“معدل الانبعاثات الصفري”.. والمستقبل | مركز سمت للدراسات

“معدل الانبعاثات الصفري”.. والمستقبل

التاريخ والوقت : الإثنين, 19 يوليو 2021

ساتوشي إيكوتشي

 

أصبح أمن الطاقة يشكل عنصر الاهتمام المشترك لدول شرق آسيا ودول الخليج، وهو أشبه بقطعة النقود المعدنية ذات الوجهين، فمن ناحية أولى، لا بد ّمن تحقيق وضمان أمن الإمداد للدول المستوردة للنفط، ومن ناحية ثانية، يجب الحفاظ على أمن الطلب للدول المنتجة له.

ومع تزايد الاهتمام الدبلوماسي العالمي بتبنّي المزيد من الإجراءات الدولية المشتركة للحد من ظاهرة التغير المناخي، برزت الحاجة للاتفاق على الالتزام بإجراءات مناسبة في هذا الشأن بين منتجي النفط الخليجيين والمستهلكين في شرق آسيا.

ووافقت الدول الأعضاء في «مجموعة السبع» على أن تلزم أنفسها بتحقيق انخفاض كبير في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون خلال أشغال اجتماع القمة، التي انعقدت في مدينة كورنوال البريطانية في شهر يونيو الماضي.

وجاء في البيان الصادر عنها أن مجموعة السبع تتعهّد بخفض الانبعاثات الكربونية عام 2030 إلى نصف ما كانت عليه عام 2010 وتحقيق هدف «الانبعاثات الصفرية» قبل حلول عام 2050.. إنها بحق أهداف طموحة، ربما تفوق في طموحها إمكانات تحقيقها، ومع ذلك، فلقد وضعوا المعايير والأطر اللازمة لتحقيقها في المستقبل.

وفي 14 يوليو الجاري، أعلن الاتحاد الأوروبي عن سلسلة من المقترحات المقدمة إلى الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة، والتي تهدف لتحقيق هدف «الكربون المحايد» بحلول عام 2050، وتشمل اقتراحاً بمنع بيع السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل خلال 20 عاماً.

وتُعتبر اليابان من أكثر دول العالم كفاءة في نظافة استخدامات الطاقة في الاقتصادات المتقدمة، وبالنسبة لها، لم يعد هناك الكثير مما يمكن فعله في هذا الاتجاه.

كما أن المعايير التي تتبنّاها أوروبا بشأن تحقيق هدف «الكربون المحايد» يمكن أن تقضي تماماً على إمكانية استخدام محطات إنتاج الطاقة الكهربائية التي تعمل بالفحم الحجري ضمن بلدان «مجموعة السبع»، حتَّى لو تم استقدام محطات التوليد عالية الكفاءة التي طورتها اليابان، وتعمل بالفحم ولكنها تخفض انبعاثات الكربون بشكل تام.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، تتبنّى اليابان تقنيات معقدة، مثل احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، والتقاطه من الغلاف الجوي لتحقيق معدل الانبعاثات الذي يكافئ في قيمته «الصفر الصافي».

ويعتبر مفهوم «الصفر الصافي» جذاباً للمنتجين الخليجيين أيضاً، لأنه سيضمن لهم أن يظلوا منتجين ومصدرين للنفط والغاز حتى بعد بذل الجهود لتوفير المصادر المتنوعة من الطاقة، لأن قطاع النفط والغاز سوف يحتفظ بقيمته التنافسية العالية حتى منتصف القرن الجاري على أقل تقدير.

 

المصدر: صحيفة الرؤية

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر