Frances Brown

في كتاب “زيت الثعبان للذكاء الاصطناعي”، يهدف الأستاذ أرفيند نارايانان من جامعة برينستون ومرشح الدكتوراه سايش كابور إلى توفير الفهم الذي يحتاجه مستخدم التكنولوجيا العادي للتشكيك في ادعاءات الذكاء الاصطناعي المبالغ فيها. باستخدام نبرة حوارية وأمثلة عملية، يخترقان اللغة المعقدة، التي غالبًا ما تكون مبهمة، والتي يستخدمها عالم التكنولوجيا، موفرين طرقًا لفحص وتقييم التكنولوجيا بطريقة واقعية ومنطقية.

يتمتع المؤلفان بقدرة رائعة على إخراج الذكاء الاصطناعي من عالم السحر الغامض، للكشف عن مدى عدم تطابق ما يُوعد به غالبًا مع ما يتم تقديمه. يصدق هذا بشكل خاص في مناقشتهم للذكاء الاصطناعي التنبؤي وفشله في التنبؤ بدقة بأي شيء لا تحكمه قواعد محددة ومحدودة. يوضحون أنه بينما أتاح الذكاء الاصطناعي إمكانية إنشاء توقعات طقس دقيقة إلى حد ما لمدة 6 أيام، فقد أثبت عجزه التام عن التنبؤ بأمور أكثر تعقيدًا مثل نتائج الحياة. كما يوضحون التأثير السلبي الخطير الذي أحدثه استخدام الذكاء الاصطناعي التنبؤي المليء بالتحيزات وعديم الجدوى على حياة الناس.

عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي التوليدي، يهدف المؤلفان إلى شرح آلياته الداخلية حتى “نكون مجهزين عقليًا بشكل أفضل لمقاومة الميل إلى التسليم بالادعاءات التي يقدمها بناة هذا الذكاء”. باستخدام تاريخ موجز للتعلم الآلي، يقدمون لمحة عن كيفية تطوير أمثال ChatGPT بطريقة سهلة الفهم بشكل مثير للإعجاب. يناقشون الفوائد والمخاطر لتوليد النصوص والصور، مسلطين الضوء على التكلفة البشرية الخفية التي يتحملها المدوّنون منخفضو الأجور والذين يجعلون الأنظمة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات تعمل بشكل صحيح.

عندما يناقشان الذكاء الاصطناعي العام “AGI”، يعبر نارايانان وكابور عن أقوى آرائهم، مجادلين بأن “فزاعة الخطر الوجودي” هي إلهاء عن الأضرار الأكثر إلحاحًا لحلول الذكاء الاصطناعي المضللة. على الرغم من اعترافهما بإمكانية وجود الذكاء الاصطناعي العام، إلا أنهما يقولان إن إساءة استخدام البشر للذكاء الاصطناعي تمثل تهديدًا أكبر من ذكاء اصطناعي واعي “مارق” متعطش للسلطة.

بصفتي عالم نفس وباحث في التصميم، ما أثار إعجابي أكثر في هذا الكتاب هو الطريقة التي يجمع بها المعرفة التقنية للذكاء الاصطناعي بفهم للأشخاص الذين يصنعونه ويستخدمونه. على الرغم من العنوان القاسي إلى حد ما، فإن السرد بعيد كل البعد عن أن يكون انتقاديًا أو مهينًا بلا داعٍ، بل يسعى لشرح سبب انجذاب البشر لتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي التنبؤي، على الرغم من افتقارها للموثوقية. يستكشفان الطرق التي يمكن أن تجعل بها الرغبة في حل المشكلات الاجتماعية بموارد محدودة المنظمات عرضة لادعاءات الحلول الزائفة، ويقدمان تقييمًا عمليًا لكيفية مساعدة التنظيم وما لا يمكنه فعله.

هذا الكتاب لديه ما يقوله لكل مهتم بالذكاء الاصطناعي، من المبتدئ تمامًا إلى المطور الخبير. إنه ممتع حقًا، ومبني على بحث متين، وليس وعظيًا بشكل مبالغ فيه. ينشر الكُتّاب أيضًا بانتظام على Substack، مضيفين تحديثات وعمقًا لحججهم المختلفة. إنه مصدر مرحب به للعقلانية في مجال مليء بالمبالغة.

المصدر: nightingale