هل من الممكن أن يؤدي النقل الآلي إلى الاستدامة؟ | مركز سمت للدراسات

هل من الممكن أن يؤدي النقل الآلي إلى الاستدامة؟

التاريخ والوقت : الأحد, 1 أغسطس 2021

يكتسب التنقل الآلي المترابط والتعاوني زخمًا متزايدًا في جميع أنحاء أوروبا وخارجها، وقد أُكِّد ذلك ليس فقط من خلال أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة القائمة على اتفاقية باريس لعام 2015، ولكن أيضًا من خلال الصفقة الأوروبية الخضراء مؤخرًا.

إذ تُجرى تجارب النقل الآلي المترابط في جميع أنحاء العالم مع التركيز – على سبيل المثال لا الحصر – على المركبات الآلية، والمركبات الكهربائية، والتنقل كخدمة، والطائرات بدون طيار. فبدأت الشركات الكبيرة المعروفة مثل أكثر الشركات قيمة في العالم (تسلا موتورز)، إلى الشركات الناشئة الصغيرة في الأجزاء النائية من أوروبا في التنافس في هذا المجال بالمدن والشركات الخاصة، فقطع ذلك القطاع خطوات كبيرة في السنوات الخمس الماضية، ولكن هذا أدى إلى تركيز مُكثف على التكنولوجيا الفعلية، وفي الأغلب كان على حساب المستخدم.

مع تزايد أهمية البيانات في هذا المجال وتطور الذكاء الاصطناعي، ستلعب أوروبا دورًا حاسمًا في معالجة القضايا الأوسع مثل: الحوكمة، والأخلاق، والمسؤولية، ونماذج الأعمال. فنظرًا لأن تطوير الأطر والمبادئ التوجيهية للنقل والتنقل يستغرق وقتًا أطول بكثير، فقد أصدر الاتحاد الأوروبي المبادئ التوجيهية ذات الصلة بشأن الذكاء الاصطناعي والأخلاقيات في عام 2020. وحتى الآن، كان هناك القليل من الأبحاث حول الآثار الأوسع لنشر هذه المركبات والبنية التحتية اللازمة وطول الفترة الانتقالية، لا سيَّما من حيث التأثير البشري والبيئي.

آثار واسعة النطاق

في هذا السياق، تسعى WISE-ACT إلى التحقيق بالآثار الأوسع نطاقًا للتنقل الآلي المترابط والتعاوني، بالإضافة إلى مشاركة أفضل الممارسات لتقييمها. إذ تُعتبر إجراءات WISE-ACT COST التي ترمز إلى تقييم التأثيرات والسيناريوهات الأوسع للنقل الآلي المترابط، شبكة بحث تعاونية تتألف من حوالي 200 خبير من 42 دولة، وتجمع هذه الشبكة متعددة التخصصات التي أُطلقت في أكتوبر 2017، خبراء من أوروبا وأستراليا والبرازيل وكندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة، للتركيز على سلوك السفر، ومشاركة السيارات، واستغلال وقت السفر، ومستقبل النقل العام.

ويقول رئيس الإجراء، الدكتور “نيكولاس ثوموبولوس”: “يتمثل التحدي الرئيسي للخبراء في النقل الآلي المترابط في تثقيف واضعي السياسات والشركات والمواطنين بالفرص والتحديات الناشئة. يمكن تحقيق ذلك من خلال مشاركة أفضل الممارسات التي تُسهل المشاركة في خلق مستقبلنا المشترك في المناطق الحضرية والريفية”.

ولأن هدف الإجراء هو تحديد إطار العمل ومراجعته وتطويره وتقييمه، فقد كانت الاستدامة أساسية في تطويره، حيث تُعدُّ قاعدة بيانات تجارب المركبات الذاتية التي أطلقتها WISE-ACTفي عام 2017، واحدة من أكثر قواعد البيانات شمولاً من نوعها، وذلك بهدف تسليط الضوء على الروابط بين النقل الآلي المترابط والاستدامة، فسيكون أطلس WISE-ACT، جنبًا إلى جنب مع مسرد WISE-ACT، الناتجين الرئيسيين في ختام هذا الإجراء.

وقد استضافت WISE-ACT مسابقة Idea Jam في عام 2019 التي كانت فرصة فريدة لا تتكرر كثيرًا لـ40 مشاركًا من 16 دولة للانضمام إلى مجتمع دولي من الخبراء والعمل على مواجهة تحديات النقل الآلي المترابط، فقد قدم الفريق الفائز حله لتسهيل تعايش راكبي الدراجات مع المركبات ذاتية القيادة في باريس، المدينة التي تُروج بشدة للسفر النشط، وأيضًا أتاحت WISE-ACT للباحثين المهنيين الأوائل فرصة المشاركة في تجارب المركبات الذاتية مباشرة من خلال استضافة مدارس التدريب التي نظمها معهد “التخنيون” وجامعة “آلتو” بالتعاون مع المعهد الأوروبي والتكنولوجيا الحضرية للتنقل.

تشمل الأنشطة الأخرى المستندة إلى مساهمات كبيرة من المشاركين بالإجراء في جميع أنحاء العالم، استطلاع WISE-ACT ومجموعات التركيز، التي أطلقت قبل جائحة كوفيد-19 وأُنهيت خلال عمليات الإغلاق العالمية. فقد استفادت هذه الأنشطة استفادة كبيرة من التعاون مع خبراء من مركز الأبحاث المشترك للمفوضية الأوروبية في إيطاليا، مما أدى إلى تقديم WISE-ACTالعديد من الأسئلة المستخدمة في استطلاع “يوروباروميتر” ذي الصلة والذي نُشر في عام 2020.

وفي يونيو الماضي استضافت روتردام مؤتمر Urbanism Next Europe، الذي استكشف التأثيرات متعددة المستويات للتكنولوجيات الناشئة ووفرت منصة لتبادل الأفكار حول أفضل الممارسات من أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية والجنوبية، وعقدت WISE-ACT جلسة حول كيفية التعايش مع الاستدامة وآلية الطرق في النقل الحضري في المستقبل، فكان البروفيسور “بيرت فان وي”، والبروفيسور “نيك ريد ولفرام كلار”، والدكتور “وولفغانغ باكهاوس” من بين الخبراء الذين تحدثوا عن المآزق الأخلاقية والتخطيط المستمر للمدينة المحيطة بالنقل الآلي المترابط.

أثبت إجراء WISE-ACT أنه على الرغم من التحديات يمكن استخدام التكنولوجيا لتحقيق أهداف سياسية أوسع مثل الاستدامة مع الحفاظ على الشمولية.

أمَّا الدكتور “تيبور بيتروف”، منسق العلوم والاتصالات في الإجراء، فقال: “أبرزت أنشطتنا أهمية توفير الفرص للمهندسين وخبراء تكنولوجيا المعلومات للتعاون مع خبراء في العلوم الاجتماعية والإنسانية، على الرغم من التحديات. ولقد كانت ندوات WISE-ACT عبر الإنترنت تجربة مجزية خاصةً للباحثين المهنيين في وقت مبكر وأولئك الموجودين في البلدان المستهدفة الشمولية، حيث لا تزال هذه الصوامع مهيمنة”.

 

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: أوراسيا ريفيو

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر