سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
أشرف العشري
بات القاصي والداني فى الداخل المصري وحتى في الإقليم والعالم المتابع لتطورات الشأن العام السياسي المتأزم دوما في الشرق الأوسط لديه اقتناع جازم بأن ما تخوضه مصر من انتصارات وحضور طاغ في الداخل والاقليم يثير حفيظة كثير من المارقين في الإقليم دول وحكومات وجماعات منفلتة من كل عقال وقودها القتل والارهاب وعمليات الموت الجوال ونشر الفوضى والارهاب والتدمير والتخريب الممنهج وفق أجندات إقليمية ركائزها أجندتان الأولى إيرانية تعتمد استراتيجية التمدد والتغلغل في العواصم العربية للسيطرة والتمكين وخطف القرار والأرض والشعوب هناك والثانية تركية بامتياز عمودها الفقرى إحياء الغزوات وإرث الحقبة الاستعمارية والاستيلاء طمعا ونهبا وسرقات علانية لابتلاع ثروات ومقدرات العواصم والشعوب العربية.
ومن أسف يجد أصحاب المشروعين وخاصة الثاني التركي غطاء ووسادة مالية عربية توفرها إمارة قطر يرتكن عليه أحد الذين أصابهم مس الجنون والفلتان أردوغان الذي يريد أن يصبح سلطانا عثمانيا آخر.
وبالتالي من أجل إنفاذ هذا المشروع لابد من الاشتباك والاحتكاك دوما بالدولة المصرية الأكبر صاحبة الحضور والإرث الجغرافي والسياسي والحضاري واسطة العقد لدول الإقليم جميعا وإحداث هزات وخضات سياسية وأمنية وعسكرية على مساراتها الاستراتيجية عبر التموضع والتمركز على حدودها الغربية في ليبيا بعد خطف القرار والسيطرة والقيادة للغازي التركي الجديد الذي يريد بل وقرر الإقامة الطويلة داخل طرابلس الغرب ومناطق الجنوب والوسط واقامة القواعد العسكرية للتمدد والتسلل إلى مدن ومناطق الشرق والساحل المتوسطي للاستيلاء صراحة على منابع الغاز والنفط كاملة في قادم الشهور والأعوام ومنها التوجه بحرا وأرضا إلى مزاحمة دول الشرق والجنوب المتوسطى والتمدد إلى إفريقيا في خطوات وتحركات يعد لها منذ سنوات قليلة، حيث البداية كانت الصومال وجيبوتي ومنها إلى بقية العواصم فى القرن الإفريقي هناك وفي القلب منها كخطوة قادمة إثيوبيا حتى تبقى شوكة مسمومة وخطرا وجوديا للمصريين عبر استغلال قضية مياة النيل كما تفعل حاليا – حكومة أديس أبابا وتقدم عليه بضغط واملاءات ورشى تركية قطرية فى المراوغات والتسويف واتباع سياسات شراء الوقت والهروب إلى الأمام وفرض استراتيجية الأمر الواقع إلا فصلا من سلسلة فصول تتوالى تباعا لتركيع وتثبيط الهمم المصرية حتى تتخلى القيادة والدولة المصرية عن التحليق وتحقيق النجاحات والقفزات وبالتالي يسهل ويمرر هذا التراجع المصري سيناريوهات التمدد والتغلغل التركي في الإقليم فبعد الإقامة التركية الطويلة في الشمال السوري ومن ثم العراقي ها هي ليبيا كما يتصور السلطان العثماني الجديد في طريقها إلى السقوط في الحجر التركي هكذا يتصور لامبالغة فيما تقدم يكفى أن نقول إنه يستخدم أيضا مشروع جماعة الإخوان الإرهابية لاحيائه من جديد بعد أن ضرب في مصر وتم تشييعه إلى مثواه الأخير بعد ثورة 30 يونيو وجسارة الرئيس السيسي في إنهاء سطوة هذه الجماعة الإرهابية وكتابة الفصل الأخير في تاريخها الإرهابي الدموي ومن هنا يفهم سر عداوة وحقد ومرض السلطان أردوغان ضد مصر والمصريين والرئيس السيسي ولذا قرر هذه المرة بكل نزق وانفلات عصبي ومزاجي كما هو معروف عنه مواجهة الدولة المصرية وشعبها وقيادتها عبر تثبيت مشروع الإخوان فى ليبيا ولتكن طرابلس البداية.
وفي مواجهة تزايد العداء من جانب تركيا أردوغان والتعبئة وتزايد مؤامرت ومناورات جماعة الإخوان الإرهابية المغرضة كان قرار الرئيس السيسي بتغيير المعادلات السياسية وقواعد الاشتباك العسكري في حالة تجاوز الخط الأحمر سرت – الجفرة أي الخط الفاصل الذي رسمه على الرمال في ليبيا حيث تبقى المهمة المصرية المعلنة وغير المعلنة افشال وانهاء المشروع التركي لضرب الاستقرار بالشرق الأوسط والمتوسط وخطف الارض العربية وإعادة رسم الخرائط فيها بالدم كما يخطط ويفعل حاليا والتموضع والإقامات الطويلة في أفريقيا وبالتالي رفض مصري مطلق وبالنهائي لأي عبث بالجغرافيا السياسية للاقليم ومن أجل كل ذلك تنشط مروحة الدبلوماسية الرئاسية المصرية والتحركات المارثونية للخارجية لوأد أي تحركات وإحداث حالة من الانكشاف الفاضح للسيناريو البغيض للسلطان المهووس في أنقرة ناهيك عن تكسير اقدامه في ليبيا وعواصم وسواحل إفريقيا .
وبالتالي عندما تنجح مصر في ضرب وإفشال ونسف هذا المشروع بولادة الخلافة العثمانية الجديدة على ظهر وانقاض جماعة الإخوان فإن هناك أكثر من هدف قد يتحقق ليس لمصر فقط بل لدول الاقليم العربي والقرن الإفريقي وهذه مهمة وإن كانت صعبة فانها ليست مستحيلة حيث الحضور والقوة والتمركز السياسي المصري في الإقليم حاليا ناهيك عن مقومات القوة العسكرية المهولة والبازغة للجيش المصري ونيرانه الباطشة الهالكة معا ستغير المعادلات مجتمعة في الإقليم سياسيا وعسكريا وتكتب نهايات الفشل للمشروع الأردوغاني إن آجلا أو عاجلا ومن أجل ذلك يحتاج الأمر منا كمصريين الوقوف سدا منيعا ضد من يحاولون المس باستقرار البلاد ووحدتها وتوفير غطاء شعبي كاسح للقيادة والقوات المسلحة باعتبار اللحظة حاسمة ومفصلية في معركة البقاء والتفوق لمصر في ساحات الإنجاز والانتصارات والنجاحات المستدامة للوطن.
كما أن التصدي العربي لهذا المشروع التركي ونظيره الإيراني على الجانب الآخر يحتاج إلى توحيد الجهود العربية باستراتيجية جديدة تقوم على الردع المسبق النشيط سياسيا وعسكريا مع مصر إذا احتاج الأمر في ليبيا ودول المغرب العربي التي باتت أحد أهداف السلطان أردوغان باعتبار هزيمة المشروعين انتصارا مظفرا ووجوديا للعرب.
المصدر: صحيفة الأهرام
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر