هل الاختبارات السريعة أسوأ في الكشف عن “أوميكرون”؟.. وهل هي مهمة؟ | مركز سمت للدراسات

هل الاختبارات السريعة أسوأ في الكشف عن “أوميكرون”؟.. وهل هي مهمة؟

التاريخ والوقت : الإثنين, 14 فبراير 2022

كاثرين أوفورد

بعد سبعة أسابيع من إعلان منظمة الصحة العالمية أن “أوميكرون” هو أحد أنواع متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (SARS-CoV-2) المثير للقلق، أدى هذا الشكل الجديد من الفيروس إلى اندفاعات هائلة في أعداد الحالات حول العالم.

وتوقعت منظمة الصحة العالمية يوم الثلاثاء (11 يناير)، أن ينتشر هذا النوع بمعدلاته الحالية، وسوف يصيب أكثر من نصف سكان أوروبا وآسيا الوسطى خلال الأسابيع الستة إلى الثمانية المقبلة؛ وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ويمثل “أوميكرون” الآن أكثر من 95% من مئات الآلاف من الحالات الجديدة التي يتم الإبلاغ عنها يوميًا في الولايات المتحدة.

وبينما يتسابق العلماء لفهم هذا المتغير الجديد وكيف يمكن للطفرات في جينومه أن تساهم في قابليته للانتقال وتسببه في المرض، نشأت أسئلة بخصوص الاختبارات التي أصبحت تلعب دورًا حاسمًا في تحديد العدوى.

تكشف اختبارات المستضد السريع، التي تسمى أيضًا اختبارات التدفق الأفقي، البروتينات الفيروسية من متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (SARS-CoV-2) في المخاط من أنف الشخص أو حلقه. وهي سريعة وسهلة التنفيذ، وقد تم استخدام الاختبارات على نطاق واسع، ليس فقط لمراقبة معدلات الإصابة على مستوى السكان، ولكن لمساعدة الأشخاص على اتخاذ قرارات بشأن ما إذا كانوا يريدون السفر في وسائل النقل العام، أو الذهاب إلى العمل، أو التجمع مع الأصدقاء والعائلة، أو إرسال طفل إلى المدرسة. وتقديرًا لقيمتها، التزمت إدارة الرئيس الأميركي “جو بايدن” بشحن ما يصل إلى مليار مجموعة اختبار منزلية مجانية للأسر في جميع أنحاء البلاد، وأعلنت أنه سيُطلب من شركات التأمين الخاصة تعويض الأشخاص مقابل الاختبارات.

ومع ذلك، فقد دفعت التقارير في الأسبوعين الماضيين إلى إجراء محادثة بين العلماء وخبراء الصحة العامة حول ما إذا كانت الأنواع المتاحة حاليًا من هذه الاختبارات فعالة تمامًا في الكشف عن حالات “أوميكرون” كما كانت في اكتشاف المتحوّرات السابقة، وبالتالي هل ينبغي أن يكون هناك أي تعديلات على كيفية استخدامها أو تفسيرها.

ذكرت دراسة صغيرة أجراها باحثون في الولايات المتحدة هذا الشهر، على سبيل المثال، أن اثنين من اختبارات المستضدات السريعة المستخدمة على نطاق واسع (آبوت بيناكس ناو، كويدل كويكفو) بدت متأخرة لعدة أيام في اكتشاف حالات “أوميكرون”، مع استمرار ظهور العديد من الأشخاص المصابين من بين هؤلاء الذين كانت نتائج اختباراتهم سلبية. وعلى الرغم من أن اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) الأكثر دقة، ولكن الأبطأ لعينات اللعاب، أظهرت نتائج إيجابية؛ نقل بعض المشاركين في الدراسة الفيروس عن غير قصد إلى أشخاص آخرين كانت نتائج اختباراتهم سلبية في اختبارات المستضدات السريعة. بالكتابة في ورقتهم البحثية، التي تم نشرها كطبعة أولية على موقع medRxiv في الخامس من يناير، وتمت تغطيتها على نطاق واسع في وسائل الإعلام، تكهن كاتبو الدراسة أن الاختبارات السريعة من المحتمل أن تكون أقل فعالية في الكشف عن “أوميكرون” مما كانت عليه بالنسبة للمتحوّرات الأخرى.

قارنت دراسة سابقة، نشرها باحثون في سويسرا كطبعة أولية، أداء سبعة اختبارات مستضد سريع لمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (SARS-CoV-2) على الفيروس المستزرع، بدلًا من العينات المقدمة من الناس. فخلص الباحثون إلى أن التشخيص قد يكون بطبيعته أقل حساسية لـ”أوميكرون”. وقامت إدارة الغذاء والدواء الأميركية لاحقًا بتضمين الفكرة في أحد تحديثات “أوميكرون” الخاصة بها، مشيرة في أواخر ديسمبر إلى أن “البيانات المبكرة تشير إلى أن اختبارات المستضد تكتشف متحور أوميكرون ولكنها ربما تكون قد قللت من الحساسية”.

مجموعات أخرى توصلت إلى استنتاجات مختلفة قليلاً. إذ قرر أحد الفرق الذي نشر النتائج باعتباره طبعة أولية من موقع medRxiv يوم الاثنين (10 يناير)، أنه في حين أن الاختبارات السريعة التي كان اختبارها أقل حساسية من اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل عند اكتشاف “أوميكرون”، فقد حددوا 95% من الأشخاص الذين يعانون من مستويات عالية من الفيروس، وأكثر عند التفكير فقط في الأشخاص الذين يعانون من الأعراض.

تتوافق النتائج التي تتعلق تحديدًا بـ”ـآبوت بيناكس ناو”، مع ما تم الإبلاغ عنه لاختبارات المتحوّرات الأخرى، وتشير إلى أنه “لا يبدو أن هناك أي عجز في الأداء مع أوميكرون”، وفقًا لما قاله المؤلف المشارك في الدراسة “جوزيف ديريسي” من جامعة كاليفورنيا وسان فرانسيسكو وتشان زوكربيرج بيوهوب لصحيفة نيويورك تايمز.

أعلنت العديد من المنظمات الوطنية الآن عن خططها الخاصة للتحقيق. في يوم الأحد (التاسع من يناير)، مثلًا، قال وزير الصحة الألماني “كارل لاوترباخ” لقناة البث المحلية “إي آر دي” أن إحدى الوكالات الصحية الحكومية تجري تقييمًا لأداء الاختبارات المختلفة، وستوصي بتلك التي تكتشف بدقة عدوى “أوميكرون”. وقال وفقًا لرويترز: “لا نعرف بالضبط مدى نجاح هذه الاختبارات مع أوميكرون”، مشددًا على أن اختبار “كوفيد-19” لا يزال مهمًا.

وخلصت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة مبدئيًا إلى أن أجهزة التدفق الجانبي المستخدمة حاليًا من قبل الخدمة الصحية الوطنية، تظهر حساسية مماثلة لـ”أوميكرون” بالنسبة للمتحورات الأخرى، وتواصل أيضًا مراقبة أدائها.

في الوقت الحالي، من غير الواضح إن كانت اختبارات المستضدات السريعة أقل فعالية حقًا في اكتشاف حالات “أوميكرون”، أو ما الذي قد يتسبب في مثل هذا الاختلاف، كما يقول الباحثون الذين تحدثوا مع مجلة “العالم”. وفي حين أنه موضوع مهم للدراسة من منظور فهم “أوميكرون” فهمًا أفضل، فمن المحتمل أن تكون أي اختلافات في الدقة صغيرة ولا تمثل سببًا لمخاوف الصحة العامة بشرط أن يستمر الأشخاص في استخدام الأجهزة استخدامًا معقولاً، كما يقول “أل إدواردز”، الذي يبحث ويطور الاختبارات السريرية والميكروبيولوجية في كلية الصيدلة بجامعة ريدنج.

يقول إدواردز: “إذا كنت تستخدمها مع العلم أنها ليست مثالية”، مثل أي اختبار تشخيصي، “إذا كانت أقل كمالاً أو أكثر كمالاً، فهذه ليست مشكلة كبيرة”.

لماذا قد يكون أداء الاختبار أقل جودة لـأوميكرون؟

على الرغم من الطبيعة الأولية للبيانات، فقد قدم العلماء وخبراء الصحة العامة عددًا من الفرضيات لشرح السبب في أن بعض الاختبارات السريعة للمستضد قد تبدو أقل في جودة الأداء بالنسبة لهذا المتحور.

أحد الاحتمالات التي أبرزتها إدارة الغذاء والدواء، هو أن الأجهزة أقل حساسية لهذا الشكل المحدد من متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (SARS-CoV-2). يمكن أن يحدث هذا إذا كانت الأجسام المضادة الموجودة في الاختبار السريع أسوأ في الارتباط بمولد ضد فيروسي معين في العينة، ربَّما يكون بسبب تغيير في بنية هذا المستضد. أشارت شركة أفاشا (Avacta) في المملكة المتحدة، مؤخرًا، إلى أن الحساسية المنخفضة هي السبب في إيقافها مؤقتًا لمبيعات اختبار المستضد السريع الخاص بها، بعد أن أظهرت الفحوصات المختبرية الداخلية أن الجهاز حدَّد حالات “أوميكرون أقل مما فعلته مع المتحورات الأخرى في العينات السريرية حيث كانت مستويات الفيروس منخفضة، حسبما ذكرت “رويترز” هذا الأسبوع.

يقول “إدواردز” إنه على الرغم من أن بعض الاختبارات قد تكون أقل حساسية لمتحورات معينة لهذا السبب، فمن غير المرجح أن تكون مشكلة عامة. وأضاف: “إنه من المحتمل أن يتوقف منتج واحد عن العمل مع متحور واحد”. “ولكن معظم المنتجات ستستخدم أجسامًا مضادة مختلفة لاكتشاف الفيروس، لذلك لن تتوقع أبدًا فشل جميع اختبارات التدفق الجانبي في نفس الوقت”. لاحظ بعض الباحثين، وكذلك صانع الاختبارات “آبوت بيناكس ناو”، أنه بينما يحتوي “أوميكرون” على طفرات جينية مقارنة بسابقيه، فإن العديد من هذه الطفرات موجودة فيما يعرف باسم البروتين الشوكي لفيروس كورونا، وليس في بروتين القفيصة النووية لفيروس كورونا المستهدف من خلال العديد من اختبارات المستضدات السريعة.

السبب المنفصل الذي يجعل الاختبارات تبدو أقل حساسية لـ”أوميكرون” من المتحورات الأخرى، هو أن كمية الفيروس التي تدخل في العينة دائمًا أقل من المعتاد في هذه الحالة، وقد تحتوي عينات أقل من الأشخاص المصابين بـ”أوميكرون” على مستضد فيروسي كافٍ للوصول إلى مستوى الكشف في الجهاز.

يمكن أن يحدث هذا، على سبيل المثال، إذا كان “أوميكرون” يتكاثر في أجزاء مختلفة من الجسم من المتحورات السابقة، وبالتالي وكما تقول عالم المناعة “جيجي كويك جرونفال”، كبيرة الباحثين في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي وأستاذة مشاركة في كلية جونز هوبكنز بلومبيرغ للصحة العامة: “ربَّما لا يأخذ الناس عينات في المكان المناسب ليكونوا قادرين على اكتشاف الفيروس”. ووفقًا لهذه الفرضية، قد يكون شخص ما “قادرًا على الحصول على المزيد من الفيروسات من اللعاب أو مسحة الحلق” أكثر من مسحة الأنف.

دعمت دراستان هذه الفكرة. وفسر بعض الباحثين الدراسة الأميركية التي أُجريت هذا الشهر، والتي قارنت اختبارات المستضدات السريعة واختبارات اللعاب على أنها تشير إلى أن مسحة الحلق تكشف المزيد من الحالات، على سبيل المثال. ووجدت طبعة أولية منفصلة من الباحثين في جنوب إفريقيا، أن اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل، كانت أفضل في اكتشاف الحالات الإيجابية في مسحات الحلق مقارنة بمسحات الأنف. إلا أن “إدواردز” يحذر من أن المقارنات في مثل هذه الأنواع صعبة التنفيذ، وأنه ينتظر المزيد من البيانات قبل أن يستخلص استنتاجات حول ما إذا كان من المحتمل أن يساهم موقع المسح في اختلافات جوهرية في أداء الاختبار لـ”أوميكرون”.

لاحظت “جرونفال” أن هناك احتمالاً آخر يتعلق بقدرة “أوميكرون” الواضحة على التكاثر بشكل أسرع، على الأقل في أنسجة معينة، من المتحورات السابقة، مما يعني أن النتيجة السلبية مفيدة لوقت أقل. بعبارة أخرى: “يتحول الأشخاص من كونهم تحت عتبة الكشف للاختبار إلى كونهم إيجابيين بسرعة أكبر بكثير من دلتا”. وقد يفسر هذا بعض الدراسات التي تشير إلى “أن الناس كانوا مصابين قبل أن تكون نتائج اختبارهم إيجابية”.

ناقش العلماء الذين يدرسون بيولوجيا انتشار “أوميكرون” أيضًا ما إذا كانت التقارير المتعلقة بانخفاض فعالية الاختبار يمكن في الواقع أن تكون مرتبطة بالاختلافات الأساسية في كيفية مقارنة مدى عدوى أوميكرون بالأنواع السابقة من متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (SARS-CoV-2). ويمكن أن يرتبط المتحور الذي يكون معديًا بجرعات أقل، على سبيل المثال، بمعدل سلبي خاطئ أعلى لدى الأشخاص المصابين بالعدوى.

لا تزال الدراسات الجزيئية والفيروسية التي تبحث في انتقال “أوميكرون” في مراحلها المبكرة، ولكن عددًا من المطبوعات المسبقة المنشورة في الأسابيع القليلة الماضية تشير إلى أنه قد تكون هناك اختلافات ذات صلة في كيفية ومكان إصابة “أوميكرون” بالأنسجة البشرية. على سبيل المثال، اكتشف “رافيندرا غوبتا”، أستاذ علم الأحياء الدقيقة السريرية بجامعة كامبريدج، وزملاؤه، أن “أوميكرون” قد ابتعد على ما يبدو عن إصابة الخلايا المستهدفة من الأنواع السابقة من متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (SARS-CoV-2)، تلك التي تحتوي على كلٍّ من إنزيم محول للأنجيوتنسين 2، والبروتياز الغشائي على أسطحها. بينما لا يزال “أوميكرون” يحتاج إلى إنزيم محول للأنجيوتنسين 2، أصبح الآن أفضل بكثير في الدخول إلى الخلايا التي تحتوي على القليل من البروتياز الغشائي أو لا تحتوي على الإطلاق.

هذا التغيير، الذي أبلغ عنه الفريق في طبعة أولية قبل بضعة أسابيع، كما لاحظ “جوبتا”، أنه يمكن تفسير الملاحظات التي تميل إلى وجود “أوميكرون” بكميات أكبر في الشعب الهوائية العليا. مثل الأنف والحنجرة، وليس في عمق الرئتين، وهي حركة قد تجعل الفيروس أكثر قابلية للانتقال عن طريق زيادة الكمية التي يتم إطلاقها عندما يتحدث شخص ما أو يسعل. ويضيف أن بعض البيانات الأولية تشير أيضًا إلى أن “أوميكرون” قد زاد من تقارب الارتباط ببروتين إنزيم محول للأنجيوتنسين 2 (على الرغم من أن هذه النتيجة غير متسقة عبر المجموعات البحثية)، وهو شيء يمكن أن يمنح عدوى أعلى، وقد يعني أن هناك حاجة إلى كمية أقل من الفيروس لإصابة شخص آخر.

درس عالم الفيروسات الجزيئية “جو غروف” من مجلس البحوث الطبية بجامعة غلاسكو ومركز أبحاث الفيروسات، وزملاؤه، أيضًا كيف تختلف عدوى “أوميكرون” عن المتحورات السابقة على المستوى الخلوي. لقد أبلغوا في طبعة أولية حديثة أن الاعتماد المنخفض على البروتياز الغشائي يبدو أنه مرتبط بتبديل في آلية دخول الخلية: بينما استخدمت النسخ السابقة من متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (SARS-CoV-2) البروتياز الغشائي للاندماج مع غشاء الخلية وحقن محتوياتها، غير أن “أوميكرون” يفضل طريقًا داخليًا مستقلًا عن البروتياز الغشائي حيث تبتلع الخلية الفيروس.

يخمِّن “غروف” أن هذا التبديل، الذي تم تضمينه من خلال عمل المجموعات الأخرى أيضًا، يمكن أن يجعل “أوميكرون” أكثر استقرارًا، وبالتالي من المحتمل أن يكون أكثر قابلية للانتقال مقارنة بالمتحورات السابقة، وبالنسبة للفيروسات بشكل عام. وكذلك أضاف: “يتطلب اندماج سطح الخلية عادةً أن يكون للفيروس استجابة سريعة، لذلك يؤدي إلى الاندماج بسهولة أكبر”. “هذا أمر جيد لدخول الخلية، ولكنه ليس جيدًا للاستقرار”، على الرغم من أنه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان هذا الاتجاه العام يؤثر في انتشار متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم.

عندما يتعلق الأمر بشرح الاختلافات المحتملة في اختبار “أوميكرون”، لا يزال يتعين على الباحثين إثارة هذه الفرضيات وغيرها بعيدًا عن بعضها البعض، وعن العوامل المربكة التي تعقد مقارنات “أوميكرون” مع المتحورات السابقة؛ مثل حقيقة أنه: بينما انتشرت المتحورات السابقة من خلال المجموعات المعرضة للإصابة إلى حد كبير، فإن العديد من الأشخاص المصابين الآن بـ”أوميكرون” قد تم تطعيمهم بالفعل و/ أو إصابتهم بمتحور سابق.

قالت “جرونفال”: “الأفكار وفيرة، والفرضيات المحتملة كثيرة، لكن الحقيقة هي أننا بحاجة إلى إجراء هذه الدراسات حتى نتمكن من معرفة الحل”.

هل يجب على الناس تغيير سلوكهم؟

حتى بدون تفسير واضح لما يجري في اختبار “أوميكرون”، استجابت بعض البلدان للدراسات الحديثة من خلال التوصية بتغييرات في طريقة استخدام الأشخاص لاختبارات المستضدات السريعة.

فعلى سبيل المثال، وحسبما ذكرت “رويترز” هذا الأسبوع، نصحت بعض وزارات الصحة الناس بأخذ مسحة من الأنف والحنجرة. وناقش العديد من الباحثين في الولايات المتحدة نفس طريقة تعزيز فرصة الاختبار في التقاط ما يكفي من الفيروسات لاكتشافها. (كانت بعض البلدان، مثل المملكة المتحدة، قد وافقت بالفعل على أجهزة مصممة للعمل مع عينات الحلق والأنف).

يقول الباحثون الذين تحدثوا إلى مجلة “العالم” إن هناك نقصًا في الأدلة على أن هذه الممارسة مفيدة. قالت جرونفال: “أعتقد أن العناوين الرئيسية قد تجاوزت بالفعل ما نعرفه، فيما يتعلق بالحلق”، مضيفة أن استخدام هذا النهج في الاختبارات المصممة للعمل فقط مع مسحات الأنف ليس طريقة معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية. في حين قالت: “إذا لم ينجح (اختبار مستضد سريع)” مع مسحة من الحلق والأنف، فستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لإظهار ما إذا كان هناك فرق في اختبار الأداء.

وقد نصحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية بعدم ممارسة هذه الطريقة، في تغريدة الأسبوع الماضي: “اختبارات المستضدات المنزلية المتاحة اليوم مسموح بها فقط باستخدام مسحات الأنف. ليس لدينا أي بيانات حتى الآن تشير إلى أن مسحات الحلق هي طريقة دقيقة أو مناسبة للاختبارات في المنزل”.

يردد هذه النقطة “إدواردز”، الذي تعاون مع باحثين آخرين في الجهود المبذولة لجعل الإرشادات المتعلقة بالتشخيصات المنزلية واضحة قدر الإمكان، مشيرًا إلى أنه من الصعب بالفعل ضمان اتباع الأشخاص للإرشادات الموجودة على هذه الأجهزة. كما يقول إن تغيير طبيعة الاختبار أو تعليماته “يقوض نوعًا ما فهم أي شخص لكيفية عمل الاختبار”، مضيفًا أن العلماء غالبًا ما يكافحون لتقييم فعالية التشخيص في تقليل انتقال المرض إلى البشر”.

تقول “جرونفال”: إن إحدى الطرق السهلة التي يمكن للأشخاص من خلالها تحسين استخدامهم للأطقم المنزلية، لا سيَّما في سياق تقليل المخاطر في حدث جماعي أو تجمع، هي استخدام الأجهزة في أقرب وقت ممكن من الحدث الذي يحتاجون إليه. تضيف أن هذه كانت دائمًا ممارسة جيدة، ولكن “إذا اتضح أن سبب عدم حساسية الاختبارات هو أن أوميكرون يتكاثر بشكل أسرع وينقل الأشخاص من سلبي إلى إيجابي بسرعة أكبر”؛ ومن ثَمَّ، يصبح من المهم بشكل خاص عدم استخدام الاختبار في وقت مبكر جدًا.

قبل كل شيء، يجب أن يتذكر الناس أنه لا يوجد اختبار مثالي، كما يؤكد الباحثون الذين تحدثوا مع مجلة “العالم”؛ النتيجة السلبية ليست ضمانًا أبدًا أن الشخص ليس مصابًا بمتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (SARS-CoV-2)، أو أنه غير قادر على نقل العدوى للآخرين. كما أضاف “إدواردز”، تختلف حالات “كوفيد-19” اختلافًا كبيرًا بين الأفراد، إذ يوجد أشخاص مختلفون وينشرون كميات مختلفة من الفيروسات في أوقات مختلفة بعد الإصابة. وعلى الرغم من بعض الاقتراحات التي تشير إلى عكس ذلك، فإن “اختبارات التدفق الجانبي ليست اختبارًا جيدًا للعدوى”، وعلى المستوى الفردي: “لا يوجد اختبار تفاعل البوليمراز المتسلسل أو غير ذلك، يمكن أن يثبت أنك لست معديًا”.

تقول “جرونفال” إنها تنصح الناس “بالتفكير في الوقت الذي يُحتمل أن تتعرض فيه – إذا كنت تعاني من أعراض ولكن لم تكن نتيجة الاختبار إيجابية بعدُ، فمن المحتمل أن تكون مصابًا وتحتاج إلى إعادة الاختبار في غضون يومين”. وتضيف أن الناس يجب أن يتذكروا أيضًا أن الاختبار يجب أن يقترن بالتحصين والتدابير الصحية الأخرى للمساعدة في منع انتشار “كوفيد-19”.

يوافق “إدواردز” على أن الاختبار هو مجرد جزء واحد من المعركة ضد “كوفيد-19″، قائلًا: إنه غير قلق بشأن التغييرات الصغيرة في أداء الاختبار لمتحورات مختلفة. “وإن الشيء الوحيد الذي يقلقني هو إذا كان الناس قادرين على الاعتقاد بأن (اختبارات المستضدات السريعة) مثالية عندما لا يكونون كذلك، أو إذا اعتقد الناس أنهم ليسوا مثاليين فلا ينبغي إزعاجهم”. “الطرفان المبالغان ضاران جدًا – أحدهما هو قول (حسنًا)، لقد أجريت الاختبار، وأنا أعلم أنني سلبي، ويمكنني أن أفعل ما أريد”، والآخر هو قول (حسنًا)، أنا لن أهتم بهذه الاختبارات لأنها غير دقيقة”.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: the-scientist

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر