مقاتلات “الشبح” التابعة للنظام الإيراني تبدو “مزحة” | مركز سمت للدراسات

مقاتلات “الشبح” التابعة للنظام الإيراني تبدو “مزحة”

التاريخ والوقت : الأحد, 31 مارس 2019

محمود الحكامين

 

كشفت إيران عام 2003 النقاب بطريقة مزيفة عن مقاتلةٍ خارقةٍ للصوت أطلقت عليها اسم “شافار”، وقد تبيَّن عام 2014 أنه نموذج خشبي.

لقد قام النظام الإيراني بتجديد هياكل الصدأ القديمة المتراكمة على المقاتلات الحرة من طراز F-5 لتدخل الخدمة عبر تطوير محركاتها التوربينية من طراز J85ذات التصميم العكسي، بالإضافة إلى إنشاء مجموعة متنوعة من الطائرات بدون طيار القادرة على البقاء لمسافات أطول.

لكن فيما يتعلق بتطوير مقاتلات “شبح” عاملة، فإن طهران تسعى لجعل العالم يعتقد أنها طوَّرت الطائرة الشبح الخاصة بها في عام 2013، عندما تمَّ كشف النقاب عنها كجزء من احتفالات “الفجر” التي استمرت عشرة أيام بحضور الرئيس أحمدي نجاد آنذاك.

لقد كانت طائرة من طراز قاهر 313، وهي طائرة صغيرة ذات خصائص تصميم المقاتلة الحرة من طراز “إف 5″، و”إف 22″، بجانب طائرات من طراز “ميغ 17″ من حقبة الخمسينيات، فضلاً عن عددٍ من الطائرات الـ”بوينغ” المتقادمة، وذلك من خلال تكتل مختلف أطلقت عليه اسم “فرانكلين”. لكن كل ذلك يبدو أنه ليس بإمكانه القدرة على الطيران وفقًا لـ”ديفيد سينيكوتي” في مجلة الطيران،

والذي ذكر بعض النقاط التالية:

1- كانت وحدة القيادة صغيرة جدًا لتتناسب بالكاد مع شخص متوسط الارتفاع.

2- أنف الطائرة صغير جدًا بحيث لا يلائم الرادار.

3- إن أدوات وحدة القيادة مبسطة جدًا.

4- إحدى الصور الملتقطة تكشف عن لوحة أجهزة ذات تقنية متواضعة نسبيًا، ويحتمل أن تكون تلك اللوحة مأخوذة من طائرة مدنية خفيفة، وأظهرت مؤشر سرعة طيران يصل إلى 260 عقدة، أي ما يزيد قليلاً عن نصف سرعة طائرة مدنية وأقل من سرعة الصوت.

5- لا يوجد بها فوهة للعوادم النفاثة.

6- مدخلات النفاثة تبدو صغيرة جدًا.

7- لا يوجد قنوات لرؤية الأسلحة، ولا يوجد أيضًا فتحات للاستشعار.

8- طائرات الشبح تحمل أسلحة في الممرات الداخلية للحفاظ على مقطع عرضي منخفض للرادار، لكن القنوات الداخلية كانت غائبة بشكل واضح.

9- يبدو أنها مصنوعة من البلاستيك اللامع بلا مسامير.

10- بدا أن المظلة ذات زجاج شبكي مُلَطَّخ وليس له قفل.

لقد نشرت وسائل إعلام حكومية عديدة في إيران شريط فيديو يُفترض أنه يصور “قاهرًا” خلال إحدى رحلاتها. ولكن بعد مراجعة تلك اللقطات، بدا أنها نسخة متماثلة، أقل من نطاق التحكم الكامل عن بعد، فلم تكن طائرةً حقيقيةً. وفي الواقع، كان على وسائل الإعلام الإيرانية أن تشير إلى أن هذه كانت في الواقع طائرتي اختبار مختلفتين بحجم صغير.

يبدو أن المقاتلة “قاهر” كانت مجرد نموذج بالحجم الطبيعي المصنوع من البلاستيك غير المقنع والمصممة لأغراض الدعاية. وقد اختفت هذه المقاتلة لعدة سنوات ليظهر مرة أخرى في أبريل 2017 عندما تمَّ عرض النموذج الأولي “8” أمام الرئيس “روحاني” وتسجيل سيارات الأجرة على المدرج. وقد ادعت وسائل الإعلام الإيرانية أن الطائرة لم تخضع بعد لاختبارات الطيران.

ومع ذلك، يبدو هيكل الطائرة غير التقليدي مليئًا بالعيوب الديناميكية الهوائية، بالإضافة إلى عدد من البقع الساخنة العاكسة للرادار. ولاحظ المحلل “جالين رايت” – أيضًا – أن ميكانيكيًا إيرانيًا قد صُدم من ضغط الإطارات لتلك المقاتلة بـ50 رطلاً. وللمقارنة، فإن الإطارات المركبة للمقاتلة F-16 كانت خفيفة الوزن حيث تصل إلى 300 رطل.

لقد وصفت وكالة “فارس” للأنباء التي تديرها الدولة، المقاتلة “قاهر الجديدة” بأنها “طائرة لوجستية” و”طائرة مقاتلة خفيفة لأغراض عسكرية وتدريبية”. وهذا ما  يشير إلى أنه في حال كانت إيران قد صنعت هذه المقاتلة بالفعل، فربَّما لا يكون الغرض منها هو خدمة الخطوط الأمامية، بقدر ما قد يكون نموذجا أوليًا، أو أن هيكل الطائرة كان بغرض الاختبار. وربَّما تلجأ إيران في نهاية المطاف إلى تصميم طائرة نفاثة بالفعل، ولكن الآن، تجربة الولايات المتحدة والصين وروسيا ستجعل مجهود إيران غير موثوق به عند إجراء أية مقارنات بين الطرازات الإيرانية والأميركية والروسية والصينية.

تسعى إيران للحصول على مقاتلات خفية من طراز “الشبح”، لأنها تخشى من أي هجوم محتمل من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة. وأن تتنافس على الهيمنة الإقليمية مع العديد من الدول العربية التي تمتلك طائرات من طراز “إف 15″، و”إف 16″، و”تي 15″، و”في 16″ و”رافال”. لكن تطوير طائرة خفية تعمل من الصفر ربَّما يكون الحل بالنسبة لإيران لمواجهة تلك التحديات. وفي غضون ذلك، فإن ميل طهران لتقديم ادعاءات يمكن دحضها بسهولة، ربَّما يعدُّ دليلاً على انعدام الأمن الذي تعيشه.

 

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر