محمد بن سلمان والدولة السعودية الحديثة | مركز سمت للدراسات

محمد بن سلمان والدولة السعودية الحديثة

التاريخ والوقت : الخميس, 22 يونيو 2017

سكينة المشيخص

 

اختيار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد، يؤكد أن الدولة السعودية الحديثة تستوعب متطلبات المستقبل وفقاً لاستراتيجيات تشكل مزيجاً بين الحفاظ على ثوابت مؤسسة الحكم، واستقراء تحولات المستقبل. وبين الثابت والمتحول تعبر كثير من مياه السياسة والتنمية والنهضة والتطور.

وبصورة مجملة، عملية البناء الوطني تتطلب مثل هذا الترتيب السياسي والإداري لهيكل مؤسسات الحكم والدولة.

المملكة العربية السعودية في القياس الديموغرافي تعتبر دولة شابة، وما تمَّ أخيرًا من إعادة بناء في منظومة الحكم، يواكب هذه الحقيقة ويمنح الشباب مساحة واسعة في إدارة الشأن العام وممارسة الحكم دون أن تكون هناك فجوة بين الأجيال، بحيث يحصل كل قيادي شاب على الخبرة والتجربة، وفي الوقت نفسه، بجانبه رجال الدولة من أصحاب التجارب، وهذه هي الآلية التي تضع نظام الحكم في مسار متوازن مع مقتضيات إدارة الدولة.

سمو الأمير محمد بن سلمان أظهر طاقة فكرية وعملية جبارة جديرة بأن تسهم بفعالية في قيادة البلاد. فهناك حاجة لمثل هذه الطاقة التي تضيف إلى عملية البناء كثيرًا من الحوافز والإلهام لكل أجيال الشباب على المستوى الوطني، فهو عنوان كبير مثل راية تخفق في الأفق الوطني لتلهم ملايين الشباب بأنه بمقدورهم أن يقودوا بلادنا ويعملوا على تحقيق أهدافها الوطنية السامية، وأن يصلوا بها إلى المستويات الطموحة في مؤشرات النهضة والتطور.

يستحق سمو الأمير محمد بن سلمان أن نبايعه وأن نقف صفاً واحدًا خلفه، لأنه يمثل كل جيل الشباب السعودي المحب لوطنه، الذي يسعى من أجل خير مجتمعه، فذلك واجب ومسؤولية على كل من يحمل حباً ووفاء لبلاده، فخر البلدان ومنارة الشعوب. ومع سموه نطمح إلى أن نحقق الكثير في مختلف الأصعدة، وأن نحلم بغد يواكب كل تطلعاتنا، وأن نعمل بجد من أجل هذا الوطن الشامخ الذي يمنحنا أجمل إحساس بالرضا والدفء والانتماء والولاء.

إننا وفي خضم تطبيقات رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020،وهي مشروعات وطنية عملاقة عرّابها سمو الأمير محمد بن سلمان، نتوقع أن ننجز الكثير في المجالات الاقتصادية والاجتماعية. وحريّ بسموه، وفي هذا الموقع القيادي، أن يواصل تنفيذ متطلبات الرؤية والتحول باعتباره مهندس أفكارهما، والأكثر حرصاً على وصولهما بالمملكة إلى أعلى سقف الطموح.

رؤية المملكة التي أطلقها سمو الأمير محمد، ترجمة تنموية واستراتيجية دقيقة لتطلعات كل سعودي في أن يرى وطنه أكثر تنافسية وإنتاجية وعملاً ونهضة وتطورًا. وبحسب الجدول الزمني لها يفترض أن تنتهي بنا إلى محور وطن طموح عبر المجتمع الحيوي والاقتصاد المزدهر، وذلك ما ينبغي أن نسعى إليه، ليس حلماً أو تطلعاً فحسب، بل فكر وعمل وإنتاج؛ لأنه لا يمكن للشباب أن ينصروا وطنهم وهو على ذات النسق من انتظار الفرص وترقب النمو، وإنما من المهم إعادة منهج التفكير حول القضايا الوطنية والتنموية.

سمو الأمير محمد ينبغي أن يكون مصدر الإلهام لكل شاب سعودي، وذلك يقود إلى فكرة الحافز الغريزي للتطور، تطور الذات واكتشافها وتحقيقها؛ لأنه كلما كانت القيادة شابة، فذلك يدعم الحضور الذاتي في العقلية الاجتماعية بحيث ينتج دافع مستمر للمشاركة والتفكير فيما يجب فعله لأجل الوطن والمجتمع؛ أي يكون هناك نوع من الإحساس بضرورة فعل شيء أو القيام بشيء، وحينها يمكن لكل شاب أن يجد أن بداخله الكثير الذي يمكن أن يقدمه وطنياً واجتماعياً.

إن رؤية المملكة تمنح الوطن والشباب خيارات واسعة للعمل والإنتاج، وتحقيق النهضة بعقول وسواعد سعودية، ويجب إثبات ذلك عملاً وليس قولاً. فهي بالفعل مشروع وطني طموح ينظر في الأفق ويتجه إليه، ولا يمكن لأحد أن يتقاعس أو يتراخى عن المسير فيه؛ لأنه في المحصلة منهج المستقبل الذي نصنعه بأيدينا. وباختيار سمو الأمير محمد ولياً للعهد أصبح بإمكان الشباب التعبير عن أنفسهم من خلال الثقة فيها بوجود من يمثلهم في أعلى نظام الحكم، وذلك عامل مهم في صياغة النمو والتطور خلال المرحلة المقبلة من بناء الدولة السعودية الحديثة.

إعلامية سعودية*

sukinameshekhis@

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر