استحوذت شركة تكنولوجيا الاتصالات الصينية العملاقة، هواوي، على عناوين الأخبار بعدما ألقت السلطات الكندية القبض على ابنة مؤسس الشركة بناء على طلب ترحيل من الولايات المتحدة .
لكن الشركة التي تصنع منتجات تكنولوجية متنوعة، بدءا من أجهزة متعلقة بشبكات الاتصالات إلى هواتف محمولة، تحظى بأهمية لأسباب أخرى.
فقد منعت بعض الحكومات الغربية شركات الاتصالات لديها من استخدام أجهزة هواوي بسبب مخاوف أمنية . فهل هواوي تشكل خطرا حقيقيا؟
كيف بدأت شركة هواوي؟
بدأت الشركة في تصنيع أجهزة متعلقة بشبكات الهواتف المحمولة وحققت نموا سريعا في هذا المجال لتتفوق على نظيرتيها نوكيا واريكسون ما جعلها إحدي الشركات الرائدة عالميا.
ومؤخرا، دخلت هواوي مجال صناعة الهواتف الذكية، واستحوذت على 15 بالمئة من السوق العالمية، لتحتل المرتبة الثانية بعد سامسونغ وتتفوق على أبل.
وكان مؤسس هواوي، رين تشنغ فَي، ضابطا في جيش تحرير الشعب الصيني. وأسس الشركة في عام 1987، ويبلغ عدد العاملين فيها 180 ألف موظف.
هل تشكل هواوي تهديدا أمنيا؟
تشير الولايات المتحدة إلى الخلفية العسكرية لمؤسس هواوي وتنامى دور الشركة عالميا للترويج لفكرة أنها تمثل تهديدا للأمن القومي.
وبحسب واشنطن فإن السيطرة على التكنولوجيا التى تتحكم فى شبكات الاتصالات الحيوية تمنح هواوي القدرة على التجسس أو قطع الاتصالات فى حال أى نزاع مستقبلي خصوصا أن معظم الأجهزة أصبحت مرتبطة بالانترنت، الأمر الذى يجعل الدول التى تستخدم أجهزة هواوي تتابع هذه المخاطر بحرص.
وأشارت الولايات المتحدة أيضا إلى قانون المعلومات الوطني الصيني الذى تم إقراره عام 2017 والذى ينص على أن الهيئات والشركات يجب أن تدعم وتتعاون مع عمل أجهزة الاستخبارات الوطنية .
ونتيجة لذلك، منعت كل من الولايات وأستراليا ونيوزيلندا الشركات المحلية لديها من استخدام هواوي في توفير تكنولوجيا الجيل الخامس لشبكات المحمول .
كيف ترد هواوي على هذه الاتهامات؟
تحرص هواوي على تقديم نفسها على أنها مستقلة عن الحكومة الصينية. وتقول الشركة إنها تمنح أولوية للسلامة والأمن عند تقديم خدمات تكنولوجية وهذا المناخ من العداء لها يعود إلى أنها أصبحت منافسا قويا .
وكانت الحكومة الصينية قد قالت إن التحركات لإيقاف نشاط الشركة يرقى إلى مستوى الحمائية والممارسات التميزية بحقها .
وتأتى هذه الإجراءات الجديدة بحق هواوي في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الصين والولايات المتحدة، حيث يتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكين بممارسات تجارية غير عادلة.
وتؤكد إيميلي تايلور، الباحثة بمركز شاتام هاوس للأبحاث فى لندن، إن هناك حربا تدور في الخفاء .
وأضافت لبي بي سي: “اعتقد أن البحث عن مزايا تجارية تمنح الأفضلية لشركات التكنولوجيا التابعة لأمريكا والصين تلعب دورا في هذه التحركات”.