سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
هي عملة رقمية عالمية تجعل تحويل الأموال كإرسال رسالة نصية.. سوف يمكنها التخلص من العوائق الخاصة بتحويل الأموال النقدية؛ كالرسوم والتأخيرات، وقد تتيح هذه العملة لبعض المنتمين إلى الدول الأقل تطورًا مجالًا لدخول الأنظمة المالية ووسائل حماية الدخل البسيط المكتسب بصعوبة ضد التضخم الذي يجتاح العالم. هذا ما وعد به “فيسبوك” في 18 يونيو 2019. فخلال عام سيقوم بإطلاق عملة جديدة تُعرف بـ”ليبرا” أو الميزان؛ وهي اسم وحدة الكتلة في اللغة الرومانية القديمة، و”ليبرا” أيضًا كانت تعني “جنيهًا” في عديد من اللغات القديمة.
ولا شك أن مستقبل الإمكانيات التجارية المحتملة لهذه العملة سيكون على قدر كبير من الأهمية، وكذلك المشكلات المحتملة. فإذا قام كل من الـ2.4 مليار مستخدم لـ”فيسبوك” بتحويل جزء من مدخراتهم إلى “ليبرا”؛ فسوف تتحول إلى عملة واسعة الانتشار، ما يجعلها تمثل سلطة غير مسبوقة في يد مصدرها، مع الأخذ في الاعتبار احتمالية سوء استخدام بيانات المستخدم، والسماح بانتشار المعلومات الخاطئة، وكثير من المشكلات التي قد تقلل من قيمة أسهم صانعي السياسات، والمستخدمين والشركاء المحتملين على حد سواء.
وبينما يتيح برنامج “ماسنجر” خدمة الدفع بالفعل للأمريكيين، كما يختبر “واتس آب” خدمة مماثلة في الهند، فإن هاتين الخدمتَين تظلان غير عابرتَين للحدود، كما أنهما تتطلبان أن يكون للمستخدم حساب مصرفي. كما تقوم شركات التكنولوجيا المالية بتحويل المال عن طريق تطبيق “ترانسفير وايز”، الذي يقوم بالتحويلات الدولية، ويتلقَّى رسومًا تبلغ نحو 4 أو 5% على كل مئتي دولار، أي أقل بثلاثة أضعاف تكلفة التحويل عبر خدمة “ويسترن يونيون”. لكن “ليبرا” ستكون أرخص ولن تتطلب حسابًا مصرفيًّا.
ويجمع الخبراء أن رسوم المعاملات الافتراضية لن تحقق كثيرًا من الإيرادات؛ لكن “ليبرا” يمكنها أن تسمح لـ”فيسبوك” بفرض رسوم إضافية على الإعلانات الرقمية، وذلك بجعل عمليات شراء المنتجات المعلنة أسهل وأسرع، كما يمكنها أن توفر مصدرًا جديدًا للبيانات؛ لاستهداف الإعلانات، الذي سيعوض عن المعلومات التي سيتخلى عنها “فيسبوك” مع “محور الخصوصية” الذي أعلنه مارك زوكربيرج في مارس الماضي في ما يتعلق بالرسائل الخاصة.
مخاوف
ولإضفاء مصداقية على الوعود التي تحطَّمت في الماضي، في ما يخص الفصل بين البيانات على موقع التواصل والمعاملات المالية، أنشأ “فيسبوك” شركة تابعة له باسم “كاليبرا”؛ لإدارة الخدمات التي تقدمها عملة “ليبرا” عبر تطبيقاتها الخاصة، وليس من المتوقع أن تواجه “كاليبرا” صعوبات مع كل من شركتَي “آبل” و”جوجل“. فمن المستحيل تخيُّل أن تقوم الشركتان برفض عرض “ماسنجر” و”واتس آب” على متاجر التطبيقات الخاصة بهما، مثلما فعلتا مع عروض العملات المشفرة التي كان كثير منها عبارة عن خدع.
يمتلئ تاريخ تكنولوجيا المعلومات بالمبادرات التي انهارت تحت وطأة الصراع الداخلي، وقد يكون السبب وراء هذا الانهيار سياسيًّا، لذلك فإنه من الواضح أن “فيسبوك” قد استشار عديدًا من الخبراء ومزودي المحافظ الرقمية؛ للتعرف على القواعد التي يجب الالتزام بها، مثل مكافحة غسيل الأموال.
وقد يؤدي اندماج “كاليبرا” مع “ماسنجر” و”واتس آب” إلى إثارة مخاوف المنافسة؛ حيث سيجعلها هذا الاندماج محفظة مالية مهيمنة. وفي إجابة عن سؤال حول إمكانية أن تصبح “ليبرا” ثورة فيسبوكية اقتصادية، قال ديفيد ماركوس، المسؤول عن مشروع “ليبرا”: “بينما نتقدم في العمر، تأتي اللحظة التي ندرك فيها أن هناك بعض الأشياء التي يجب أن تخرج عن السيطرة، وتنحرف انحرافًا جذريًّا عن الطرق التقليدية التي تعودنا عليها”.
وربما يكون ماركوس محقًّا؛ لكن في حال نجحت الشيكات والأرصدة المصرفية من تقليل ربحية “فيسبوك”، فسيكون الأمر المثير للسخرية أن هذه العملة الرقمية الجديدة هي بداية النهاية لأموال الكوكب الأزرق المتدفقة.
المصدر: كيو بوست
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر