هل ستغزونا العملات المشفرة؟ | مركز سمت للدراسات

هل ستغزونا العملات المشفرة؟

التاريخ والوقت : الأحد, 28 نوفمبر 2021

وضاح الطه

 

يوم السبت 20 نوفمبر 2021، عند العاشرة والنصف صباحاً بلغ عدد العملات المشفرة 8278 عملة وبلغت القيمة السوقية لسوق العملات المشفرة 2.64 ترليون دولار ( 42% منها تمثل القيم السوقية للبتكوين ) وبلغت التداولات خلال 24 ساعة 103 مليار دولار(26% منها تمثل قيم تداول البتكوين).

وهذه المليارات من الدولارات التي تتقاذفها منصات التداول الرقمية من ملايين المتداولين يومياً والذين فاق عددهم الـ 220 مليون متداول حول العالم و74% منهم تتراوح أعمارهم بين 25 و44 عاماً، هؤلاء جميعاً لا يكترثون كيف نشأت تلك العملات وهل هي قانونية أم لا وهل هي أصل من الأصول أم لا وماهي الاحتياطيات التي تسند قيمها ولا الشخص أو الجهة التي أصدرتها؟

وغيرها العديد من الأسئلة، فالكل مهتم بالسعر والجميع يحلم بطفرات سعرية (كما حصلت في فترات سابقة) تحول المتداولين الحالمين إلى فئة إصحاب الملايين، فقصص النجاح كثيرة وقصص الإخفاق أكثر، ويبدو أن الأحلام تنسينا المخاطر!

ويبدو لي أن نظرية القطيع ( Herd Theory) تحكم سلوك المتداولين عموماً، وأعداداً كبيرة منهم طلبة وموظفين ومتقاعدين.. و كلما زادت الأزمات يحتاج الإنسان إلى فسحة أمل وربما يحتاج إلى حلم ينتشله من الواقع الذي يعيشه أو طموح يسعى إليه والخشية من تحول الحلم إلى كابوس.

فأعداد المتداولين تتزايد حول العالم وكلما زاد عدد القطيع (المصطلح مشتق من اسم النظرية) كلما زادت قوة الجذب أكثر وتوجهت أعداد كبيرة نحو أحلام تحقيق الأرباح الخيالية.

وسبق للبشرية أن مرت بحالة “هوس” في القرن السابع عشر بين 1635 – 1637 في ما يسمى “جنون التيولب” أو “الهوس الخزامي” حيث تعاظمت قيمة أبصال ورد التيولب إلى أسعار جنونية، في عام 1635 وسجلت صفقة بيع 40 بصلة من أبصال التيولب بـ 100,000 فلورينة (عملة هولندية) عندما كان دخل الفرد السنوي 126 فلورينة!

المقارنة هنا في السلوك البشري فقط وكيف أننا بنو البشر قادرين و بـ “كفاءة” أن نبرر سلوكنا و نقنع به غيرنا حتى لو كان خطأ.

وعلى الرغم من أنني –كباحث- لا اؤمن بتلك العملات ولكن في نفس الوقت يجب أن أتعامل معها على أنها واقع، والأهم في عالم الاستثمار ان ندرك حجم المخاطر التي قد نقدم عليها وعدم الاندفاع وراء استثمار واحد، فالتنويع يقلل المخاطر، وقاعدة ذهبية لا تبلى.

 

المصدر: صحيفة الرؤية

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر