محمد بن سلمان .. الشباب والمستقبل | مركز سمت للدراسات

محمد بن سلمان .. الشباب والمستقبل

التاريخ والوقت : الجمعة, 14 يوليو 2017

غادة الغنيم

 

نحن نعيش في عالم من التغيير، لكننا مثلك، نسعى لصالح التغيير بالطرق السلمية”، كانت هذه مقولة من مقولات الرئيس الأمريكي ليندون بي جونسون للملك فيصل عند استقباله عام ١٩٦٦ بمقر البيت الأبيض.
وما أشبه اليوم بالماضي، بداية من العلاقات التي أرساها الملك المؤسس عبدالعزيز مع وروزفلت بلقائه الشهير في بارجة كوينسي سنة ١٩٤٥، أو اجتماع الملك سلمان بفخامة الرئيس ترمب، من دون سرد لتاريخ، أو استناد على أدلة، فالكل ملم بتاريخ العلاقات السعودية الأميركية، ومن لا يعرفها، فهناك كم هائل من الشواهد التاريخية التي تتحدث عن هذا الإرث الاستراتيجي..

وكمستفيدة من واحد من أعظم برامج التنمية البشرية في المملكة، وهو برنامج الملك عبدالله للابتعاث، فقد أثَّرنا كمواطنين على المحيط الأكاديمي، فكان البرنامج يعمل مساندًا للأعمال السعودية الديبلوماسية بين البلدين. فكنا نمثل الجانب الاجتماعي والوجه الحقيقي للبلد بالاندماج في الأوساط الأكاديمية، أو مختلف المجالات الحياتية. وأنهى كثير منا دراسته، تاركًا خلفه أصدقاء من بلاد العم سام، يرتبط بهم ارتباطًا وثيقًا، وظل على تواصل مستمر. ثم عاد واندمج في وطنه من جديد، ووجد في استقباله أميرًا شابًا، يخطط ويعمل وينفذ لرؤية تنموية وطنية، تنقل بلده إلى مصاف الدول المتقدمة. فعمل خريجو برنامج الابتعاث كسواعد بشرية لتحقيق الرؤية. فكان سمو ولي العهد، خير من يمثل آمالنا وتطلعاتنا وترجمة سنوات الغربة بعمل نعبر فيه عن حبنا لهذا الوطن.

لم يكتفِ الأمير محمد بن سلمان بالعمل الداخلي والتركيز على التنمية داخل محيط المملكة عبر رؤية المملكة ٢٠٣٠، بل قام بجولات كبيرة على مستوى العالم للبحث عن تحالفات وحلول سياسية لكثير من قضايا المنطقة، فكانت زيارته – بخاصة – للولايات المتحدة منذ تعيينه وليًا لولي للعهد وأعماله المتواصلة معها، سببًا لاسترداد مكانة المملكة إقليميًا مع الحليف الأمريكي. فشهد التاريخ أن زيارة الرئيس الأميركي الجديد ترمب للسعودية، كبلد عربي وإسلامي- كأول وجهة خارجية – هي الأول من نوعها وغير مألوفة قياسًا بالرؤساء الأميركيين السابقين الذين كانت – عادة – وجهتم الأولى إحدى دول الجوار.. وفي ذلك معانٍ كثيرة لا يفهمها، إلا مراقب لتاريخ المنطقة وعلاقاتها. فتمكن الملك سلمان – حفظه الله – والرئيس الأميركي ترمب، من تجديد خارطة التحالفات، متمثلة بزعامة المملكة العربية السعودية إقليميًا، دون أن يضع ثقل العلاقات السعودية الأميركية على الديبلوماسية وتركها لدهاليز الساسة، التي تتغير بتغير الرئيس وتوجهات البيت الأبيض، بل قام بتأصيل العلاقة باستثمارات وعلاقات تجارية مع كبرى الشركات الأميركية منها ما سيقدم خدمات، وأخرى منتجات داعمة لتوطين الصناعة الداخلية وإثراء المحتوى المحلي.

ولو نظرنا إلى وضع العلاقات السعودية الأميركية قبيل عهد الرئيس ترمب، ودققنا في سلوكيات إيران، لوجدنا امتدادًا للنفوذ الإيراني ظهر جليًا في عهد الرئيس الأسبق أوباما. وما تلته من أحداث متمثلة في أعمال الشغب بالمنطقة. فكان للاتفاق النووي الإيراني، أثر في زعزعة أمن الإقليم بعد فترة هدوء وركود من اجتياح الربيع العربي للمنطقة. فما كدنا أن نهدأ، إلا وظهر لإيران رئيسها الجديد (روحاني) المتودد لدول الجوار، ولما هو أبعد من دول الجوار. فبعد ما كانت أميركا الشيطان الأكبر، أصبحت الحليف والصديق لإيران. تحولات فجائية في سياسة إيران الخارجية، تدفعك إلى الترقب والمراقبة لكل هذه التحركات السريعة في طهران: هل تعم المنطقة نفس السياسة؟ هل ننعم بالجوار مع إيران؟ هل يسود الأمن؟ أم هل هذا التودد يقلب المنطقة إلى جحيم؟ نعم، انتصرت إيران في كسب أميركا (أوباما)، ونجحت في تحقيق الاتفاق النووي، ونجحت في زعزعة الأمن في سوريا واليمن. وباتت النيران تحيط بالمملكة من جنوبها وشمالها.. وهنا ظهر لنا ذكاء سمو ولي العهد وقدرته القيادية، فعمل على قلب الطاولة على إيران، وتغيير كل الحسابات، فشكلت المملكة قوات التحالف للتدخل العسكري للدفاع عن الشرعية في اليمن الشقيق، وحمايتهم من التمدد الفارسي، وحماية حدود المملكة ودول الجوار.

إن سياسة المملكة ثابتة ومتزنة وتنتهج نهجًا واضحًا، فكان الاستعداد للشباب وإعداده من أكثر من عشر سنوات مضت، شعبًا وحكومة، خُطط باستراتيجية مدروسة، واستعداد تام لهذه المرحلة، وآن الأوان للتنفيذ. كمواطنة شابة أجد انعكاسًا لأفكاري ورغباتي وتوجهاتي، متمثلة في قيادة المملكة الطموحة، التي أرى لها الاستقرار المحلي والإقليمي من خلال الأعمال التي شهدناها للأمير محمد بن سلمان في السنتين الماضيتين، والتي سيرى العالم أجمع، ثمار هذا العمل الدءوب في سنة ٢٠٢٠. فكنا بالأمس ندرس ونحلم، واليوم ننفذ.. وغدًا ننعم.

مستشار أول في مركز الإنجاز والتدخل السريع لتحقيق الرؤية*

@GhadahAlghunaim

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر