فيليب إنمان

تتزايد الدعوات والضغوطات لتشديد العقوبات الاقتصادية على موسكو إبان الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ وافقت كل من الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمملكة المتحدة وألمانيا، مؤخرًا، على استبعاد بعض البنوك الروسية المختارة من نظام “سويفت” العالمي للبنوك، وهو نظام عالمي محوري للمدفوعات، بهدف ضرب التجارة الروسية وتعقيد الأمر على شركاتها ممارسة أعمالها التجارية.

ما هو نظام “سويفت“؟

نظام “سويفت” هو اختصار لـ”جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك”، وهو نظام مالي عالمي آمن يسمح بانتقال سلس وسريع للمدفوعات عبر الحدود، مما يسمح بالتدفق السلس لمدفوعات التجارة الدولية عبر البنوك. لقد أصبح هذا النظام كالآلية الرئيسية لتمويل التجارة الدولية، إذ بلغ حجم المعاملات البنكية عبر منصة نظام “سويفت” العالمي في عام 2020 ما يقرب من 38 مليون معاملة بنكية يوميًا، مما سهل عمليات إبرام الصفقات التجارية التي زادت قيمتها على تريليونات الدولارات.

من يملك نظام “سويفت” ويتحكم فيه؟

أنشىء نظام “سويفت” في سبعينيات القرن الماضي، وهو مؤسسة مالية تعاونية تضم آلاف المؤسسات الأعضاء التي تستخدم خدمات النظام. يقع مقر مؤسسة “سويفت” في دولة بلجيكا، والتي من المفترض ألا تنحاز إلى أي طرف أثناء النزاعات، إذ تهدف المؤسسة إلى تقديم خدماتها بشكل أساسي للأعضاء.

لماذا يُعدُّ حظر روسيا من نظام “سويفت” العالمي أمرًا في غاية الخطورة؟ 

سيكون من الضروري إجراء المعاملات العادية بين البنوك مباشرة، أو توجيهها من خلال أنظمة منافسة وليدة، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف وإلى حدوث بعض التأخيرات على المعاملات البنكية.

لماذا ترددت بعض الدول في البداية في تنفيذ حظر روسيا من نظام “سويفت” العالمي؟

جاء هذا التردد نتيجة عدم وجود ضرر كبير على البنوك والشركات الروسية جراء اتخاذ مثل هذا القرار، إذ قال رئيس بنك “في تي بي” الروسي، مؤخرًا، إنه يمكنه استخدام قنوات أخرى بديلة لإجراء مدفوعات التجارة الخارجية، مثل: الهواتف، وتطبيقات المراسلة، أو عبر البريد الإلكتروني. كما يمكن للبنوك الروسية أيضًا توجيه المدفوعات عبر البلدان التي لم تفرض مثل تلك العقوبات عليها، مثل الصين، التي أنشأت نظام مدفوعات خاصًا بها لمنافسة نظام “سويفت” العالمي. ونتيجة لذلك، قد يؤدي حظر البنوك والشركات الروسية من نظام “سويفت” العالمي إلى لجوء روسيا إلى استخدام نظام “”CIPS الصيني المنافس لنظام “سويفت” العالمي. هناك أيضًا مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى الإضرار بوضع الدولار الأميركي كعملة احتياطية عالمية، ويسرع استخدام البدائل من العملات مثل العملات المشفرة.

هل يؤثر قرار حظر روسيا من نظام “سويفت” العالمي في دول أخرى؟

أعربت إدارة الرئيس الأميركي “جو بايدن” عن قلقها إزاء حظر روسيا من نظام “سويفت” العالمي لاحتمالية إلحاق الضرر بحلفائها بقدر ما قد يلحق الضرر بالشركات الروسية. إذ تعدُّ روسيا من أكبر الدول المشترية للسلع والبضائع الأجنبية المصنعة خاصة من هولندا وألمانيا. كما تعدُّ روسيا هي المزود الرئيسي للنفط والغاز الطبيعي والوقود الأحفوري الصلب لدول الاتحاد الأوروبي، وقد تجد الدول الأوروبية صعوبة في العثور على موردين بديلين لاحتياجاتهم من تلك المواد. ورغم ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي دعمة لقرار حظر روسيا من نظام “سويفت” العالمي. 

هل نظام سويفت ملزم بفرض العقوبات الاقتصادية على روسيا؟

في الماضي، قاوم “سويفت” الدعوات لفرض حظر على دول معينة، واصفًا نفسه بأنه مؤسسة محايدة تقف على مسافة واحدة من الجميع. لكن في عام 2012، منع الاتحاد الأوروبي نظام “سويفت” من تقديم خدماته للشركات والمؤسسات الإيرانية، وكذا الأفراد الإيرانيون الخاضعون للعقوبات فيما يتعلق ببرنامج طهران النووي، مما شكل سابقة لاتخاذ مثل تلك العقوبات ضد روسيا. وقالت “رويترز” إن متحدثًا باسم “سويفت” امتنع عن الإفصاح عن كيفية موافقة المنظمة على أي عقوبات تُفرض من قبل الولايات المتحدة الأميركية.

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: theguardian