أسهم جيم ستوب | مركز سمت للدراسات

ملفين كابيتال وجيم ستوب.. والطريق إلى الكارثة

التاريخ والوقت : الأربعاء, 17 فبراير 2021

 أورتينكا ألياج ومايكل ماكينزي ولورنس فليتشر 

 

لقد كان ذلك إيداعا تنظيميا روتينيا يتعين على صناديق التحوط اللطيفة أن تقدمه كل ثلاثة أشهر، أظهرت فيه ملفين كابيتال خططها ونواياها لأول مرة.

ملف Form 13F الذي وصل يوم 14 آب (أغسطس) 2020 سجل 91 مركزا لدى الصندوق في نهاية الربع الثاني، بما في ذلك أسهم من شركات معروفة مثل مايكروسوفت وأمازون وكروكس ودومينوز بيتزا. في منتصف القائمة: رهان غير ضار على ما يبدو ضد جيم ستوب، وهي شركة معتلة تختص ببيع ألعاب الفيديو بالتجزئة.

كون صندوق التحوط في نيويورك يعتقد أن أسهم جيم ستوب كانت تنخفض ليس شيئا يلفت الانتباه بأي حال – فقد كان هناك عدد كبير من الآخرين يراهنون بالطريقة نفسها. قام محللو وول ستريت بتقديم التصنيفات على الأسهم وكانت آفاق شركة التجزئة تبدو قاتمة في الوقت الذي تحول فيه اللاعبون إلى تنزيل الألعاب على الإنترنت. لكن باستخدام سوق الخيارات للمراهنة، الذي اضطر ملفين إلى الكشف عن مركزه، وضع صندوق التحوط هدفا لنفسه.

مستخدم ريديت سريع الانتباه المسمى Stonksflyingup لم يكن هو الشخص الوحيد الذي اكتشف مركز ملفين، لكن ربما كان الأكثر بصيرة. في مقطع فيديو بتاريخ 27 تشرين الأول (أكتوبر) تم نشره على لوحة رسائل WallStreetBets – بعنوان الضغط على جيم ستوب، وانهيار ملفين كابيتال – استخدم هذا الشخص مشهدا من البرنامج التلفزيوني “تشيرنوبيل” لتصوير ملفين على أنه مفاعل نووي سينفجر عندما يفشل رهانه على جيم ستوب.

رواية الأحداث التي تم تصويرها على أن داود الصغير يهزم جالوت الضخم، التي استطاع فيها مستثمرو التجزئة، الذين تم تنظيميهم على ريديت، أن يتفوقوا على البائعين على المكشوف الذين راهنوا ضد جيم ستوب، استحوذت على خيال الناس إلى ما هو أبعد بكثير من وول ستريت. لكن بالنسبة لكثيرين في صناعة صناديق التحوط، أثارت الحكاية السؤال العادي حول السبب الذي جعل ملفين يبقى مكشوفا ولماذا لم ينسحب من التداول في وقت سابق – أسئلة سيتعين عليه في النهاية الإجابة عنها أمام عملائه.

قال أحد البائعين البارزين الذين نظروا إلى جيم ستوب لكنه قرر عدم المراهنة ضد الشركة: “لا أفهم سبب وجود ملفين هناك، فعلا أنا لا أفهم ذلك”.

كان جيم ستوب هدفا مفضلا للبائعين على المكشوف لبعض الوقت. كانت نسبة الأسهم المقترضة لدعم تلك المراكز المكشوفة بين 50 و100 في المائة من إجمالي أسهم الشركة خلال النصف الأول من العام الماضي، وفقا لشركة الأبحاث أي إتش إس ماركيت IHS Markit. تم تداول الأسهم بين ثلاثة دولارات وستة دولارات.

قال البائع على المكشوف: “نشعر بعدم الارتياح حقا إذا كان لدى إحدى صفقاتنا على المكشوف نسبة اهتمام على المكشوف تبلغ 10 في المائة”. كلما ارتفع الاهتمام في المركز المكشوف، زادت المخاطر، لأنه إذا اندفع الجميع للخروج من مراكزهم، فإن الارتفاع المفاجئ في الطلب على إعادة شراء الأسهم سيدفع السعر إلى أعلى – وهو ضغط كلاسيكي على المراكز المكشوفة. “هذا هو الجزء الذي فهمه متداولو التجزئة على الوجه السليم، وهو أمر يستحقون عليه الثناء”.

امتنع ملفين عن التعليق. لكن وقوعه في مثل هذا النوع من الضغط كان مفاجئا بشكل خاص نظرا لسمعة جابي بلوتكين، الذي أسس الصندوق في 2014 بعد أعوام من العمل مع ستيف كوهين في إس أيه سي كابيتال مانيجمنت SAC Capital Management. اعتبره كوهين أحد أفضل المتداولين الذين عمل معهم على الإطلاق، ووضع أموالا في ملفين في وقت مبكر. كان بلوتكين قادرا على أن يكون انتقائيا بشأن أي المستثمرين يأخذ منهم المال ـ الذي يحجزه لفترة أطول من معظم صناديق التحوط الأخرى التي تتعامل في الأسهم.

حين كان يعمل لدى SAC وملفين، كان بلوتكين معروفا بأنه متداول لا يلفت الانتباه لكنه جريء. لم يكن يركز فقط على البيع على المكشوف، وغالبا ما كان يضع رهانات أكبر على ارتفاع أسعار الأسهم. مع ذلك، كان يتمتع بسمعة طيبة في المراكز المكشوفة القوية. في الشهر الماضي، مثلا، كان ملفين يدير اثنين من أكبر خمسة مراكز مكشوفة في أوروبا، وفقا لمجموعة البيانات بريك أوت بوينت Breakout Point.

أظهر ملف ملفين المقدم في آب (أغسطس) أنه يمتلك خيارات بيع بقيمة 3.4 مليون سهم من جيم ستوب، وهي أدوات ترتفع قيمتها مع انخفاض سعر السهم. عادة ما ينظر إلى شراء خيارات البيع على أنه خطر أقل من البيع على المكشوف التقليدي. تمنحك عمليات البيع الحق في بيع الأسهم بما تأمل أن يكون سعرا مفيدا، لكن لا تلزمك بفعل ذلك، ما يضع سقفا على الخسائر على حساب الخيار، في حين أن الخسائر من البيع على المكشوف يمكن أن تكون غير محدودة. لكن الاستمارة رقم 13F توفر فقط تفاصيل جزئية لا يمكن من خلالها حساب إجمالي التعرض على المكشوف للصندوق، وبالتالي تستمر وول ستريت في التكهن بشأن النطاق الكامل لمركز ملفين. لكنه كان يكفي لأن يكشف سره.

كشف الإيداع ربع السنوي التالي عن شيء آخر: كان بلوتكين يصر على مركزه. نما مركز خيارات ملفين إلى 5.4 مليون سهم خلال الربع الثالث، وفقا لبيان 13F المنشور في 16 تشرين الثاني (نوفمبر)، حتى مع ارتفاع سعر السهم 135 في المائة، إلى 10.20 دولار.

أصبحت المشاركات حول ملفين على موقع ريديت أكثر تواترا في الوقت الذي أعلن فيه المتداولون في المنتدى الحرب على صندوق التحوط من خلال الوعد بدفع الأسهم “إلى القمر”. أصبحت الأحرف GME (التي هي رمز جيم ستوب على شريط البورصة) بجانب الرموز التعبيرية الصاروخية مشهدا متكررا على WallStreetBets وأشار المستخدمون إلى جيم ستوب على أنها “أعظم حرق على المكشوف حقيقي في القرن”.

كما أن المخاطر المتزايدة للمراكز المكشوفة لم تمر دون أن يلاحظها أحد بين المتداولين المحترفين.

غالبا ما ينظر مديرو الصناديق المتخصصون في الاستثمار في الأسهم المقومة بأقل من قيمتها إلى الشركات الأكثر تعرضا على المكشوف لتحديد مرشحين محتملين، لأنهم إذا كانوا على حق وترتفع الأسهم في نهاية المطاف، فإن اندفاع البائعين على المكشوف إلى المخارج يمكن أن يساعد على دفع السعر إلى الأعلى بشكل أكبر وأسرع.

أشار سنفيست Senvest، وهو صندوق تحوط آخر في نيويورك، إلى الاهتمام بالمركز المكشوفة القصيرة عندما اشترى في جيم ستوب في أيلول (سبتمبر)، مثلا، وفقا لمقابلة أجرتها مع مؤسسي الصندوق صحيفة وول ستريت جورنال، التي كشفت عن مكاسبهم البالغة 700 مليون دولار على السهم.

بحسب براد لامنسدورف، وهو متداول صندوق تحوط على المراكز الدائنة والمدينة يدير شركة آكتيف ألتس Active Alts، أحد الجوانب المهمة للبيع على المكشوف يتضمن مراقبة حجم التداول عن كثب في الأسهم المستهدفة.

قال: “يحتاج جميع المستثمرين إلى إنشاء نوع من العملية لمراقبة السوق. حجم التداول يسبق حركة السعر”، وكان تاريخ تداول جيم ستوب يشتمل على إشارات شراء مكثفة في تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر).

أضاف لامنسدورف: “عندما ترى هذا النوع من الرعاية المكثفة وتراكم الأسهم، فإنها تمثل إشارة خطيرة للبائعين على المكشوف”.

مع تكدس متداولي ريديت وغيرهم، كان على البائعين على المكشوف منذ فترة طويلة، مثل ملفين، تحديد الاتجاه الذي سيقفزون منه. الذين خرجوا من مراكزهم قبل نهاية العام، حين حلق السهم نحو 20 دولارا، عانوا خسائر فادحة – لكن ليس بمستوى الذين انتظروا حتى منتصف كانون الثاني (يناير)، عندما انضم مؤسس Chewy.com إلى مجلس إدارة جيم ستوب وهو يعد بإدخال الشركة في العصر الرقمي، وبعد ذلك ارتفع سعر السهم ارتفاعا كبيرا.

كان إغراء البقاء في المركز واضحا، حيث أصبحت أسهم جيم ستوب منفصلة عن واقع آفاق أعمالها وستنهار يوما ما. لكن مع ارتفاع، وليس انخفاض، مستوى الاهتمام على المكشوف، كانت المخاطر تتزايد. في غضون ذلك، بدأ المستثمرون في محاولة إخراج البائعين على المكشوف من مراكز شائعة أخرى أيضا، مثل سلسلة السينما AMC ومجموعة التكنولوجيا بلاكبيري. تكبد كثير من مراكز ملفين المكشوفة خسائر في أتون المعركة.

قال بريان باريش، رئيس جامبير إنفسترز Cambiar Investors: “الأسهم المعنية، من منظور القيمة السوقية، ليست ذات شأن. ما فهمه جمهور ريديت على الوجه السليم هو أن هذه البيئة كانت جاهزة لتصاب بالاضطراب نتيجة ارتفاع مفاجئ في التداول. حتى وإن كانت قدرة جيم ستوب على الاستمرار ضعيفة للغاية على المدى الطويل، فإن التداول عليها على المكشوف إلى هذه الدرجة الكبيرة للتعبير عن هذا الرأي أمر خطير للغاية”.

عندما اضطر بلوتكين إلى الخروج من رهانه ضد جيم ستوب الأسبوع الماضي وبلورة خسائره، بلغت الأسهم ذروتها عند 483 دولارا في اليوم، بزيادة 11 ألف في المائة منذ الربع الثاني من العام الماضي. حصل ملفين على حقنة نقدية طارئة بقيمة 2.75 مليار دولار من صندوقي تحوط آخرين – 750 مليون دولار من Point72 Asset Management التابع لكوهين، وملياري دولار من سيتادل التابع لكين جريفين – للتعامل مع الخسائر وزيادة المال في الصندوق. على مدار شهر واحد فقط خسر الصندوق 53 في المائة من 13 مليار دولار التي كان يتولى إدارتها في بداية كانون الثاني (يناير).

الآن يواجه ملفين مهمة انتشال نفسه من الكارثة، بينما تبقى أعين الصناعة مسلطة عليه، لكن على الأقل بمصادقتين قويتين. قال كوهين الأسبوع الماضي وهو يضاعف جهوده لدعم تلميذه: “أنا أعرف جابي بلوتكين منذ 2006 وهو مستثمر وقائد استثنائي. جريفين أيضا أثنى عليه: “لدينا ثقة كبيرة بجابي وفريقه”.

 

المصدر: صحيفة الاقتصادية – خدمة فايننشال تايمز

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر