ما مدى خطورة المتحور الفرعي الجديد “بي أيه. 2” السريع الانتشار؟ | مركز سمت للدراسات

ما مدى خطورة المتحور الفرعي الجديد “بي أيه. 2” السريع الانتشار؟

التاريخ والوقت : السبت, 12 فبراير 2022

 أوليفر بارنز – إيلا هولوود – دوناتو باولو مانسيني – بريمروز ريوردان

 

يراقب العلماء الذين يتتبعون طفرات فيروس كورونا من كثب ارتفاعا طفيفا في الحالات التي يتسبب فيها متحور فرعي من أوميكرون يعرف بـ”بي أيه. 2″، في وقت كانت فيه بعض البلدان تأمل أن يكون الأسوأ من موجة عدوى فيروس كورونا الأخيرة قد انتهى.

تم اكتشاف السلالة في نحو 57 بلدا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وأصبحت الآن تمثل نحو عشر تسلسلات جينوم سارس-كوف-2 التي تم تحميلها في المستودع العالمي التابع للمبادرة العالمية لتبادل بيانات إنفلونزا الطيور “جي آي إس أيه آي دي”.

ولا تزال النسخة الأصلية من أوميكرون، بي أيه. 1، مسؤولة عن معظم الحالات. مع ذلك، أصبح بي أيه. 2 المتحور السائد في الإصابات في كل من الدنمارك، والهند، وجنوب إفريقيا.

كيف تختلف المتحورات الفرعية عن الفيروس الأصلي؟

أصبح العلماء على علم بالمتحورات الفرعية من أوميكرون بعد أقل من أسبوعين من إطلاق السلطات الصحية في جنوب إفريقيا ناقوس الخطر لأول مرة بشأن السلالة الأصلية في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر).

هناك ثلاثة أنواع فرعية محددة رسميا من أوميكرون: بي أيه. 1، وبي أيه. 2، وبي أيه. 3 – تم ربط المتحور الفرعي الأخير بأقل من 400 حالة في جميع أنحاء العالم.

يحتوي بي أيه. 2 على ما يصل إلى 27 طفرة غير موجودة في المتحور الأصلي من أوميكرون، بي أيه. 1.

تشير أبحاث مستقلة تتعلق بانتقال العدوى المنزلية، صدرت عن هيئات الصحة العامة في الدنمارك والمملكة المتحدة، إلى أن هذه الطفرات تجعل بي أيه. 2 أكثر عدوى تراوح بين 30 في المائة و34 في المائة من بي أيه. 1.

في منتصف كانون الثاني (يناير) صنفت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة بي أيه. 2 على أنه “متحور قيد التقصي”. وتتعامل منظمة الصحة العالمية مع جميع سلالات أوميكرون الفرعية باعتبارها “متحورات مثيرة للقلق” دون أن تحدد بعد تصنيف خطر المتحور بي أيه. 2.

هل يمكن للمتحور التهرب من دفاعات الجسم المناعية؟

وجدت دراسة دنماركية نشرت أمس الأول، أن بي أيه. 2 يمتلك خصائص مراوغة ضد المناعة تسهم في تقليل التأثير الوقائي للتطعيم ضد العدوى، مقارنة بالمتحور الأصلي بي أيه. 1. لكن الباحثين أضافوا أن بي أيه. 2 “لم يزد” من احتمال انتقال الفيروس من الأشخاص الذين تم تطعيمهم بعد الإصابة به.

وجدت بيانات وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، الصادرة الأسبوع الماضي، أن اللقاحات قد تكون أكثر فاعلية قليلا ضد المتحور أوميكرون الفرعي منها ضد الفيروس الأصلي.

وكانت اللقاحات المعززة فعالة 63 في المائة ضد العدوى العرضية من بي أيه. 1، مقارنة بـ70 في المائة ضد بي أيه. 2، وذلك بعد أسبوعين على الأقل من أخذ الجرعة. لكن البيانات المتعلقة بالمتحور الفرعي بي أيه. 2 محدودة، لذا فإن التقديرات أقل يقينا.

قال رافائيل باياري أولموس، عالم المناعة والباحث في مختبر الطب الجزيئي في مستشفى جامعة كوبنهاجن، إن أحدث البيانات تشير إلى أن بي أيه. 2 “في الأغلب” كان “أقدر بقليل على المراوغة للمناعة” من بي أيه. 1.

توقع ريتشارد ليسيلز، طبيب الأمراض المعدية في جامعة كوازولو ناتال في ديربان، أن بي أيه. 2 لن يتسبب في “موجة ضخمة من الإصابات” في جنوب إفريقيا، وهي مركز تفشي أوميكرون الأصلي، حيث تمثل الإصابة بالمتحور الفرعي بي أيه. 2 الآن نحو نصف الحالات.

قال ليسيلز: “قد نتوقع تكرار بعض الإصابات مرة أخرى لأنه في كثير من الحالات قد لا تكون الاستجابة المناعية لأوميكرون قوية بشكل خاص”. أضاف: “لكنني أعتقد أنه من غير المرجح أن يتم اختراق (…) الحصانة من بي أيه. 1. إنه بالتأكيد لا يغير قواعد اللعبة”.

ما مدى القلق الذي يجب أن نشعر به تجاه بي أيه. 2؟

بحسب رافي جوبتا، أستاذ علم الأحياء الدقيقة الإكلينيكي في جامعة كامبريدج، على الرغم من ميزة الانتقال السريع للمتحور الفرعي بي أيه. 2، إلا إنها “لا تبرر” فرض تدابير صحة عامة أكثر مما فرضته الحكومات ردا على المتحور أوميكرون الأصلي.

وقال جوبتا: “قد يكون بي أيه. 2 أكثر قابلية للانتقال بدرجة معينة لكن أوميكرون قابل للانتقال بسرعة أصلا ومن غير المرجح أن تخرجنا الزيادة التدريجية للإصابات عن المسار الصحيح”.

أوضح أن “الطفرات ليست كلها متساوية”، مشيرا إلى أن بعضها لا يتسبب في الكثير الذي يمكن أن يغير الطريقة التي يتصرف بها الفيروس “ولا توجد إشارات” على أن بي أيه. 2 يتسبب في أعراض مرضية أكثر خطورة.

من جانبه أكد بوريس بافلين، عضو فريق الاستجابة لفيروس كوفيد – 19 التابع لمنظمة الصحة العالمية، أنه لا يبدو أن بي أيه. 2 قد غير المشهد في المستشفيات في البلدان التي ينتشر فيها بسرعة.

قال: “بالنظر إلى البلدان الأخرى التي يسود فيها بي أيه. 2 الآن، لم نلاحظ أي قفزات كبيرة في حالات الإدخال إلى المستشفى أكثر من المتوقع”.

كيف تستجيب البلدان للمتحور الفرعي بي أيه. 2؟

على الرغم من البيانات الأولية التي تشير إلى أن بي أيه. 2 أكثر قابلية للانتقال من السلالة الشقيقة، إلا أن عديدا من البلدان التي يهيمن فيها مضت قدما في إلغاء قيود كوفيد التي تم وضعها أثناء تفشي المتحور أوميكرون الأصلي، مشيرة إلى ضغوط محدودة تشهدها المستشفيات.

فقد أنهت الدنمارك، حيث تشكل الإصابات بالمتحور الفرعي بي أيه. 2 أكثر من 60 في المائة من مجموع الحالات، جميع قيود فيروس كورونا من الأسبوع الماضي، بما في ذلك إسقاط المتطلب القانوني الخاص بالعزل الذاتي.

ويوجد الآن نحو 1100 مريض كوفيد في المستشفى في الدنمارك بحسب أحدث الإحصاءات، وهو أعلى مستوى تم تسجيله خلال الجائحة، لكن ربعهم تقريبا لا يتلقون العلاج في المقام الأول بسبب إصابتهم بالفيروس، وذلك وفقا لمعهد ستاتينز سيروم في الدنمارك.

في جنوب إفريقيا أعلنت الحكومة الأسبوع الماضي أن الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض لن يضطروا بعد الآن إلى عزل أنفسهم بعد التحقق من إصابتهم.

كذلك خففت مومباي، العاصمة التجارية للهند، بعض قيود كوفيد الأسبوع الماضي على الرغم من أن بي أيه. 2 يشكل أغلبية الإصابات على مستوى البلاد.

قال البروفيسور سونيت سينج، رئيس وحدة البيولوجيا الجزيئية في جامعة باناراس هندو، في إشارة إلى تفشي دلتا الذي اجتاح البلاد في الربيع الماضي: “إننا في الهند، نعلم كيف يكون الحال عندما نواجه متحورا يسبب مشكلات كبيرة – لكن بي أيه. 2 ليس كذلك”.

في هذه الأثناء وضع المتحور أوميكرون الفرعي استراتيجية صفر كوفيد في هونج كونج تحت الاختبار.

فقد تسبب مسافر مصاب بفيروس بي أيه. 2 في الأسبوع الثالث من الحجر الصحي في أحد الفنادق في تفشي المرض، ما أدى إلى ظهور مئات الحالات، وهو أعلى مستوى تم تسجيله طيلة فترة الجائحة.

“لقد تغيرت المعادلة لأن استجابتنا التي نجحت في الماضي قد لا تكون بالقدر نفسه من التأثير لأن هذا المتحور الفرعي أكثر قابلية للانتقال”، بحسب الدكتور سيدهارث سريدهار، عالم الفيروسات الإكلينيكي في جامعة هونج كونج، معلقا على ما يعنيه المتحور الفرعي بي أيه. 2 لاستراتيجية المدينة.

هل يصبح بي أيه. 2 المتحور السائد في العالم؟

قال باياري أولموس إن العدوى المتزايدة بالمتحور بي أيه. 2 تعني أنه “من المحتمل أن يصبح السلالة المهيمنة” في بلدان أخرى خارج موطنه الدنمارك، لكن من الممكن أيضا أن “يتلاشى” في أماكن أخرى إذا تفوق عليه متحور آخر أو إذا تمت مواجهته “بتدابير مضادة فعالة”.
مع ذلك، يتوقع أولموس أن تتجنب البلدان ذات معدلات التطعيم المرتفعة “موجة من حالات الدخول إلى المستشفيات” بغض النظر عن معدلات الإصابة. قال: “لا أعتقد أنه سيطيل فترة الجائحة بشكل كبير”.

لكن ديفيد ستيوارت، أستاذ علم الأحياء البنيوي في جامعة أكسفورد، قال: “لن يكون من المفاجئ أن يسود بي أيه. 2 ويصبح المتحور السائد في المملكة المتحدة.
أشار البروفيسور توليو دي أوليفيرا، مدير مركز الاستجابة الوبائية والابتكار في جنوب إفريقيا وهو أول من نبه العالم إلى ظهور المتحور أوميكرون، إلى أن التركيز الشديد على أرقام العدوى هو ما “أخطأ الناس فيه حقا” بعد ظهور السلالة لأول مرة.

قال: “بدأ الجميع الشعور بالذعر بسبب عدد الإصابات، لكن الحقيقة أن مستشفياتنا كانت فارغة من المرضى”. أضاف: “إذا بدأ الناس في إطلاق ادعاءات باطلة تتعلق بالمتحورات، فإن العالم لن يأخذ الأمر على محمل الجد في حال ظهر المتحور الذي يدعو إلى القلق حقا”.

 

المصدر: صحيفة الاقتصادية – خدمة فايننشال تايمز

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر