مزيج الروبل والروبية – حل فعال لخطر البترودولار: رؤية من الهند | مركز سمت للدراسات

مزيج الروبل والروبية – حل فعال لخطر البترودولار: رؤية من الهند

التاريخ والوقت : الأربعاء, 6 يوليو 2022

 أبهيشيك كومار سينغ

هناك سبب يجعل المعالجين النفسيين المجيدين ينصحونك بعدم تلقي الكثير من الدعم العاطفي أثناء الصدمة. فالاستجابة الناتجة عن الصدمات تبرز أفضل ما فيك. هذا هو بالضبط ما يحدث للبلدان التي استطدمت مع الولايات المتحدة؛ إذ تشير التطورات الأخيرة إلى أنهم يعملون على إنهاء خطر البترودولار نفسه.

بوتينيقدم عملة جديدة لدول البريكس

خلال قمة البريكس الأخيرة، شدَّد “بوتين” على الحاجة لفصل اعتماد دول البريكس عن النظام المالي العالمي الحالي. فقد عرض الرئيس الروسي نظامًا عالميًا جديدًا لاحتياطي العملة. وقال “بوتين” في كلمة الترحيب التي ألقاها أمام المشاركين في منتدى أعمال البريكس: “إن مسألة إنشاء عملة دولية للاحتياطي على أساس سلة عملات بلداننا قيد المراجعة”.

واتخذ “بوتين” المنصة لإبلاغ العالم بأن مجتمعات الأعمال في دول البريكس تتخذ خطوات لتطوير البنية التحتية للنقل، وطرق لوجستية معدلة، وسلاسل إنتاج جديدة. وقد شدد “بوتين” على حقيقة أن روسيا لن تتأثر بالعقوبات الغربية، مؤكدًا أن الاستراتيجية الروسية لا تتغير؛ ففي أثناء تعزيز الإمكانيات الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية الروسية، فإن بلاده لديها استعداد للعمل في العلن مع جميع الشركاء الذين يحترمون المبادئ والمصالح المشتركة، وكذلك السيادة غير المشروطة للقانون الدولي، والمساواة بين البلدان والشعوب. 

لا يزال هناك المزيد من التفاصيل قيد الانتظار، لكن التحليل الأولي يشير إلى أن خمس عملات ستكون جزءًا من الاحتياطي الجديد. وستكون الروبية الهندية، والروبل الروسي، والريال البرازيلي، والراند الجنوب إفريقي، والرينمينبي الصيني، جزءًا منها. كما أنه من المتوقع أن يقلل احتياطي العملة من اعتماد النظام المالي الدولي على احتياطي صندوق النقد الدولي المسمى باحتياطي “حقوق السحب الخاصة”.

وجه التجارة العالمية يمكن أن يتغير

إن هذه التطورات لم تأتِ بشكل مفاجئ. فمنذ شهور، كانت روسيا تستكشف طرقًا مختلفة لتقليل أهمية الدولار في التجارة الثنائية. وبينما كانت تجري مبادلاتها مع الصين بالعملات المحلية، كانت هناك مساعٍ لاستكشاف سبل للتبادل التجاري بالروبية والروبل. بالإضافة إلى ذلك، ففي أعقاب العقوبات، تعمل روسيا على ضمان زيادة الاستثمار الأجنبي المباشر داخل أراضيها. ولهذا الغرض، حثت الهند والدول الأخرى القادرة اقتصاديًا على الاستثمار في روسيا، بل إنها تعمل على تبسيط استخدام حقوق السحب الخاصة بالهند في روسيا.

وإذا تم تنفيذ ذلك بشكلٍ صحيحٍ، فإن فرص التخلص التدريجي من البترودولار سوف تبدو هائلة. وللمزيد من الشرح والتوضيح يمكن الإشارة إلى أنه في الوقت الراهن، يشكل الناتج المحلي الإجمالي لخمس دول فقط من المجموعة 23% من الاقتصاد العالمي. وإن 25% من الاستثمارات العالمية تتدفق من وإلى هذه البلدان. وحتى في مجال التجارة العالمية، فإن لهذه البلدان وجودًا كبيرًا. فهذه الدول تحتفظ بنحو 18% من التجارة العالمية في السلع. وهناك جوانب أخرى من التجارة مثل الخدمات والبضائع، وهو أمر صحي بين هذه البلدان. 

والآن، فعلى الرغم من دعم هذه المجموعة، كان على الدولة الروسية مواجهة عقوبات من الولايات المتحدة وحلفائها. ووفقًا لتقدير “ماركو فرنانديز”، الباحث البرازيلي في معهد تراي “كونتيننتال” Tricontinental للبحوث الاجتماعية، فإن صادرت الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها تقدر بحوالي 300 مليار دولار من الاحتياطيات الروسية. وبالإضافة إلى ذلك، وحتى يمكنها الاستفادة من نفوذها الاستراتيجي، تقوم الولايات المتحدة بإجبار السفن الروسية على عدم الانخراط في التجارة الثنائية مع الهند ودول أخرى.

حان الوقت تقليص استخدام البترودولار

لا عجب في أن روسيا تتخذ إجراءات صارمة لخفض حجم البترودولار. ذلك أن الاعتماد القسري على تداول الدولار هو الذي جعله في وضع غير جيد. فالاعتماد على الدولار كاحتياطي للنقد الأجنبي هو تمامًا ما أجبر الهند على تغيير سياستها الاقتصادية في عام 1991، كما أجبرت نفس الظاهرة الصين على الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.

وفي حين أن كلاً من التغييرات المذكورة سابقًا قد لا تكون ضارة في كل الأحوال، إلا أن لها بالتأكيد بعض العواقب طويلة المدى. إذ يعتمد أحدها على الاقتصاد الأميركي والضغط المتزايد للبقاء في وضع جيد بالنسبة لواشنطن. فإذا حاولت الدول بطريقة ما اتخاذ موقف مختلف عن موقف الولايات المتحدة الأميركية، فإنها ستنغمس في حرب عقوبات معها، كما يحدث بالفعل مع روسيا منذ عام 2014.

فإذا لم يكن هناك قدر من الاعتماد على الذات من جانب الهند، فإن إدارة “بايدن” يمكنها أن تفعل الشيء نفسه معها أيضًا. إذ يجري حاليًا نقل هذه العقيدة بين مجموعة البريكس، ومن ثم العالم كله.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: TFIPOST

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر