موجة كوفيد المدمرة في الهند تهز صناعة الشحن العالمية | مركز سمت للدراسات

موجة كوفيد المدمرة في الهند تهز صناعة الشحن العالمية

التاريخ والوقت : الأحد, 16 مايو 2021

هاري ديمبسي وبنجامين باركين

 

الموجة الضخمة من إصابات كوفيد – 19 في الهند ضربت صناعة الشحن العالمية، التي تعتمد على البلاد من أجل تزويدها بالبحارة، في الوقت الذي أخذت فيه الطواقم تصاب بالمرض والموانئ تمنع دخول السفن.

إخطارات من السلطات البحرية تبين أن الموانئ، بما في ذلك سنغافورة وميناء الفجيرة في الإمارات، منعت السفن من تغيير أفراد الطاقم الذين سافروا أخيرا من الهند. وحظرت شركة زهوشان في الصين دخول السفن أو الطواقم الذين زاروا الهند أو بنجلادش في الأشهر الثلاثة الماضية، وفقا لشركة ويلهامسن شب مانيجمنت Wilhelmsen Ship Management، وهي شركة مزودة للطواقم.

قال مسؤولون تنفيذيون في الصناعة أيضا إن نتائج اختبارات كوفيد – 19 لأفراد الطواقم القادمين من الهند كانت إيجابية على متن السفن، على الرغم من الحجر الصحي ونتائج الاختبار السلبية قبل الصعود.

قال راجيش أوني، الرئيس التنفيذي لمجموعة سينرجي مارين ـ مقرها سنغافورة ـ التي توفر طواقم السفن: “في وقت سابق كانت لدينا سفن فيها شخص أو شخصان مصابان. اليوم، لدينا سيناريو حيث سفن بأكملها تصاب بسرعة كبيرة (…) ما يعني أن السفن نفسها معطلة”.

أبلغت الهند عن أكثر من 410 آلاف إصابة بكوفيد – 19 خلال يوم واحد الأسبوع الماضي، ونحو أربعة آلاف وفاة. أدى الارتفاع المفاجئ في عدد الحالات إلى تحطيم الأرقام القياسية العالمية وإغراق الأنظمة الصحية.

قالت هيئة الموانئ في جنوب إفريقيا إن سفينة وصلت إلى ديربان قادمة من الهند الأسبوع الماضي تم وضعها في الحجر الصحي بعد أن ثبتت إصابة 14 فلبينيا من أفراد الطاقم بكوفيد – 19. توفي كبير مهندسي السفينة بنوبة قلبية.

إلى جانب الفلبين والصين، الهند هي أحد أكبر مصادر الطواقم البحرية في العالم. نحو 240 ألف بحار من أصل 1.6 مليون بحار تقريبا على مستوى العالم ينتمون إلى الهند، وفقا لغرفة الشحن الدولية، وهي هيئة للصناعة.

وسعت سنغافورة، وهي مركز ملاحي كبير، حظرها ليشمل طواقم من دول من بينها باكستان وبنجلادش.
حذر مسؤولون تنفيذيون من أن القيود يمكن أن ترسل موجات ارتدادية عبر صناعة الشحن المرهقة، التي تنقل 80 في المائة من التجارة العالمية، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.

قال مارك أونيل، رئيس إنتر مانيجر InterManager، التي تمثل صناعة إدارة الطواقم، إن انسداد قناة السويس في آذار (مارس) “لن يكون شيئا مقارنة بتعطيل سلسلة التوريد الناجم عن عدم القدرة على تغيير الأطقم”.

في الصيف الماضي تقطعت السبل بنحو 400 ألف بحار ظلوا عالقين في البحر بعد انتهاء مدة عقدهم بسبب الوباء. وفي حين انخفض هذا الرقم، إلا أن المخاوف تتزايد بسبب الارتفاع العالمي في حالات الإصابة بفيروس كورونا منذ آذار (مارس).

قال نيلز بروس، رئيس الموارد البشرية البحرية في شركة مايرسك، أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم: “إذا استمرت قيود السفر على ما هي عليه، فقد نواجه مرة أخرى وضعا مشابها لأزمة تغيير الطواقم العالمية التي رأيناها في عام 2020”.

قال كارل شو، الرئيس التنفيذي لشركة ويلهامسن، التي تحصل على 15 في المائة من عمالها البالغ عددهم عشرة آلاف عامل تقريبا من الهند: “الموقف يسير من سيئ إلى أسوأ عندما يتعلق الأمر بتغيير الطواقم. وهذا تعبير مخفف”.

أوقفت الشركة المملوكة للنرويج تغيير الطواقم في الهند منذ 24 نيسان (أبريل) حتى نهاية أيار (مايو) على الأقل. أضاف شو أن نتائج اختبار كوفيد – 19 للبحارة الهنود لم تأت في الوقت المناسب ليتمكنوا من المغادرة بحسب جداولهم لأن “النظام الصحي بأكمله انهار بشكل أساسي في الهند”.

قالت شركة برنهارد شولت شب مانيجمنت، وهي مجموعة ألمانية لإدارة الطواقم، إنها تعمل مؤقتا على استخدام بحارة من دول أخرى ليحلوا محل الهنود الذين ينزلون، أو من المقرر أن يصعدوا على متن السفن.
قال مسؤولون تنفيذيون في مجال النقل البحري إن البحارة بحاجة إلى الحصول على الأولوية في حملة التطعيم العالمي، في الوقت الذي تفرض فيه البلدان متطلبات التطعيم للدخول. لكنهم أصيبوا بالإحباط بسبب بطء وتيرة الجهود لتأمين الجرعات من خلال المنظمة البحرية الدولية، وهي هيئة الأمم المتحدة المسؤولة عن الشحن.

قال أونيل: “نحن ببساطة نشعر بقلق كبير من البيروقراطية ولعبة تبادل قذف الكرة السياسية حول موضوع التطعيمات”.

قال عبدالغني سيرانج، الأمين العام للاتحاد الوطني للبحارة في الهند، إنه يشعر أن السلطات لم تفعل ما يكفي لتطعيم البحارة الهنود: “لقد خذلناهم”.

 

المصدر: صحيفة الاقتصادية – خدمة فايننشال تايمز

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر