سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تيم إدلر
تتجاوز المهارات الأساسية اللازمة لكي تصبح مديرًا تقنيًا أن تكون مبدعًا في برامج مثل “جافا سكريبت” JavaScript أو “سكرم ماستر” Scrum Master.
فالمهارات الناعمة مثل كونك مديرًا مشجعًا، وتقوم بشرح الحلول اللازمة للأعمال التجارية الأوسع؛ كل ذلك له نفس الأهمية. وهو ما يؤكده “آندي سكيبر” Andy Skipper، المدرب في برامج التكنولوجيا الرائدة، فيما يتصل بالنصائح اللازمة للارتقاء بالحياة المهنية لمستوى أفضل. ذلك أنه من البديهيات في مجال الأعمال أنه كلما كنت أفضل في شيء ما، وجدت نفسك أسرع في أن تصبح مديرًا. فالإدارة مهارة وفن بقدر ما تنطوي على براعة في برامج مثل “جافا سكريبت”. لكن العديد من كبار المتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات، الذين اعتادوا التحدث إلى فرقهم الخاصة، يجدون أنفسهم في مأزقٍ حينما يضطرون إلى التحدث إلى زملائهم خارج مجال التكنولوجيا، إنهم يتحدثون لغة مختلفة حرفيًا.
لقد تأسست منظمة “قادة التكنولوجيا CTO Craft في عام 2017، وهي عبارة عن مجتمع للتطوير المهني للرؤساء التنفيذيين ونواب الرئيس والرؤساء الفنيين، بما في ذلك مجموعات الأحداث والتوجيه.
وقد جاءت فكرة تأسيس هذه المنظمة من خلال تجربة مؤسسها “آندي سكيبر” خلال مشاركاته الخاصة في حل المشاكل للشركات التي كانت لديها تجربة سيئة بعد ترقية أحد الزملاء لمنصب مدير قطاع تكنوجيا المعلومات داخليًا. ذلك أن أول الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية إنما هم أشخاص من نفس مستواك بالمؤسسة وليسوا أولئك المطورين التابعين لك وظيفيًا. فالنمط الشائع هو الشخص التقني الجيد جدًا، وهو المطور أيضًا، يكون قد تمت ترقيته إلى كبير مسؤولي التكنولوجيا دون أي توجيه أو دعم. كما أنه من المتوقع حدوث تداعيات عندما يسير كل ذلك الأمر بشكل خاطئ، سواء كان ذلك على مستوى العلاقات السيئة، أو الإنفاق الزائد على المشروع.
لقد رأى “سكيبر” فرصة لمنع هذا الموقف من التصاعد من خلال الدخول مبكرًا ودعم كبير المسؤولين التنفيذيين المحتملين لتطوير مجموعة مهاراتهم الخاصة. أمَّا اليوم فقد نمت مجموعة قادة التكنولوجيا من حوالي 150 شخصًا في لندن يشاركون خبراتهم مع مجموعة عالمية تتكون من 9 آلاف من قادة التكنولوجيا يدعمون بعضهم البعض، سواء كان ذلك من خلال التدريب الفردي أو دائرة التوجيه.
المبرمجون المتميزون ليسوا بالضرورة مديرين عظماء، إلا أنها مجموعة مختلفة تمامًا من المهارات. فالشركات الناشئة الصغيرة على وجه الخصوص لن يكون لديها إطار عمل متطور للتقدم الوظيفي أو حتى قسم للموارد البشرية. فمعظم الناس لا يتخذون قرارًا واعيًا بشأن ما إذا كانوا يريدون أن يصبحوا في منصب رئيس قطاع التكنولوجيا. فالأشخاص التقنيون البارعون، وذوو التفكير العلمي، ينتهي بهم الأمر إلى تحمل مسؤوليات إدارية غير مناسبة. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أنهم لا يستطيعون أن يتطوروا إلى مدير تقني، وهنا يأتي دور التدريب والتواصل بين الأقران. ويتشابه الكثير من هذه الأعمال مع علاج الأزواج حيث يتعين التحدث عن انهيار العلاقة بين كبير مسؤولي التكنولوجيا والمؤسس. ومع ذلك، فإذا كنت محظوظًا وكنت في المؤسسة المناسبة، فإنك سوف تصل إلى النقطة التي يمكنك من خلالها اتخاذ قرار بشأن ما إذا كنت تريد السير في طريق الإدارة أو مسار المساهمة الفردية.
كيف يبدو رئيس قطاع التكنولوجيا المثالي؟
يعتمد ذلك على المرحلة التي تمر بها الشركة. فهناك فجوة كبيرة بين أن تكون رئيس قسم التكنولوجيا في شركة ناشئة مكونة من شخصين مع فكرة سابقة للتسويق، وبين أن تكون رئيسًا لقسم التكنولوجيا في شركة برمجيات قوامها ألف وخمسمئة شخص. إذ يتعلق الأمر بدورة حياة الشركة. ومع ذلك، فإن هذا الاتجاه يبدو بعيدًا عن الخبرة الفنية تجاه ما يسمى بالمهارات اللينة.
إذا كنت في ذلك النمط المناسب من المؤسسات، فإن ثمة نقطة طبيعية يمكنك عندها أن تقرر أن تصبح مديرًا بدلاً من أن تكون مساهمًا فرديًا. فالطريق لأن تصبح مديرًا فنيًا تقنيًا يبدو واضحًا إلى حد ما من الانضمام كمطور مبتدئ، ثم خبير، وربَّما حتى مدير قطاع أو مسؤول عن فريق.
لكن الجزء الصعب يأتي عندما يتم تكليفك بمسؤوليات إدارية وقيادية، دون الحاجة إلى الدعم. ففي تلك الحالات، يعتقد أن يتعلق الأمر بالتثقيف الذاتي. فإذا كنت تعمل في شركة لديها تدريب ودعم للأقران، فإن ذلك يبدو أسهل بكثير. أمَّا بالنسبة لأولئك الذين ليس لديهم هذا الوضع، فإن ذلك هو المكان الذي تأتي فيه التنظيمات المعنية بقادة التكنولوجيا، حيث تكون هناك إمكانية للحصول على تقدير الزملاء لمعرفة ما يفعله الآخرون في تلك المواقف.
أمَّا فيما يخص التعليم الذاتي، فما الذي يمكن القيام به لتولي دور إداري كبير المسؤولين التقنيين؟
أسهل طريقة للقيام بدور إداري وقيادي هو أن تصبح مديرًا تقنيا قبل أن تصبح رئيسًا للتكنولوجيا. وبافتراض أن لديك هذا الدور كمدير هندسي في شركتك، فإن ثمة مجموعة كاملة من الكتب الرائعة حول الإدارة الهندسية، مثل: القواعد الواقعية The Pragmatic Programmer الذي يقدمه “ديفيد توماس” David Thomas، و”أندريو هانت” Andrew Hunt. كما أن ثمة طريقة أخرى جيدة تتمثل في التسريع Accelerate، وتوضح كيف يمكن قياس أداء تسليم البرامج. ومن الكتب الجيدة للإدارة التقنية العامة هناك كتاب “طريق المدير” The Manager’s Path الذي يقدمه “كاميل فورنييه”، في حين أن الكتاب الذي يحمل عنوان “المشاكل الوظيفية الخمسة للفريق” لـ”باتريك لينسيوني” يتحدث جيدًا عن السلامة النفسية والعلاقات الداخلية داخل الفريق، فقد أوصى بدراسة التفكير في الأنظمة ومنهجيات تطوير البرامج المختلفة.
في أي وقت من حياتك المهنية يجب أن تتخصص في برامج الـ“ديف أوبس” DevOps أو الأمن السيبراني على سبيل المثال؟
سوف يعرف بعض الأشخاص ما ينجذبون إليه بشكل طبيعي. وبالتأكيد، كان بعض الذين عملوا في هذا المجال مناسبين جدًا لهذه النماذج أو يرغبون في الدخول في مضمار الأمن السيبراني. لذا، يعتقد أنه من المتعين أن يتركز الهدف الأساس على محاولة التعرف على أكبر عدد ممكن من الأجزاء المختلفة من عالم التكنولوجيا. ومع ذلك، إذا كنت تشعر بالانجذاب الطبيعي للبرمجة الوظيفية على سبيل المثال، يتعين عليك الحصول على وظيفة تتعلق بالبرمجة الوظيفية في نماذج “سكالا” Scala.
هل هناك أي قطاعات أو مهارات تقنية مثيرة حقًا في الوقت الحالي؟ هل يساعد التخصص في تسريع حياتك المهنية؟
في المقام الأول، يمكن استقراء ذلك من أنواع الأدوار التي يصعب شغلها. فهناك أشياء مثل عناصر تطوير الواجهة الأمامية، كما أن هناك الكثير من الشركات التي تبحث عن أطر عمل للواجهة الأمامية للأشخاص.
من الواضح أن ثمة بعض القدرة على حل المشكلات والتفكير النقدي بما ينطوي على فوائد كثيرة، إذ إن كل ما يتعلق بالبيانات وتحليلها يكون على درجة عالية من الفائدة، مثل: التفكير النظامي، وتطوير الوعي بكيفية تناسب الأعمال مع الإطار الأوسع، كل ذلك أمور مفيدة جدًا.
عندما تتطور في حياتك المهنية كقائد تقني، ما هو الدور الذي يمكن أن تؤديه المهارات الناعمة؟ هل أصبحت أكثر أهمية؟
ربَّما تم إهمال المهارات الناعمة في الماضي، إذ لم يكن ينبغي لأحد أن يحاول تولي منصب إداري أو قيادي دون أي فهم لما يعنيه التعامل مع الناس وتحفيزهم. فالتعاطف والتواصل والعمل على خلق بيئةٍ من الأمان النفسي حتى يتمكن الناس حقًا من دفع حدود ما يعملون عليه دون خوف من الانتقام، إنما هي أمور مهمة في دور الإدارة. لقد قامت شركات مثل “جوجل” Google و”تويتر” Twitter بتحليل أفضل ما يمكن عمله في فرقهم، وأجمعت إلى حدٍّ ما على أن الثقافات المنفتحة والخلاقة والإيجابية، على عكس الديكتاتوريات والثقافات البيروقراطية، تمثل الطريقة الأفضل لعمل الشركات. كما أن ثمة مهارة أخرى، تتمثل في التعرف على كيفية ترجمة الحديث التقني إلى أشخاص خارج النطاق التقني. ففي الواقع، فإن أول الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية إنما هم أشخاص من نفس المستوى مثلك في جميع أنحاء المنظمة، وليسوا هؤلاء المطورين من المستويات الأدنى منك. ويتمثل جزء من المسؤولية في القدرة على ترجمة الاحتياجات والخطط والحلول التي توصل إليها الفريق الهندسي إلى أقسام أخرى.
هل تغير دور كبير موظفي التكنولوجيا والمهارات المطلوبة منذ ثورة العمل من المنزل؟
قطعًا، لقد قدم العمل من المنزل مجموعة كاملة من الحواجز الجديدة. إذ لا يمكنك تكوين العلاقات الشخصية ذاتها التي اعتدت تكوينها مع أعضاء الفريق، على نفس مستوى من التكامل. وبعد ذلك فقد بات عليك أن تستخدم أدوات وطرقًا جديدة للعمل مع فريقك، بحيث يتعين عليك تدوين كل شيء. لذلك، نعم، لقد حدث تغيير كبير جدًا.
عندما يأتي الناس إليك، ما هي أكبر مشكلة يواجهونها؟ هل هي مواكبة الجانب التكنولوجي أم الشعور بالإرهاق من جانب إدارة شؤون الموظفين والمهارات الشخصية؟
من المهم القول إنه بعد الخروج من جائحة كوفيد – 19، كان هناك الكثير من الإرهاق الذي أصاب الجميع. إذ يأتي بعض الأشخاص لأنهم يريدون تقييم أنفسهم في مقابل المناهج التي يستخدمها الآخرون. وفي بعض الأحيان تبدو هناك حاجة للتدريب والتوجيه العملي. غير أنه من المؤكد أن المستوى الأخير في التطوير الوظيفي لقادة التكنولوجيا يتعين أن يكون مسؤولية مجلس الإدارة. فمن غير المألوف أن يكون هناك استخدام سلبي ومزدوج للبيانات. فإذا كنت تمثل شركةً تقنيةً ناشئةً وكنت أحد المؤسسين، فعندئذٍ بصفتك مديرًا تقنيًا سوف تكون في المقدمة على أية حال. لكن إذا كنت رائدًا في مجال التكنولوجيا، على عكس الشركات التي تدعمها التكنولوجيا، وبغض النظر عن حجم هذه الشركات، فمن المتعين أن يكون لديك شخص فني في الواجهة.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات*
المصدر: Information Age
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر