هل حوار “جريجوري” مع “بايدن” يقوض اتحاد المطارنة الكاثوليك بالولايات المتحدة؟ | مركز سمت للدراسات

هل حوار “جريجوري” مع “بايدن” يقوض اتحاد المطارنة الكاثوليك بالولايات المتحدة؟

التاريخ والوقت : الأحد, 29 نوفمبر 2020

إد كوندون

 

أعلن رئيس الأساقفة “ويلتون جريجوري” في مقابلة، أنه لن ينكر انتقال السلطة إلى “جو بايدن”، والتزم بالعمل مع إدارة الرئيس المنتخب. لكن تعهد الكاردينال قد يضعه في موقف متوتر مع أعمال مؤتمر أساقفة الولايات المتحدة الذي يسعى لتوجيه حديث بصوت موحد إلى البيت الأبيض.

لقد أعلن رئيس الأساقفة “جوزيه جوميز”، الأسبوع الماضي، من لوس أنجلوس عن تشكيل لجنة خاصة، مكلفة بتنسيق استجابة أساقفة الولايات المتحدة لإدارة “بايدن” القادمة والعمل معها.

واعترافًا “بالتحديات” الفريدة التي قدمها رئيس كاثوليكي وتعهد بالعديد من السياسات المعارضة لتعاليم الكنيسة، وضع المؤتمر برئاسة “جوميز” لضمان اتباع نهج جماعي وتوافق في الآراء بشأن القضايا الوطنية للكنيسة.

لكن “جريجوري” اقترح، أخيرًا، أنه يعتزم إجراء حوار مباشر مع “بايدن” بشأن القضايا المثارة بدون الرجوع إلى اتحاد المطارنة الكاثوليك بالولايات المتحدة، مما أثار التساؤل: من سيتحدث باسم أساقفة الولايات المتحدة في البيت الأبيض؟ ومن الذي سيختار الرئيس “بايدن” التعامل معه؟

في مقابلة معه، قال “جريجوري” إنه يأمل في “اكتشاف المجالات التي يمكن أن يتعاون فيها، هو وبايدن، والتي تعكس التعاليم الاجتماعية للكنيسة، مع العلم جيدًا أن هناك بعض المجالات التي لن تحظى بالاتفاق عليها”، وهو ما تعتزم اللجنة التي شكلها رئيس الأساقفة “جوميز” القيام به.

فـ”جريجوري” ليس عضوًا في لجنة أساقفة الولايات المتحدة، لكن رئيس أساقفة واشنطن الكاردينال لا يزال لاعبًا، بصفته كاردينالاً في مسقط رأسه، قد يتلقى جمهورًا أكثر استعدادًا من رئيس أساقفة لوس أنجلوس؛ خاصة إذا تعهد علنًا بإحداث توازن في المحادثات بين دعم الكنيسة لمجالات الاتفاق مع “بايدن”، مثل الإصلاح الشامل للهجرة، ومواقف المعارضة، مثل جرائم قتل الأطفال الذين لم يولدوا بعد والتي تمثل عملاً لا أخلاقيًا. وبالنظر إلى ما قاله “جريجوري” يبدو أن هدفه المعلن والمتمثل في عدم “تسليط الضوء” على هذه القضايا الخلافية يتعارض مع الموقف الرسمي لأساقفة الولايات المتحدة بأن إنهاء الإجهاض القانوني هو الاهتمام الاجتماعي “البارز” للكاثوليك، مما يؤكد التوتر المحتمل بين اتصال “جريجوري” الشخصي مع الرئيس القادم، وبخاصة فيما يتعلق بجهود المؤتمر الذي يستهدف تمثيل موقف الأساقفة والكنيسة على المستوى الوطني.

وكما أشار “جوميز” الأسبوع الماضي، فإن الرئيس الكاثوليكي الملتزم بمعارضة تعاليم الكنيسة في مجموعة من القضايا على المسرح الوطني يمثل “موقفًا صعبًا ومعقدًا. ولهذا السبب، جاء تشكيل المؤتمر للجنته من أجل ضمان التماسك في استجابة الأساقفة. ولهذا، قد لا يرضى الكثيرون بفكرة الكاردينال “جريجوري” الذي سيصبح قريبًا المُحاوِر نيابة عنهم مع “بايدن” الذي سيصبح الرئيس قريبًا.

كما أن “جريجوري”، الذي سيصبح كاردينالًا، سيكون أسقف أبرشية بايدن بمجرد انتقال الرئيس المنتخب إلى ممارسة مهام منصبه في بنسلفانيا. وبصفته رئيس أساقفة واشنطن، فهو “القس” المحلي المسؤول عن جلوس كاثوليكي مثل “بايدن”، ومخاطبة مواقف الرئيس المنتخب المختلفة ضد تعاليم الكنيسة.

لكن، بالطبع، كرئيس، فإن “بايدن” سيكون أكثر من مجرد كاثوليكي محلي، وستكون أفعاله وسياساته مصدرًا لقلق وطني للأساقفة الكاثوليك. إذ قد يرى البعض تصريح “جريجوري” العلني على أنه تحايل على جهود العمل معًا في التعامل مع “بايدن” وإدارته.

وبينما يتمتع “جريجوري” بكل الحق في “الحوار” مع فرد كاثوليكي في أبرشيته حول وضعه الفردي، إلا أنه من غير الواضح أن رئيس أساقفة واشنطن مخول بحكم منصبه بالتفاوض مع رئيس البلاد نيابة عن الكنيسة في جميع أنحاء البلاد.

ولا يعدُّ هذا التوتر شيئًا جديدًا. فقد واجه مكتب الولايات المتحدة الأميركية لمكافحة الإرهاب في الماضي توترات مماثلة مع رؤساء أساقفة واشنطن بشأن البيت الأبيض. كما تسبب هذه التوترات في حدوث ارتباك. لكن نظرًا لأن “بايدن” كاثوليكي، كما أن هذه القضايا لا تتعلق فقط بالسياسة، بل تتصل بصنع القرار الرعوي، فإن القضية قد تصبح أكثر تعقيدًا بالنسبة لإدارة “بايدن”.

وفي حين أن “جريجوري” هو الأسقف المحلي لـ”بايدن” ولديه اهتمام شخصي بالوضع الشخصي للرئيس المنتخب، فإن مؤتمر الأساقفة هو المسؤول عن التعبير عن الرأي العام في التسلسل الهرمي حول مواقف “بايدن” للإجهاض وقانون المساواة والتفويضات الخاصة بالسياسة.

لقد قال رئيس المؤتمر، رئيس الأساقفة “خوسيه جوميز”، لأساقفة الولايات المتحدة في 17 نوفمبر: “إن تشكل هذه السياسات يمثل تهديدًا خطيرًا للصالح العام، إذا دعمها أي شخص سياسي. لقد عارضنا هذه السياسات بشدة منذ فترة طويلة، وسنواصل القيام بذلك”.

لكن عندما يدعمهم السياسيون الذين يعتنقون المذهب الكاثوليكي، ستكون ثمة مشاكل إضافية. ومن بين أمور أخرى، فإن ذلك يخلق ارتباكًا بين المؤمنين بما تُعَلِّمُهُ الكنيسة بالفعل بشأن مثل هذه الأسئلة. لكن “جريجوري” كان ذا لهجة مختلفة بشكل ملحوظ  حينما قال إنه لم يكن هناك لبس بين “الكاثوليك المطلعين” حول تعليم الكنيسة في قضايا الحياة.

وبحسب “جريجوري”، فإنها “ليست مسألة ارتباك”، بل إنها تتصل بالمسؤولية التي تقع على عاتقه بصفته رئيس الأساقفة بأن يشارك في الحوار مع الرئيس الأميركي، حتى في تلك المجالات التي من الواضح أنها تشهد بعض الاختلافات.

ومن المرجح أن العديد من الأساقفة زملاء “جريجوري” يشيرون إلى أن الارتباك بين “الكاثوليك المطلعين” مثل “بايدن”، لا يتعلق بما تعلمه الكنيسة، لكن يتصل بما إذا كان الأمر مهمًا عندما يعارضون ذلك علنًا وبصورة مستمرة، وكيفية استجابة الأساقفة عندما يستخدم الكاثوليكيون الآليات الخاصة بالحكومة لتهديد المؤسسات والقيم الكاثوليكية والصالح العام.

وفي ذروة الحرب الباردة، سأل “هنري كيسنجر” بوضوح: “بمن أتصل إذا كنت أريد التحدث إلى أوروبا؟” وذلك بغرض تسليط الضوء على الارتباك الناتج عن عدم وجود صوت مشترك وموحد فيما بينهم.

إنه من الناحية النظرية، إذا كان البيت الأبيض يريد “التحدث إلى الكنيسة الكاثوليكية” فيمكنه ذلك. ويمكن القول إنه ينبغي أيضًا، الاتصال بـ”جوميز”، وهو رئيس الأساقفة المنتخب. ولكن إذا كان “بايدن” لا يحب ما يسمعه، فيمكنه أن يتصل بـ”جريجوري” أيضًا.

 

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: وكالة الأنباء الكاثوليكية

 

 

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر