أهمية والتي لا يمكن دحضها، وهي أنه لا يمكن لأي استراتيجية أمريكية تجاه بكين أن تنجح دون فهم أفضل لكيفية تطور عملية صنع القرار في الصين.
قال كاتب الوثيقة المجهول: «كانت الحكمة الأساسية لتحليل جورج ف.كينان، صائغ السياسة الأمريكية للحرب الباردة عام 1946 تعتمد على تقييمه من خلال وثيقتيه الأساسيتين لاستراتيجية عمل الاتحاد السوفييتي الداخلية وتطوير استراتيجية مقابلة رسمت المعالم السياسية للولايات المتحدة مع الروس وفقاً للواقع السياسي المعقد، ونحن في حاجة للقيام بالاستراتيجيات نفسها لمخاطبة الصين اليوم».
سواء كنت توافق وجهة نظر المؤلف أم لا بأن الصين لم تعترف بالشقوق السياسية والهشاشة، فإن النقطة الحقيقية هي أن الولايات المتحدة يجب أن تستثمر أكثر في فهم هذه الديناميكيات، إذ أن إحدى مزايا بكين في المنافسة تتمثل في رؤيتها للانقسامات السياسية ونقاط الضعف المؤلمة في أميركا.
في ما يتعلق بالنقطة الثانية، أكد خطاب السياسة الخارجية الأول للرئيس الأمريكي جو بايدن توافقه معها، إذ يجب أن تبدأ استراتيجية الولايات المتحدة بالتعامل مع نقاط الضعف الاقتصادية والمؤسسية المحلية. وكما قال الرئيس بايدن: «سوف ننافس من موقع قوة عبر إعادة البناء بشكل أفضل في الوطن».
أخيراً، يجادل المؤلف، وكان هذا في قلب خطاب بايدن أيضاً بأن الولايات المتحدة في حاجة إلى تحفيز الحلفاء وراء نهج أكثر تماسكاً ووحدة، لكن سيكون من الصعب تحقيق ذلك في ظل أن العديد من حلفاء الولايات المتحدة يعتبرون الصين شريكاً تجارياً ورئيسياً مهماً لهم.
إن صياغة قضية مشتركة بين شركاء وحلفاء الولايات المتحدة التقليديين ستتخذ مستوى غير مسبوق من المشاركة العالمية والأخذ والرد، والأهم قبول واقع التأثير الاقتصادي الحالي للصين.
المصدر: صحيفة الخليج
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر