سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
Natalie Evans, Jamie Jirout, and Kathy Hirsh-Pasek
في وقت سابق من هذا العام، نشرت مجلة فورتش تحت عنوان “العصر المقبل للعمل سيكون حول المهارات – لا السيرة الذاتية”، مشيرة إلى أن أرباب العمل يبتعدون عن المؤشرات التقليدية لنجاح الموظف المحتمل مثل الشهادات الجامعية وسنوات الخبرة، ويثمنون المهارات الملموسة. في الوقت نفسه، أدى ارتفاع استخدام الذكاء الاصطناعي مثل روبوتات الكتابة التي تكتب مثل شكسبير وتفوز في مسابقات فنية، إلى مخاوف من أن التقنية ستجعل العديد من الوظائف الحالية مهددة بالانقراض. وتمثل هذه التغيرات انزياحًا زلزاليًا في مستقبل سوق العمل. بدلاً من المعرفة والمهارات المهنية النوعية، سيحتاج الطلاب إلى ما لا يستطيعه برامج الذكاء الاصطناعي مثل الفضول والإبداع.
لا توجد أي علامات تشير إلى أن نظامنا التعليمي الحالي يعد الطلاب لهذه الواقعية الجديدة. فقد أظهرت مسوح أميركية قبل 28 عامًا أن معلمي رياض الأطفال كانوا على دراية بأن الفضول والإبداع كانا أكثر تنبؤًا بالنجاح الأكاديمي لاحقًا من تعليم الأبجدية أو تعليم العد. وقدمت دراسة حديثة أدلة على هذه البصيرة. ومع ذلك، يروي الأطفال أن الفضول غير متوافق مع ما يُتوقع منهم في المدرسة، وتدعم ملاحظات لفصول رياض الأطفال والمدارس الابتدائية هذا التقرير. وبالنظر إلى هذه الواقعية، فإن بعضهم يتساءل عن كيفية سد الفجوة بين الفضول والإبداع التي تتركها المدارس وما تحتاجه سوق العمل في المستقبل.
يحدث الفضول عندما يواجه الطالب فجوة في المعرفة تحفزه على البحث عن معلومات لحل حالة عدم اليقين التي هو فيها. أمَّا الإبداع فيحدث عندما يولد الطلاب أفكارًا أو منتجات جديدة ومفيدة. وتشير الأدلة لدى كل من البالغين والأطفال إلى أن الفضول والإبداع مرتبطان. فالطلاب الأكثر فضولاً سيكونون أيضًا الأكثر إبداعًا. كما تشير الأبحاث إلى إجراءات محددة يمكن تطبيقها في فصول الدراسة لتعزيز الفضول والإبداع عند الطلاب. ويمكن للمعلمين طرح أسئلة تساعد الطلاب على التعرف على ما يعرفونه وما لا يعرفونه وما يمكنهم تعلمه. كما يمكنهم أن يُظهروا الفضول والارتياح مع عدم اليقين، من خلال التركيز على أنه لا مانع من عدم معرفة الإجابة عن شيء ما، وأنه من الممتع البحث عن الإجابات عن أسئلتهم، فضلاً عن تيسير استراتيجيات البحث عن المعلومات. وعندما يطرح المعلمون أسئلة أو يكلفون الطلاب بمهمة ما، يركزون بعد ذلك على عملية التفكير وحل المشكلات، متيحين للطلاب الوقت والمساحة اللازمين للتفكير وطرح الأسئلة وتوليد أفكار بديلة، بدلاً من التركيز على الوصول إلى إجابة محددة. كما يصبح الطلاب أكثر فضولاً عندما يتاح لهم فرصة طرح أسئلتهم الخاصة، لكن الملاحظات في 304 فصول دراسية في الولايات المتحدة (بما في ذلك دروس رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية العليا) أظهرت أنه لم يطلب من الطلاب أبدًا توليد أسئلتهم الخاصة.
لقد استطاع العديد من المعلمين والمدارس بالفعل التقاط فضول الطلاب وتوفير الوقت والمساحة اللازمين للتعلم بإبداع، لكن هذا يحدث عادة في المدارس التي تتمتع بمزيد من المرونة والموارد ما يؤدي إلى قضايا عدم المساواة. ولتعميم هذه الممارسات، سيحتاج المعلمون ليس فقط لدعم إداراتهم ومديريهم والأسر، بل إلى إعادة النظر في نظام التعليم بواسطة صناع السياسات.
يبقى التعليم في جميع أنحاء العالم مركزًا على مقاييس ضيقة للتقييم، وهي مقاييس لا تترك مجالاً كبيرًا للفضول والإبداع لأن المعلمين مطالبون بقضاء وقتهم في تعليم الطلاب لاختبار معين للحصول على “إجابة صحيحة واحدة”. ونتيجة لهذا النظام الذي تفاقمت تحدياته بسبب كوفيد-19 أيضًا يواجه المعلمون والطلاب أعباء ثقيلة، إذ يحاولون مواكبة المعلومات المفترض تعلمها دون ترك المزيد من الوقت للفضول والإبداع.
يلقي كتاب “إنجاح المدارس” الأخير لكاثي هيرش – باساك وروبرتا غولينكوف، الضوء على خارطة طريق لمستقبل جديد للمدارس. يقدم الكتاب بيانات علمية ويقترح أن إحدى طرق تحويل النظام هي التدريس بطريقة يتعلم بها العقل البشري من خلال إنشاء بيئات تعلم نشطة ومشجعة. وسيكون تنمية فضول الطلاب وإبداعهم في صلب هذه المهمة. لكن لا يمكن تحقيق هذه الغاية إلا باستثارة الفضول والإبداع، ما سيؤدي إلى طلاب أكثر سعادة وأكثر استعدادًا للتعلم ومواجهة تحديات المستقبل.
المصدر: brookings
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر