ما الذي انفجر في بيروت؟ | مركز سمت للدراسات

ما الذي انفجر في بيروت؟

التاريخ والوقت : السبت, 8 أغسطس 2020

نك ووترز

 

قبل الساعة السادسة مساءً بقليل بتوقيت بيروت، بدأت التقارير تغرق “تويتر” عن حريق وسلسلة من الانفجارات في بيروت. أصبح من الواضح سريعًا أن الحدث كان أكثر بكثير من حريق صناعي صغير.

بعد فترة وجيزة، غمرت مقاطع الفيديو والصور الخاصة بانفجار هائل، وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أظهرت الفيديوهات المنتشرة حريقًا يتحول فجأة إلى كرة نارية ضخمة وموجة مزقت المباني. وتركز مقاطع الفيديو والصور الخاصة بالحادث على موقع واحد على أرصفة المرفأ في بيروت. ورغم وجود مزاعم بانفجارات في مواقع أخرى، فإنه لا يبدو أن هناك صورًا أو مقاطع فيديو لهذا الأمر، ومن المحتمل أن هذه التقارير كانت – ببساطة – نتيجة للانفجار الهائل في الأحواض.

ماذا حدث؟

رغم وجود بعض المزاعم بأن هذا الانفجار يمكن أن يكون ارتطام سفينة، أو غارة جوية، لا يوجد شيء في مقاطع الفيديو واسعة الانتشار يدل على ذلك. فالعديد من الصور ومقاطع الفيديو تظهر مستودعًا مشتعلاً فيه النيران والعديد من الانفجارات الصغيرة قبل وقتٍ قصيرٍ من انفجار ضخم.

لوحظ أيضًا سلك أو أنبوب مميز ينزل إلى المبنى الذي يقف عليه الأشخاص الذين يصورون على بُعد حوالي 40 مترًا من المستودع، حيث يظهر من التصوير أنه يلتقط الجانب الشمالي من المستودع الذي يبدو أنه يحترق.

ما سبب الانفجار؟

كانت هناك بعض التكهنات حول سبب هذا الانفجار. وتشمل السمات البارزة لهذا الانفجار سحابة حمراء وعددًا كبيرًا من الومضات الصغيرة المرئية في النار قبل الانفجار الكبير. وقد نشرت بعض حسابات وسائل الإعلام المحلية ادعاءات بأن المواد المتفجرة تم تخزينها بشكل غير صحيح في هذا الموقع، لكن تمَّ حذف تلك التغريدات في وقت لاحق. بينما أشار آخرون إلى شحنة كبيرة من نترات الأمونيوم ربَّما جرى تفريغها في أرصفة السفن منذ عدة سنوات. وفي هذا الوقت ليس هناك ما يشير بوضوح إلى السبب الرئيس لهذا الانفجار.

ومع ذلك، يمكننا القول إنه لم يكن – بالتأكيد – انفجارًا نوويًا.

بعد فترة وجيزة من تداول أنباء الحادث، صرَّح رئيس الوزراء اللبناني حسن دياب، بأنه “سيتم الإعلان عن الحقائق حول هذا المستودع الخطير الموجود منذ 2014، لذا لا يمكننا استباق التحقيقات”.

ما الضرر الذي حدث؟

كان هذا الانفجار عملاقًا بشكل واضح. فهناك كميات كبيرة من الصور ومقاطع الفيديو التي تعرض مساحات كبيرة من بيروت لحقت بها أضرار جسيمة. وتظهر الفيديوهات المنتشرة تصويرًا بطيئًا لتلك الأشلاء التي تمَّ التقاطها على الأرض، كما تظهر أجزاء من المباني تتفكك عندما ضربها الانفجار.

في الواقع، يبدو أن آثار هذا الانفجار وصلت قبرص. فقد تمَّ نشر العديد من حسابات وسائل الإعلام الاجتماعية حول هذا الموضوع، ووردت تقارير بشأن وصول آثار الانفجار إلى النوافذ في قبرص. ومن المثير للاهتمام، أن بيانات الرصد الزلزالي في مواقع مختلفة حددت نقطة الارتكاز في هذا الوقت، إذ تمَّ تسجيل زلزال بقوة 3.5 درجة في بيروت.

“جيفري لويس”، خبير الأسلحة النووية، اتفق مع الحسابات الأولية التي تشير إلى أن هذا الانفجار كان يمكن أن يعادل 240 طنًا من مادة “تي إن تي”، وذلك في محاولة تقريبية لحساب قوة التفجير.

وقد أدى الانفجار إلى تدمير مساحات من بيروت. بالإضافة إلى الأضرار الهيكلية بالقرب من مركز الانفجار، فقد حطم دوي الانفجار النوافذ والأبواب على بعد كيلومترات.

ونتيجة للحريق والانفجارات الصغيرة، كان الكثير من الناس في بيروت يقفون بجوار النوافذ لتصوير المشهد وتوثيقه. وعندما حدث الانفجار، كان العديد من هؤلاء الناس قد أصيبوا بزجاج متطاير، إثر تحطم نوافذهم. لذلك، ليس من المستغرب أن يبدو أن المستشفيات أضحت غارقة في عدد الإصابات التي تسبب فيها هذا الانفجار.

وحتى وقت كتابة هذا التقرير، أشارت التقديرات الأولية للخسائر إلى 100 قتيل وعدة آلاف من الجرحى.

أخيرًا، يتضح من المعلومات المتوفرة أنه قبل الساعة السادسة مساءً بقليل في بيروت اندلع حريق وسلسلة من الانفجارات على أرصفة بيروت، شعرت بآثارها الكثير من المناطق المحيطة بموقع الحادث حتى وصلت إلى قبرص. الأضرار باتت منتشرة في جميع أنحاء المدينة ويقال إن الآلاف أصيبوا. ورغم أن السبب المحدد للتفجير لا يزال غير معروف حاليًا، يبدو أن مركز الانفجار كان هو المستودع الذي يجري الحديث عنه.

ويعتبر هذا الانفجار أحد مشاهد البؤس الذي يعيشه بلد يعاني ظروفًا اقتصادية قاسية، وتضخمًا وانقطاعًا متكررًا للكهرباء.

لا شك أنه سيكون هناك الآن قدر كبير من الاهتمام بشأن ما تمَّ تخزينه في هذا المستودع بالضبط، لكن لماذا تمَّ تخزين مواد خطرة جدًا بالقرب من مركز هذه المدينة الصاخبة.

 

إعداد: وحدة الترجمات بمركز سمت للدراسات

المصدر: بيللينج كات Bellingcat

النشرة البريدية

سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!

تابعونا على

تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر