سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
ياسر المعارك
بكل المهارة والحنكة جاءت الأوامر الملكية، ليترسخ ما عرفناه من رؤية حصيفة لملك الحسم والعزم سلمان بن عبدالعزيز، هكذا بتنا أمام صفحة جديدة تستكمل توطيد الاستقرار لدولة تضرب بجذورها في ثلاثمئة عام من عمر التاريخ، لتؤسس حقبة جديدة للدولة السعودية الرابعة عمادها المعرفة والاقتصاد القوي والاستعداد العسكري لحماية مكتسباتها من التهديدات والمخاطر..
اللافت لكل متابع لمسيرة الدولة السعودية الثالثة سلاسة انتقال الحكم بين الملوك وانسيابية القرار عند تعيين ولاة العهد، ما يدل على متانة نظام الحكم وتماسكه من الداخل، وانسجام الرؤية في ذهن القيادة مع متطلبات كل مرحلة، ما يعطي صفعة في وجه جميع الأصوات التي تصطاد في الماء العكر، وتحاول عبثًا الترويج لوجود خلافات داخل البيت الحاكم .
والسؤال التلقائي: لماذا تمت مبايعة الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد؟
وللجواب أود استحضار التاريخ للتذكير بأن الملك المؤسس بدأ مهمة توحيد المملكة وهو لم يتجاوز الـ 25 عامًا، واستطاع في ذلك العمر الباكر تجميع شتات شعبه لما تمتع به من صفات الشجاعة والذكاء والحكمة، وهي ذات الصفات التي ورثها حفيده الأمير محمد بن سلمان وشاركه بها.
إن الوقائع كلها تؤكد الحصافة وقوة الشكيمة وعمق الرؤية للأمير الشاب محمد بن سلمان، فخلال 1000 يوم منذ تعيينه وليًا لولي العهد قام بأكثر من 70 جولة دولية زار بها كبرى عواصم صناعة القرار السياسي، وكانت كلها جولات مكثفة في نشاطاتها، عميقة في أجندتها، ومثمرة في نتائجها، إضافة إلى إشرافه المباشر على تنظيم القمم الثلاث وانعقادها في الرياض ( قمة سعودية أميركية، وخليجية أميركية، وعربية إسلامية أميركية) بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترمب، حقق من خلالها تحالفًا عالميًا لمكافحة الإرهاب، ووقع عقودًا عظيمة النتائج لنقل الصناعات العسكرية وتوطينها، إضافة لنجاحه في صناعة تحالفات عسكرية حاسمة ورادعة مثل تحالف إعادة الشرعية اليمنية والتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب.
أما على الصعيد الاقتصادي، فقد أطلق الأمير محمد رؤية السعودية 2030 في شهر إبريل من العام الماضي لتكون بمثابة خارطة طريق لإصلاحات تنموية واقتصادية شاملة ومتكاملة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل والبعد عن الركون إلى النفط كمصدر رئيسي وحيد للدخل، إضافة إلى تغيير عمل صندوق الاستثمارات العامة ليقوم بصفقات استثمارية نوعية فاجأت العالم وأدت إلى تراجع عجز الموازنة، ومنها استثمارات مليارية في قطاع التكنولوجيا، أهمها شراء 5% من شركة أوبر، واتفاقية لتأسيس صندوق “رؤية سوفت بنك” للتكنولوجيا بقيمة مئة مليار دولار، والمساهمة في تأسيس منصة “نون” للتجارة الإلكترونية بمليار دولار حصته فيها 50%.
إن الواجب على كل مواطن أن يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى ويدعوه بأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، وأن يوفق ولاة الأمر لما يحب ويرضى، وأن يسدد خطاهم ويرزقهم البطانة الصالحة التي تكون عونًا لهم في مهمة الارتقاء بالوطن والشعب إلى أعلى المراتب بحول الله وقوته .
كاتب وصحفي سعودي*
@yaser_almaarek
سجل بريدك لتكن أول من يعلم عن تحديثاتنا!
تابعوا أحدث أخبارنا وخدماتنا عبر حسابنا بتويتر