سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تيريزا شاو
على الرغم من أن العامين الماضيين كانا مرهقين جدًا، فإن جائحة “كوفيد-19” جعلتنا أكثر استرخاءً من نواحٍ أخرى، إذ كان يحضر بعض التنفيذيين الاجتماعات وهم يرتدون سراويل البوكسر الخاصة بهم، ومن ثم بدأت ملابس خاصة بالعمل من المنزل في الظهور في متاجر الملابس في عام 2020. بالإضافة إلى ذلك، امتلأت حسابات “إنستغرام” بالكثير من (الميمات) التي تسخر من العمل من المنزل – الشرب يوميًا، والشعر المتسخ – والتعلم عن بُعد مع الآباء باستخدام بلاط الحمام كالسبورة البيضاء.
لكن هذا التقليل الجديد للمعايير قد يكون مشكلة عندما يتعلق الأمر بالوضعية، حيث لم يأخذ الأشخاص المعدات المكتبية المعتادة التي يعتمدون عليها معهم إلى المنزل في بداية الإغلاق، كما حلت الشراشف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة محل الكراسي المريحة وأجهزة الكمبيوتر المكتبية لأسابيع، ثم لشهور، والآن لسنوات، ويُعتبر العمل من جهاز كمبيوتر محمول من أسوأ الأمور بالنسبة للظهر، وقد يكون العمل من على الأريكة هو الأسوأ.
من مشاكل الظهر إلى تطوير تطبيق
منذ ثلاث سنوات، عانيت من خلع جزئي في القرص المنفتق، وهذا لا يُعتبر طبيعيًا بالنسبة للمراهق. في الواقع، من النادر جدًا – في دراسة عن انتشار خلع جزئي – أن يتم استبعاد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا لأن الباحثين لم يروهم كمجموعة ذات دلالة إحصائية، وأثناء انتظاري في طابور للحصول على الرعاية تحدثت إلى مرضى آخرين شرحوا لي مقدار مشكلتي التي قد تكون ناجمة عن سوء الوضعية.
علمتنا أفلام مثل “ماي فير ليدي” وحتى “بريتي وومان” أن هناك وضعية واحدة صحيحة، حيث تعتبر هذه الفكرة طبقية أن شخصًا ما يجب أن يكون على علم بأن هناك طريقة واحدة صحيحة للجلوس أو الوقوف. في الواقع، لا يوجد وضع واحد يناسب الجميع يعمل على تحسين الصحة، بل كل شخص لديه الوضعية الصحيحة الخاصة به.
بسبب تجربتي، قمت بإنشاء تطبيق يسمى “سباين شيك” يمكن للمستخدمين التقاط صورة لظهورهم ومعرفة إن كان وضعيتهم هي الأمثل أم لا. وبالطبع لا يُعتبر هذا التطبيق بديلاً عن المشورة الطبية، لكنه كتنبيه لجعل الناس يرون أن كيفية جلوسهم ووقوفهم قد لا تكون على مستوى متوازن بالنسبة لأجسادهم الخاصة.
يبدو أن موازنة كتاب على رأس المرء على غرار “إليزا دوليتل” تافهًا إلى جانب جائحة عالمية، لكن الوضعية ليس مصدر قلق تافه، إذ إن حوالي 18% من سكان بلد ما يصابون بآلام أسفل الظهر في حياتهم وتساهم الوضعية دون المستوى السليم في حدوثه، لأنه السبب الأول للإعاقة في جميع أنحاء العالم، وتُعتبر الطريقة التي تؤثر بها آلام الظهر المزمنة على نوعية الحياة تهديدًا حقيقيًا.
في الواقع، قد تضخم هذا التهديد بفعل الظروف التي فرضتها الأزمة الصحية العالمية، وبين تحويل جميع الأنشطة إلى مساحات منزلنا، والتحديات التي تواجه مزاجنا (هناك رابط لا يمكن إنكاره بين الوضعية والمزاج – حيث يتغير أحدهما والآخر يتبعه)، وتدهور معاييرنا السلوكية، لم يكن الناس متناغمين مع نفس التفاصيل التي كانوا عليها من قبل. كما أننا بعيدون جدًا عن ممارسة عملنا لدرجة أن بعض العمال قد يضطرون إلى “إعادة تعلم” اللباقة عندما تُفتح المكاتب مجددًا. علاوة على ذلك، قد يستفيد الكثير من العمل الافتراضي أو المدرسة الافتراضية، ولكن بغض النظر عن تقدير المرء لمكتب المنزل أو المدرسة، يجب أن نعترف بأننا لا نتصرف بنفس الطريقة عندما نعمل أو ندرس خارج المكتب أو الفصل الدراسي؛ فإنه يتغلب علينا التراخي.
هل أنت جالس مستقيمًا؟
لم يدرس أحد هذا على وجه التحديد، لكنني سأغامر بأن الوضع قد تدهور من حيث السكان أثناء الوباء؛ إنها مجرد مسألة منطقية. بينما ينهار العالم، من المحتمل أن الناس لا يجلسون ويقفون بشكل مستقيم. في إطار استخدام الأقنعة والاختبارات وورق التواليت، لم تكن الوضعية سمة تجعل الشخص أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة وكانت الدعوة إلى الركود والاسترخاء أفضل من أن تفوت.
قد يكون من المثير للقلق التنبؤ بالأمراض العرضية، كالقلق والاكتئاب والسمنة واضطراب النوم وغيرها، لكن جائحة “كوفيد-19” تسببت في سلسلة من المشاكل الصحية، ومن غير الواضح كيف نبقى بعيدين عن حالة الذعر الدائمة.
لكن الذعر يحث على الوقاية، والوقاية سياسة جيدة، أما بالنسبة لآلام الظهر – وهي حالة مزمنة يمكن الوقاية منها – فهي تكلفنا الكثير من المال كل عام، كما أنه يُعتبر ثاني أكبر سبب للعبء الصحي في الصين، ويتراوح تكلفته بين 67.5 و94.1 مليار دولار على مستوى العالم، إنه أيضًا السبب الرئيسي للأداء الوظيفي للمرضى، الذين لا ينجزون سوى القليل أو لا شيء، سواء كانوا في المكتب أم لا. بالإضافة إلى ذلك، إنه سادس أكبر استنزاف لاقتصاد الصحة في الولايات المتحدة، ويتسبب في خسائر تقدر بمليارات الجنيهات الإسترلينية.
العمل من المنزل والتعلم عن بُعد
لم ينتهِ العمل من المنزل ولا التعلم عن بُعد، وبداية من سبتمبر 2021، كان 45% من الموظفين بدوام كامل في الولايات المتحدة يعملون من المنزل، والآن، يريد 61% منهم الاستمرار في العمل من المنزل. علاوة على ذلك، ستتيح مدينة فلينت بولاية ميشيغان الفرصة لطلابها للدراسة عن بُعد في المستقبل القريب. حتى بدون مخاطر الوباء، أصبحت بعض المناطق التعليمية تعتمد على التعلم عن بُعد بسبب القيود المدرسية، وهذا يعني أننا سنستمر على الأرجح في إهمال أنفسنا بالطريقة التي نجلس بها ونقف.
في الصين، 45% من الشركات تقدم خدمات العمل من المنزل، ويفضل حوالي 57% من الموظفين النموذج الهجين المكون من ثلاثة أيام عمل في المكتب واثنين في المنزل. بالإضافة إلى ذلك، سُمح للطلاب في مدينة “شيان” بالعودة إلى المدرسة بأنفسهم في يناير بعد إغلاق آخر. كما تستعد المدارس في جميع أنحاء الصين لاحتمال العودة إلى التعلم عن بُعد، إن لم يكن لـ”كوفيد-19″، فلسبب آخر. كما يأتي الإعداد في الوقت الذي أدرك فيه معظم الآباء في الصين أن التحول الأولي إلى المدرسة البعيدة تم تنفيذه بسرعة، مما يعني أن التعليم عبر البوابات الافتراضية كان أقل من مثالي.
يمكن للموظفين في المنزل والطلاب الذين يعملون عن بعد شراء أجهزة كمبيوتر ومكاتب وكراسٍ أفضل إذا كان بإمكانهم تحمل تكاليفها. لكن لن يساعد أيٌّ من ذلك إذا لم يعرفوا أي وضع يناسبهم بشكل أفضل؛ فقط إدراك أن الوضعية الخطأ خطر كبير على الصحة على المدى الطويل.
حتى العودة إلى مكان العمل أو المدرسة لا تضمن أن الناس سيجلسون في وضع مستقيم، كما يقول بعض الخبراء الطبيين إن الوضعية وآلام الظهر غير مرتبط بعضها ببعض، ولكن تجربتي تقول لي خلاف ذلك.
لا أعتقد أن الآراء المختلفة حول الوضعية وآلام الظهر يجب أن تكون كافية لإقناع الناس بعدم أخذ وضعيتهم على محمل الجد في عالم ما بعد الجائحة، حيث كان ألمي شديدًا لدرجة أنني غالبًا ما كنت أشعر بالألم وعانيت لعدة أشهر. كما يجب على الناس أن ينتبهوا إلى وضعهم أكثر عندما نخرج من هذا الوقت العصيب، ولا يوجد سبب للمخاطرة بالشعور بالسوء في يوم من الأيام في المستقبل، على حين من المفترض أن نشعر بتحسن.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: fairobserver
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر