سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
عبدالله بن بجاد العتيبي
ماذا تريد تركيا من ليبيا؟ ما هي أهداف أردوغان في ليبيا؟ ماذا يصنع الجنود والمدربون الأتراك على التراب الليبي؟ هل هو النفط والغاز الليبي؟ نعم، هل هو الرغبة العارمة لبسط النفوذ التركي باسم الخلافة؟ نعم، هل هو السعي لاستهداف مصر؟ نعم، هل هو محاولة لتعويض خسائر تركيا السياسية في الدول العربية؟ نعم، كل هذه الإجابات تثبت بما لا يدع مجالاً للشك العدوان التركي المستمر في ليبيا.
الجيش الليبي والبرلمان والشعب يسعون جهدهم لاستعادة الدولة الليبية وفرض كامل سيادتها على ترابها الوطني، وأن تكون مقدرات البلاد مسخرةً للشعب الليبي، وهم مدعومون في هذا المسعى المحق من الدول العربية الداعمة لاستقرار الدولة في العالم العربي ومن دول العالم المحبة للسلام والرافضة للإرهاب.
العاصمة الليبية مختطفة من ميليشيات الإسلام السياسي من «الإخوان المسلمين وتنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش» وغيرها من المسميات مختلفة الأسماء وموحدة الهدف، وكل هذه الميليشيات والتنظيمات الإرهابية المسلحة خاضعة بولائها وتسليحها بالكامل لثلاث دول المحتل العثماني القديم والمحتل الأوروبي الحديث ودولة الشذوذ السياسي قطر التي تعتبر دولة عربيةً للأسف.
الجديد اليوم هو أن قطر وتركيا مهزومتان في العديد من الدول العربية ولم يبق لهما إلا ليبيا للمحافظة على مصالحهما بضرب الدولة الليبية وضمان استمرار استقرار الفوضى فيها واستمرارها تجمعاً للإرهاب ومنطلقاً لغيرها من الدول، هذا هو المشهد باختصار شديد.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذّر بصراحة من عمليات النقل الواسعة للإرهابيين من إدلب السورية إلى ليبيا، وكل هذا يتمّ بدعم لوجستي تركي خالص ودعم مالي قطري بمشاركة رموز الإرهاب الليبي من أمثال عبد الحكيم بلحاج وأمثاله من الرابضين بتركيا والمدعومين قطرياً ليقتلوا أهلهم وشعبهم ويخربوا بيوتهم بأيديهم كما هو منهج جماعة «الإخوان» الثابت.
لقد أصبح أردوغان الخاسر على كافة الجبهات يطلق التصريحات النارية بالتدخل العسكري المباشر في ليبيا واستهداف جيشها الوطني وقائده خليفة حفتر بشكل مباشر، ووزراؤه يسابقونه على ذات التوجه، ويدفعون بنفس الاتجاه، وهو موقف مخالف لكل القوانين الدولية والأعراف الديبلوماسية، وهو يغامر كثيراً إن نفذ تهديده في ظل اقتصاد يتضعضع وعملة منهارةٍ ويقين لدى الناخب التركي بأنه لا ناقة له ولا جمل في مغامرات رئيسه وأحلامه الشخصية.
تركيا المهددة بعقوبات أميركية تضع قدماً مع حلف الأطلسي وأخرى مع روسيا، وتسعى جهدها للانضمام للاتحاد الأوروبي المعرض عنها وهي تمارس الديكتاتورية داخلياً وتدعم الإرهاب وجماعاته وميليشياته إقليمياً، وهي دولة حديثة يجب ألا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ولكنها مسكونة بحلم الخلافة ووهم استعادة العثمانيين وهي بعد انهيار هذا الحلم لم يبق لها إلا ليبيا لتمارس فيها مخالفة القانون الدولي والسعي للاحتلال العسكري الغاشم وضرب الدولة الليبية.
لم يعد الجيش الليبي يتحمل التدخل التركي والقطري المباشر في الشأن الليبي، فهدد صراحة باستهداف السفن والطائرات والخبراء الأتراك على التراب الليبي، والأخبار نقلت كيف تصدر تركيا الأسلحة الخفيفة والثقيلة لدعم الميليشيات والإرهابيين في ليبيا وتصدير الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا، وكان رد تركيا رد محتلٍ صريحٍ يهدد دولة مستقلة بالغزو العسكري.
الميليشيات لن تحمي أوروبا من المهاجرين غير الشرعيين واستهداف مجمعاً للمهاجرين هو خلط للأوراق يوضح طبيعة هذه الجماعات الإرهابية وداعميها، ولن تحل مشاكل ليبيا إلا بدولة مستقرة قوية تفرض هيبتها وسيطرتها على كامل ترابها الوطني وتبسط الأمن والأمان، وتفرض حماية حدودها ومصالح مواطنيها، وهو ما يسعى له الجيش الوطني الليبي بكل جهد وإخلاص.
أخيراً، يجب خلق اصطفاف سياسي ودبلوماسي ضد العدوان التركي- القطري على ليبيا، يكون عربياً وإسلامياً ودولياً يعيد الحق إلى نصابه ويوقف المغامرات المعادية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر