سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تيم كولبان
بعد انقطاع دام تسعة أشهر، أعادت الإدارة العامة للصحافة والنشر الوطنية الصينية فتح الباب أمام إصدار تراخيص الألعاب مرة أخرى. قد يبتهج المستثمرون بمثل هذه الأخبار، ولكن كونوا على يقين أن بكين لديها ابتسامة ترتسم على وجهها أيضًا.
لنكن واضحين: لا تشبه الإدارة العامة للصحافة والنشر الوطنية الصينية بعض الأجهزة البيروقراطية الكسولة التي تسارع إلى الأمام بسرعة منخفضة. إذ في الأوقات العادية، تقوم الهيئة التنظيمية الصينية بإصدار الموافقات والتراخيص الخاصة بالألعاب المحلية على أساس شهري. لقد وقعت الهيئة هذا الأسبوع على 45 من المؤلفات، وهي المرة الأولى التي تصدر فيها الهيئة قائمة جديدة منذ شهر يوليو الماضي. وكانت الهيئة تقوم خلال فترة الـ 32 شهرًا التي تقع بين فترة التوقف السابقة من العام 2018 والفترة الحالية بمنح التراخيص والموافقات لما يقارب 109 ألعاب في المتوسط شهريًا. ومنذ ذلك الحين، كانت بكين أكثر صراحة حول كيفية عمل صناعة المحتوى والصناعات الرقمية. ويرتبط الكثير من هذا بشعارها “الرخاء والرفاهية المشتركة” الذي يهدف إلى سد الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وتسهيل تربية الأطفال على العائلات العاملة.
خلال العام الماضي، قامت السلطات الصينية جميعًا بتأميم صناعة التعليم بعد المدرسة، كجزء من خطة الحكومة لجعل الأطفال يقضون وقتًا أقل في الفصول الدراسية وإنفاق أموال أقل من قبل الآباء على التعليم. كما فرضت الحكومة قيودًا أكثر صرامة على الأوقات المخصصة للأطفال القصر من أجل اللعب واللهو، وقللت من الإنفاق على المشتريات من داخل التطبيق. وبذلك يتم كبح جماح قوة الشركات الرائدة في مجال التجارة الإلكترونية بدءًا من (مجموعة شركات علي بابا القابضة المحدودة -Alibaba Group Holding Ltd) وصولاً إلى الشركات التي توفر خدمات مشاركة المركبات مثل شركة (دي دي جلوبال – DiDi Global Inc)، ومنصة الخدمات والتسليم (ميتوان – Meituan)، وكل ذلك تحت مسمى ضمان أمان البيانات وعدم تضرر المستهلكين من حجم ومدى انتشار الشركات التكنولوجيا العملاقة.
وبدأت الشركات بالفعل في المشاركة في شعار الرخاء والرفاهية المشتركة. إذ تعهدت شركة علي بابا، في أغسطس الماضي، بجني “الأرباح الزائدة” لمساعدة التجار، بينما أخبر الرئيس التنفيذي “دانييل زانج” المستثمرين في ديسمبر أن الشركة تطمح لأن تكون “قوة هائلة لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع”.
يمكن لبكين أن تأمل في ممارسة أكبر قدر من التأثير على الأعراف والعادات الاجتماعية، وذلك من خلال المحتوى الذي يتضمن الألعاب وخدمات الفيديو والبث المباشر.
وتشمل أحدث الإجراءات التنفيذية خضوع نجوم البث المباشر للتحقيق الضريبي، حيث تمت مطالبة أحد المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بدفع 210 ملايين دولار. بعد انتهاء فترة التوقف الأخيرة لمنح التراخيص والموافقات الخاصة بالألعاب، عاد الناشرون ببعض من المؤلفات الجديدة التي دفعت بالشعارات الشيوعية والعبارات الوطنية الطنانة. ومن المتوقع أن يذهب تعاونهم إلى أبعد من ذلك هذه المرة.
تعهدت شركة (تينسنت القابضة المحدودة – Tencent Holdings Ltd) التي تُعد واحدة من أكبر شركات الألعاب في العالم ما لم تكن الأكبر على الإطلاق، في الشهر الماضي، بأن تكون شركة ذات نهج وطني تعمل لصالح المجتمع، كما أعلنت نهاية حقبة النمو المتهور للشركة. إذ قال رئيس الشركة السيد “مارتن لاو” للمستثمرين أن “الشركة لديها ثقافة مؤسسية طويلة المدى تركز على قيمة المستخدم والمسؤولية الاجتماعية والابتكارات التكنولوجية والامتثال لمتطلبات المجتمع، وهي العناصر الرئيسية للنمو المستدام والصحي”.
قررت الإدارة العامة للصحافة والنشر الوطنية الصينية، بعد معاقبة الناشرين بشكل مناسب وإعلان القواعد الخاصة بوقت اللعبة والإنفاق بشكل أكثر وضوحًا، فتح الطريق مرة أخرى أمام منح تصاريح وموافقات الألعاب.
مع غياب شركة تينسنت وأقرب منافس لها شركة نت إيز من قائمة هذا الشهر، فإنها تعرف أيضًا مجريات اللعبة. وعلى الرغم من مرحلة التوقف الممتدة، فإن اللعبة الجديدة التي أصدرتها شركة تينسنت وهي Chong Fan Di Guo Return to the Empire (2) احتلت في الأسبوع الماضي المرتبة الثانية في متجر آب ستور (iOS) في الصين، وهو ما يعدُّ أمرًا نادرًا للعبة في أسبوعها الأول، وفقًا لما كتبته خبيرة التحليل بموقع (بلومبيرغ إنتليجنس – Bloomberg Intelligence) “تيفاني تام”.
تمكنت شركة تينسنت من طرح لعبة جديدة شهيرة بعد تسعة أشهر من التوقف التنظيمي عن طريق إدارة مخزونها بعناية والعمل مع ناشري الأطراف الأخرى، بدلاً من الاعتماد فقط على الألعاب المطورة داخليًا فقط.
إذ تم نشر لعبة Chong Fan Di Guo، على سبيل المثال، بواسطة مطبعة هاينان الإلكترونية الصوتية والمرئية – Hainan Electronic Audio-Video، وهي وحدة تابعة لإدارة الثقافة والرياضة التابعة لحكومة مقاطعة هاينان. حصلت اللعبة على التصريح والموافقة في شهر أبريل من العام الماضي وتم إدراج شركة تينسنت كمشغل للعبة. ووفقًا لموقع الشركة على شبكة الإنترنت، فإن هدفها هو “خدمة المجتمع وسبل معيشة الناس” و”تأخذ مبدأ الترويج للثقافة الوطنية على أنها مسؤوليتها الخاصة”. إذ تعلم بكين أنها ستفوز باللعبة عندما تملك ناشرين مثل هؤلاء الشركات الذين يتصدرون المخططات البيانية.
إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات
المصدر: bloomberg
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر