سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
يبدو أن الولايات المتحدة قررت أن تخوض معركة وجودية مع الصين، تستخدم فيها كل الأسلحة المتاحة لديها، للحؤول دون مواصلة الزحف الصيني، والإبقاء على الهيمنة الأميركية السياسية والاقتصادية من خلال التمسك بالنظام الدولي الذي تراه ملكية خاصة، لا يحق لأحد المشاركة فيه، أو السعي إلى إقامة نظام جديد متعدد الأقطاب أكثر عدلاً ومساواة، ويريح العالم من الهيمنة الأميركية.
هناك حالة خوف وهلع حقيقية داخل الإدارة الأميركية من تنامي الحالة الصينية التي باتت تشكل أرقاً على مختلف المستويات، ومخاوف من تراجع الولايات المتحدة وانحدار قدراتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والتقنية أمام التنين الصيني الذي يقتحم بكل قوة، مواقع في مختلف القارات كانت حتى وقت قصير تخضع للهيمنة الأميركية.
الولايات المتحدة تتخذ من تايوان وسيلة لمحاصرة الصين، ومواجهة توسيع نفوذها في المحيطين الهندي والهادئ من خلال الأحلاف العسكرية التي تقيمها، مثل تحالف «كواد» الذي يضم الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، وتحالف «أوكوس» الذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، وهي تعمل أيضاً على إقامة قواعد عسكرية جديدة في دول المنطقة على مقربة من الحدود الصينية، كما حصل مؤخراً مع الفلبين. إضافة إلى إخلالها بالاتفاقات الثلاثة الموقعة مع الصين في عامي 1972 و1979 التي تؤكد أن الصين الشعبية وحدها الحكومة الشرعية للصين، وإنهاء العلاقات الرسمية الأميركية مع تايوان. هذه الاتفاقات كانت أساسية في إقامة علاقات دبلوماسية بين واشنطن وبكين.
هذا وجه واحد من المواجهة، أما الوجه الآخر فيتمثل في سلسلة العقوبات الاقتصادية والمالية والتقنية التي تفرضها على الشركات التقنية الصينية، لمنعها من الوصول إلى الأسواق الغربية، إضافة إلى ممارسة ضغوط سياسية على عدد من الدول التي ترتبط بعلاقات اقتصادية ومشاريع تنموية واستثمارية واسعة مع الصين، وخصوصاً في القارة الإفريقية.
عندما يعلن أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي عن وضع خطط لموجهة نفوذ الصين المتنامي في العالم، للحد من استثماراتها، وعمليات نقل التكنولوجيا الصينية إلى العالم، فهذا يعني أن واشنطن قررت خوض معركة مفتوحة مع بكين، وهذا ما أعلنه زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، يوم أمس الأول، الذي قال: «إن الحكومة الصينية لا تضع أية حدود في سعيها إلى السيطرة على القرن الحادي والعشرين، وإذا ما استرحنا، نحن الأميركيين، على أمجادنا، وإذا تركنا الصين تهزمنا، فستكون لهذا عواقب وخيمة على الدول الديمقراطية». وطرح شومر خطة من خمس نقاط، للتعامل مع المنافسة الصينية، منها فرض قيود على التصدير، وعقوبات للحد من قدرة بكين في الوصول إلى الابتكارات الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي، ودعم الشركات الأميركية الصغيرة، إضافة إلى مقترحات، لدعم تايوان في مواجهة الطموحات الصينية لاستعادتها.
هي حالة ذعر أميركية من هزيمة استراتيجية متوقعة أمام الصين، تجهد الإدارة الأميركية لتفاديها أو التخفيف من نتائجها، لكن الواقع يقول إن الصين مصممة على الصعود، والانحدار الأميركي سيتواصل.
المصدر: صحيفة الخليج
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر