سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
عبير الجربوع
لا يمكن لمجتمع متحضر يسعى للنمو أن يسير بجهد الرجل دون أن تقف المرأة مساندة معينة له في رحلة التحضر، فكلٌّ من المرأة والرجل يقومان بدور أساسي لا يمكن إغفاله، يسيران جنبًا إلى جنب في رحلة التضامن لنجاح الدولة. وأقتبس هنا ما ورد في نص رؤية 2030 “المرأة السعودية تعد عنصرًا مهمًا من عناصر قوتنا… وسنستمر في تنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية مجتمعنا واقتصادنا”.
وتعد رؤية المملكة 2030، رؤية شاملة لكافة الجوانب التنموية، تطمح للوصول إلى تحقيق عدة أهداف: مجتمع حيوي، وطن طموح، اقتصاد مزهر. وكل الإصلاحات التي ظهرت في الفترة الأخيرة، هي خطة موضوعية لتحقيق هذه الأهداف، وتعد المرأة جزءًا مهمًا من هذه الخطة، وعاملاً مهمًا في نجاحها، وقد تكون بعض هذه الإصلاحات مربكة للبعض، ممن اعتاد على نمط وفكر معين، لكن الأكيد أن هذه التغيرات تحتاج وقتًا لتحقق ما تصبو إليه.
وتتضمن الرؤية استراتيجية لتمكين المرأة وتفعيل مشاركتها في كل مناحي الحياة، للاستفادة مما يمكن أن تقدمه لخدمة هذا الوطن، والسير به نحو أهدافه. وحصول المرأة على هذا الدعم، وتعزيز دورها الحيوي في عملية التطور والوصول للرؤية، هو لأهمية دورها ومسؤوليتها في بناء المجتمع؛ مما يعد استفادة من قدراتها وجعلها شريكًا أساسيًا في تحقيق التنمية المستدامة.
وتعد القرارات الأخيرة التي تمس المرأة، تعزيزًا لدورها ورفعًا لمستوى مشاركتها في مختلف المجالات، ومنحها هامشًا أكبر للإبداع، بهدف أن تكون عنصرًا فاعلاً رائدًا في التنمية، ولتتبوأ المكانة اللائقة بها، وتكون نموذجًا مشرفًا لريادة المرأة في كل المجالات. وهذه القرارات هي خدمة للوطن، فتعزيز دور المرأة هو تعزيز لمكانة الوطن ورفعته، فالمرأة وقود وعنصر مولد للطاقة من أجل المضي قدمًا، وعلى المجتمع أن يسمح بتقبل التغيرات والإصلاحات الموجهة للرؤية التي يمر بها الوطن، ويحاول الاستفادة منها ودعمها، فالكل يسعى نحو هدف واحد.
وتمكين المرأة هو تكامل للأدوار بين الرجل والمرأة، لبناء مجتمع قوي متماسك قادر على مواكبة التغيرات المستجدة، وقادر على تحقيق التوازن المجتمعي الذي يشكل دعمًا حقيقيًا للوطن مع المحافظة على الهوية الوطنية.
ويعد السماح للمرأة بالقيادة، خطوة مفصلية في تاريخ المملكة، تترجم تطور وضع المرأة في المجتمع السعودي، تلا هذه الخطوة العديد من الإصلاحات التي تخص المرأة وتتجه إلى إحداث تغيير اجتماعي واقتصادي وسياسي وديني.
ويأتي تمكين المرأة نتيجة للمكانة الحالية التي استطاعت أن تصل إليها. ويعد التقدم الذي حققته المرأة في كثير من المجالات، شاهدًا على قدرتها على الاستمرار بهذا العطاء والارتفاع بشأن الوطن، فقد تقلّدت المرأة العديد من المناصب القيادية العليا، وشاركت بأدوار مختلفة في كافة قطاعات الدولة، وأثبتت تفوقها وجدارتها فيها، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
منال رضوان أول سفيرة سعودية في مجلس الأمن، د. أفنان الشعيبي الرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة العربية البريطانية، د. موضي الخلف مساعدة الملحق الثقافي بالملحقية الثقافية بواشنطن، د. حياة سندي كبيرة علماء الأبحاث بمراكز أبحاث سكولمبرجر، د. سلوى الهزاع سفيرة النوايا الحسنة للعلوم وبروفسورة مشاركة في مستشفى جونز هوبكنز، مشاعل الشميمري مهندسة صواريخ في وكالة ناسا، د. غادة المطيري أستاذة في جامعة كاليفورنيا سان دييغو، نالت أرفع جائزة للإبداع العلمي في الولايات المتحدة، د. سعاد المانع إحدى رائدات النقد الأدبي وأستاذة زائرة في جامعة هارفرد وكلية ميدلبري، فرمونت، د. تماضر الرماح نائبة وزير العمل. تدلنا هذه النماذج على أن التطور الذي نسعى إليه، يحتاج إلى المرأة كحاجته إلى الرجل شريكًا في جميع النواحي الاقتصادية والدينية والسياسية والاجتماعية.
وفي الختام، يجب أن نتذكر أن التغير يبدأ من نصوص وقوانين، ثم لا يلبث أن يندرج في السلوكيات اليومية، وهو ما يحتاج إلى بعض الوقت حتى يتمكن من أن يكون جزءًا من طبيعة المجتمع.
وأختم بقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز “هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على كافة الأصعدة”.
عضو هيئة تدريس في جامعة الملك سعود*
@i_beera
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر